اعتقد كثيرون أن تقنية التحكيم بالفيديو أو ما يسمى بـ"الفار" سيسمو بكرة القدم نحو الأفضل وسيجعل الاتحاد الدولي "فيفا" في منأى عن كثير من الاحتجاجات التي تصدر عادة من فرق تشعر بالغبن والظلم.. لكن ما حدث أن الظلم في حق المغبونين اتسع أكثر.. واتضح أن "الفار" جاء ليكرس "تعالي" الكبار على حساب المنتخبات الصاعدة.
تقنية التحكيم بالفيديو أو "الفار" كانت ستكون ذات جدوى لو لم يتم التحكم فيها بـ"الريموت كونطرول" وفق هوى الاتحاد الدولي لكرة القدم.. فالحكام المشرفون على "الفار" يصدرون قراراتهم بشأن الحالات التي يتدخلون فيها حسب رغبة الفيفا الذي يصر على حماية "الكبار" دون سواهم من الخسارات أو حتى من الإقصاء.
الكثير من الأحدات التي عرفتها مباريات المونديال الروسي سواء فيما يتعلق باحتساب ضربات الجزاء أو التغاضي عنها.. أو في توزيع البطاقات الصفراء.. أو في إعلان حالات الشرود.. أو في احتساب عن الأخطاء.. أو غير ذلك لا يمكن أن تمر من دون أن يؤشر عليها التحكيم ولو بمساعدة "الفار" ما لم تكن تخدم المنتخبات الكبيرة.. لذلك بات واضحا أن بقية المنتخبات ليس لها دور في هذا المونديال أكثر من دور "الكومبارس" أو دور "الديكور" الذي يؤثت مشاهد الكثير من الأحداث الكبرى.
"الفار" بات دوره واضحا للعيان.. إنه بمثابة "الفيتو" المغلف بمبادئ الرياضة والذي يرغب الاتحاد الدولي لكرة القدم بأن يسوقه على أنه وُضع في خدمة كرة القدم النظيفة وفي خدمة المظلومين والمقهورين.. في حين أنه جاء ليكرس هيمنة الكبار ولو كانت هذه الهيمنة على حساب مبادئ كرة القدم نفسها وعلى حساب المقهورين بقهرهم أكثر والمظلومين بممارسة الظلم عليهم كذلك أكثر.