وضع المهدي بنعطية تشريح مباراتي الفريق الوطني ضد إيران والبرتغال وأسباب الإقصاء المبكر، قبل أن يعرج على جني ثمار وحصاد المشاركة التاريخية في المونديال، ويشهر خارطة الطريق للإستمرارية على نهج السمو والشموخ العالمي.
القيصر وفي حوار حصري لـ «المنتخب» من قلب ملعب لوجنيكي بموسكو، رفع الستار عن مواضيع عدة وأجاب بصراحة عن عدة أسئلة شائكة، في آخر مرافعة قبل نهاية الحلم العالمي اليوم ضد الماطادور الإسباني.

ــ المنتخب: هل كنتم تتوقعون الإقصاء والخروج المبكر بعد مباراتين فقط؟
بنعطية: بالطبع لا، جئنا إلى روسيا للبقاء لأطول مدة ممكنة ومحاولة خلق المفاجأة والعبور للدور الثاني، لم نأت للسياحة أو المشاركة وإنما للقتال والكفاح وتشريف المغرب، وأظن أن هذا ما تحقق رغم أن السيناريو جاء قاسيا، فمن لم يشاهدنا وسيُقال له أننا غادرنا البطولة بعد مباراتين بصفر نقطة ودون تسجيل أي هدف سيقول أننا لم نكن في المستوى، نحن محبطون بعدما تبخر كل ما خططنا له.

ــ المنتخب: هل من ندم وحسرة بعد ضياع 6 نقاط كاملة أو على الأقل 4 نقاط؟
بنعطية: إن كان هناك من ندم كبير فهو الخسارة ضد إيران في المباراة الأولى، ندمنا بشدة على ضياع النقاط الثلاث والفرص الكثيرة التي أهدرناها، سيطرنا وفرضنا إيقاعنا وهددنا بشكل مسترسل لكن دون ثمار، كنا نستحق الفوز وتصدر المجموعة بعد الجولة الأولى، سقطنا بصورة مؤلمة وأضعنا مفتاح التأهل في أول خطوة.

ADVERTISEMENTS

ــ المنتخب: لم تسجلون طيلة 180 دقيقة، ماذا كان ينقص؟
بنعطية: الحظ، فمن غير المنطقي أن تهيمن وتصل إلى المرمى في العديد من المحاولات وتعجز عن التهديف، غابت النجاعة والتوفيق وتألق حراس الخصوم في الصد لبعض الفرص الخطيرة، فعلنا كل شيء ولم نحصد شيئا، وبشهادة الجميع فلو كان العدل والإنصاف والمباريات تُربح بالسيطرة والتهديدات لكُنا الآن في الدور الثاني مسبقا وبست نقاط في الجيب.

ــ المنتخب: إيران لذغتكم في آخر دقيقة والبرتغال مع صافرة البداية، هل هو شرود وغياب التركيز؟
بنعطية: الهدفان معا كانا من الضربات الثابتة وبالتالي فالحديث عن الشرود والتركيز غير وارد، الهدف ضد إيران سجلناه ضد مرمانا وهو شيء وارد في كرة القدم وغير مقصود، فيما الهدف الثاني والذي وقعه رونالدو في المباراة ضد البرتغال كان بعد خطإ واضح إرتكبه المدافع بيبي على خالد بوطيب، وعليه فمنظومتنا الدفاعية إشتغلت بشكل جيد في المباراتين كما كان الحال في التصفيات المونديالية والمباريات الودية، وما وقع كان بسبب أخطاء فردية أو تحكيمية.

ــ المنتخب: هدف رونالدو المبكر أثر عليكم نفسيا وأربك مخططاتكم، لماذا عجزتم عن الرد طيلة 90 دقيقة التي تلت رصاصته القاتلة؟
بنعطية: المنتخب البرتغالي لم يفعل شيئا غير تسجيل الهدف والإكتفاء بالدفاع بعدها، حتى رونالدو هز الشباك وعاد ليدافع واختفى في مجمل أطوار المواجهة، ضغطنا وهجمنا وخلقنا عدة فرص لكن ما بيد الحلة، شخصيا قمت بثلاث تهديدات والكرة لم تشأ دخول الشباك، صحيح أنا مدافع ولا أجيد التسجيل من تلك المواقع التي أتيحت لي فيها الفرص، وأكيد لو كان زميل آخر مهاجم لهز الشباك، هذه كرة القدم تظلم في الكثير من الأحيان ولا تعطي لأصحاب الأفضلية الجوائز والإنتصارات، ونحن وقعنا ضحايا سوء الحظ وغياب التوفيق والفعالية.

