وضع المهدي بنعطية تشريح مباراتي الفريق الوطني ضد إيران والبرتغال وأسباب الإقصاء المبكر، قبل أن يعرج على جني ثمار وحصاد المشاركة التاريخية في المونديال، ويشهر خارطة الطريق للإستمرارية على نهج السمو والشموخ العالمي.
القيصر وفي حوار حصري لـ «المنتخب» من قلب ملعب لوجنيكي بموسكو، رفع الستار عن مواضيع عدة وأجاب بصراحة عن عدة أسئلة شائكة، في آخر مرافعة قبل نهاية الحلم العالمي اليوم ضد الماطادور الإسباني.
ــ المنتخب: هل أنتم راضون عن الأداء العام سواء في اللقاء الأول أو الثاني؟
بنعطية: نحن مقتنعون بأننا فعلنا ما كان يتوجب علينا القيام به، إمتلكنا الكرة وسيطرنا على خصومنا، خنقنا إيران وعذبنا بعدها البرتغال بطلة أوروبا وأجبرناها على الدفاع والمرتدات، بصمنا على مستوى جيد ومشرف بتواجد لاعبين شباب دون تجربة أو خبرة، عكس البرتغال التي تتوفر على كوكبة من النجوم والمخضرمين، إلا أن الكفة فوق أرضية الميدان رجحت لجهتنا ولم تظهر الفوارق في الأسماء ولاعبي الفريق الوطني ولاعبي الخصم، وهو ما يدفعني للشد بحرارة على أيادي زملائي الذين كانوا في الموعد، ولولا النجاح والتوفيق الغائبين لكان هناك حديث آخر.
ــ المنتخب: الجمهور صفق لكم رغم الخسارة وهتف بإسم المغرب كثيرا وإعتبركم فخرا وأبطالا..
بنعطية: أكثر شيء يحز في النفس هو عدم إسعاد هذا الجمهور العظيم الذي حج إلى موسكو وسان بطرسبروغ وسيكون حاضرا أيضا في المباراة الثالثة ضد إسبانيا في كالينغراد، قلوبنا تتألم لعدم رد الجميل له ومنحه هدية أكبر لأنه يستحق منا أكثر، لقد ذهب معنا إلى الأدغال وشجعنا في أوييم وليبروفيل وأبيدجان، وتنقل في مختلف الدول الإفريقية والأوروبية وكان خير سند ودعم كما رأيت، وشاهدت منذ مجيئي للمنتخب قبل 10 سنوات، الآلاف أبوا إلا أن يتواجدوا بكثافة وأرقام قياسية بملعب لوجنيكي، حيث أشعرونا أننا في مراكش، أنا آسف وأعتذر لهم وأشكرهم بحرارة على ما يفعلونه من أجل تشجيعنا ومرافقنا.
ــ المنتخب: بأي روح وأي هدف ستلعبون مباراة اليوم أمام إسبانيا؟
بنعطية: بنفس الروح والعقلية والقتالية التي ظهرنا بها أمام البرتغال، نحن لا نخاف أحدا ولا نتراجع للدفاع، سنهاجم وسنلعب بنفس الأسلوب والعزيمة وسنعمل على تعذيب الإسبان، سنحاول إنهاء المونديال بأفضل صورة ونتيجة والبحث عن نقطة أو ثلاث نقاط، وفي حال الهزيمة فسنسعى لأن تكون مشرفة بعد أداء مثالي يزيد إعتزازنا بما قدمناه ويرفع من معدل الإقناع والإفتخار لدى الأنصار.
ــ المنتخب: هل يمكن أن نحلم بالإنتصار أخيرا أو نقطة من ذهب ضد خصم مرشح للتتويج بكأس العالم؟
بنعطية: سنلعب من أجل الشرف والبحث عن لذة الإنتصار في المونديال، سنخوض النزال بأريحية ودون ضغط عكس الخصم الذي يلزمه الفوز أو التعادل للتأهل للدور الثاني، سنركز أكثر على اللمسة الحاسمة والأخيرة لتسجيل ما عجزنا عنه في أول مبارتين، أعد الجمهور بأنه سيرى أسودا مثل تلك التي شاهد ضد إيران والبرتغال، بل وستزيد من شراستها لتنهي المشوار بافتخار وإقتدار.
ــ المنتخب: ما هو مستقبلك مع الفريق الوطني بعد كأس العالم؟ هل ستعتزل دوليا أم ستواصل المسار على الأقل إلى غاية كأس إفريقيا 2019؟
بنعطية: لم أفكر في الأمر ولا أعرف مستقبلي، حاليا أفكر في المباراة الثالثة ضد إسبانيا وبعدها سنرى ما قد سيحدث، لكن المؤكد هو أن المونديال الروسي الأول والأخير لي كوني تجاوزت 31 سنة، ومستقبل الأسود بين أقدام الشباب واللاعبين الموهوبين الرائعين الذين يتواجدون بيننا، المشعل سيأخذه هؤلاء الذين ينتظرهم غد مشرق وباهر سواء على الصعيد الشخصي أو الدولي، لا خوف على العرين في ظل ما هو متوفر من طاقات وأسماء ستحمل المغرب إلى كؤوس إفريقية وعالمية، فالجيل الصاعد قادر على أن يؤهل المملكة للمشاركة في كأس العالم للنسختين أو الثلاث نسخ القادمة.
ــ المنتخب: ما هي الدروس التي يمكن الخروج بها من كأس العالم؟
بنعطية: أننا منتخب قوي تطور ويسير في الطريق الصحيح، يُشرّف ويسعد المغاربة الذين وجدوا منتخبا يمثلهم ويفتخرون به، وأن القليل من الأشياء المتعلقة بالخبرة والفعالية تنقصنا لنكون في القمة الدولية، أما القتالية والروح فنلعب بها منذ مدة، أتمنى أن تتم رعاية هذا المنتخب والعناية بشبابه ليحملوا للمغرب الإنجازات والأفراح في السنوات المقبلة.
- المنتخب: كلمة أخيرة للجمهور المغربي المفتخِر بكم والسعيد بأدائكم رغم الإقصاء..
بنعطية: شكرا وشكرا وألف شكر، مهما قلت لن أكافئ هذا الجمهور المغربي العظيم الذي يشعرنا كلاعبين بالوطنية الجياشة، أحب بلدي وفخور بكوني أسد، وسعيد لأنني حققت حلمي بلعب كأس العالم وقيادة هذه المجموعة الرائعة واللاعبين الإستثنائيين.