ــ المنتخب: ما ردك على من يقول أنكم لعبتم معاقين في غياب رأس حربة هداف وظهير أيسر مختص؟
بنعطية: لعبنا بـ 23 مقاتلا منهم 11 في التشكيلة الرسمية، الكل أدى المطلوب منه وعلى أكمل وجه، لم يتضح أن أحدا من هؤلاء لم يكن في المستوى وأثر على التوازن، أشرف حكيمي لاعب شاب، لعب بالسهل الممتنع وكان موفقا دفاعيا ومتميزا تكتيكيا، وبوطيب ضد البرتغال والكعبي أمام إيران قاما بمجهود كبير وأرهقا دفاعات الخصوم، لعبنا جميعا كفريق موحد وبأسلوب جماعي، وحاولنا تنويع الهجمات والمحاولات عبر الإختراق والعمق والتسديد والضربات الثابتة، لكن دون جدوى ولا أحد منا يتحمل المسؤولية، لأن ما حدث غريب ونادر.

ــ  المنتخب: ما قصدك؟
بنعطية: حسب الإحصائيات التي إطلعت عليها لم يسبق لأي منتخب أن إستقبل هدفا وخلق في المقابل مثل عدد الفرص التي أتيحت لنا في المباراتين معا ووصل المرمى في أزيد من 10 مناسبات ولم يسجل، أظن أن هذا لم يحدث منذ كأس العالم 1966، إنها من الأمور القليلة التي لا تحدث دائما، فالبعض يخلق نصف فرصة ويسجل هدفا والآخر يهدد 20 مرة ولا يفلح في التهديف، وهذا ما حدث ضد البرتغال.

ــ المنتخب: عودة إلى سيناريو البرتغال، من تحمل مسؤولية الخسارة؟
بنعطية: القدر أراد أن ننهزم والكرة أصرت على خصامنا في اللقاء الثاني تواليا، ماذا كان يلزمنا فعله أكثر مما قمنا به، لم يتبق سوى أن أدخل بجسمي إلى المرمى، كما أن النتيجة أثر فيها الحكم الذي لم يكن عادلا وبدا منحازا للبرتغال.

ــ  المنتخب: ما هي الأخطاء التحكيمية المؤثرة التي قام بها الحكم الأمريكي؟
بنعطية: أولا الهدف الوحيد لم يكن مشروعا، لأن المدافع بيبي توجه بضربة بمرفق اليد لبوطيب الذي كان في طريقه لإعتراض الكرة وإبعادها، لتصل إلى رونالدو المتربص والذي أودعها بسهولة في الشباك، فهذا النجم بإمكانه تسجيل هدفين من نصف فرصة ولا يضيع قط مثل هذه الكرات، إلى جانب هذا فالحكم الأمريكي حرمنا من ضربتي جزاء، الأولى على أمرابط والثانية على بوطيب، لقد أصر على عدم اللجوء إلى تقنية الفيديو وأبدى عنادا شديدا وتعاطفا واضحا مع المنتخب البرتغالي.

- المنتخب: ولماذا سيقف في وجهكم التحكيم في مباراة كبيرة ضد البرتغال بحضور رئيس الفيفا وتحت أنظار مئات الملايين من المشاهدين؟
بنعطية: لا أعرف السبب، لم أفهم لماذا أصر على رفض مساعدة حكم الفيديو في لقطة هدف البرتغال وفي ضربتي الجزاء غير المحتسبتين، ذهبت إليه في أكثر من مرة وطلبت منه الإستنجاد بالفيديو لكنه أبى، قلت له بأننا أيضا بلد مشارك في كأس العالم ومن حقنا العدل والإنصاف والإحترام، لكن يبدو أنه تأثر كثيرا بوجود كريستيانو رونالدو وتعاطف معه وقلل من إحترامنا، والنتيجة كان ظلمنا أمام أنظار الجميع، وهنا لا بد من طرح علامات الإستفهام حول الإجتماعات والشروحات التي قدموها لنا قبل بداية المونديال، ووضعهم تقنية الفيديو كجهاز رئيس وأولي لرفع أي لبس أو حالة تحكيمية شاذة.

ADVERTISEMENTS

ـ المنتخب: إذا الحظ والتحكيم السبب المباشر في الإقصاء؟
بنعطية: سبب من بين الأسباب، للأسف المنتخبات والأندية الكبيرة غالبا ما يحالفها النجاح ويتم دعمها وحمايتها من طرف التحكيم أكثر من البقية، فالنجوم يؤثرون بحضورهم والحكام يخشون إحتجاجهم ولا يرغبون خسارتهم، البرتغال إستفادت من ثقل رونالدو وربحت المباراة دون أن تقنع أو تفعل شيئا، دخلت المعركة وخرجت وفي جيبها النقاط الثلاث.

ــ  المنتخب: لماذا غاب غانم سايس وجلس إحتياطيا على غير العادة ليدخل مكانه مروان داكوسطا؟
بنعطية: لا أعرف، إنها إختيارات المدرب الذي رأى بأن داكوسطا يصلح أكثر لمواجهة البرتغال، ربما هو قرار تقني أو تكتيكي من طرف الناخب الوطني، علما أن سايس لم يكن مصابا أو مريضا، كما أن مردوده في مباراة إيران تميز بالجودة والحزم.
(يتبع)