رغم المنغصات التي تمثلت في أسوء أزمة اقتصادية تواجهها المكسيك منذ 50 عاماً، و الزلزال الذي ضرب البلاد قبل عام واحد من النهائيات، و إجبار الفرق على اللعب تحت الشمس الحارقة إضافة إلى جدول المباريات المزدحم الذي نتج عن تطبيق نظام جديد للبطولة بتأهل متصدر ووصيف كل مجموعة وأفضل 4 منتخبات، فقد أفلحت المكسيك في تنظيم المونديال لثاني مرة في تاريخها، ونجحت في تعويض كولومبيا التي كان مقررا أن تستضيف المسابقة قبل أن تنسحب، وإعتبرت هذه النسخة الأفضل منذ دورة 1970، خصوصا وأنها خُتمت بطابع أفضل اللاعبين عبر التاريخ وهو الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا.
في الدور الأول الأرجنتين وإيطاليا وبلغاريا الثالثة عبروا عن المجموعة الأولى تاركين كوريا الجنوبية وحدها بنقطة وحيدة، ولحقت بهم منتخبات المكسيك المستضيفة ومتصدرة المجموعة الثانية إلى جانب باراغواي وبلجيكيا، ثم الإتحاد السوفياتي وفرنسا فالبرازيل وإسبانيا عن المجموعة الرابعة، والثلاثي الدانمارك وألمانيا وأوروغواي عن المجموعة الخامسة، فيما المجموعة الأخيرة أفرح فيها المغاربة والعرب حينما حققوا ما أشبه بالمعجزة، متصدرين المجموعة بأربع نقاط بعد تعادلين سلبيين ضد بولونيا وإنجلترا وفوز تاريخي على البرتغال 3- 1 ليحققوا الإنجاز العظيم للأمة العربية والإفريقية، ويبهروا العالم أجمع.
أظهر الإنجليز قوتهم الحقيقية في الدور الثاني و فازوا على باراغواي بثلاثية نظيفة، ووضع الاسبان الدانماركيين في حجمهم الطبيعي و هزموهم بخمسة أهداف لهدف كان نصيب بوتراغينيو منها أربعة أهداف، و إستطاع بطل أوروبا فرنسا إقصاء إيطاليا حاملة اللقب بهدفين للاشيء منها هدف للعميد بلاتيني، كما تجاوز مارادونا ورفاقه مباراتهم الخشنة مع أوروغواي بهدف نظيف مع هدف ملغى للأسطورة، وعانت ألمانيا كثيراً حتى إستطاعت
الفوز في مباراتها على المغرب بهدف لوثار ماتيوس من ضربة خطأ، في لقاء قدّم فيه أسود الأطلس مستوى بارعا وخنقوا الماكينات وقدموا درسا للذكرى..بينما كانت النتيجة الأبرز والمفاجئة فوز بلجيكيا على الإتحاد السوفياتي 4-3 بعد التمديد للوقتين الإضافيين.
ربع النهائي ثلاث مباريات منه حسمت بالضربات الترجيحية، في مقدمتها المباراة الأقوى والأبرز في تاريخ المونديال حسب بعض النقاذ والتي تفوق فيها الفرنسيون على البرازيليين 1-1 (4-3)، مع تسجيل عبور عسير لكل من ألمانيا الغربية والأرجنتين وبلجيكا، وحدثين فريدين لمارادونا ضد الإنجليز من هدفين خرافيين، الأول بعدما راوغ 6 لاعبين وهز الشباك في لقطة خالدة في التاريخ، ثم الهدف الثاني الذي سجله بيده وإحتسبه الحكم التونسي علي بن ناصر، في صورة بشعة للتحكيم وماكرة من دييغو الذي زادت شهرته وإمتزجت مقالبه بموهبته.
هذا العملاق قاد الطانغو لقهر الشياطين الحمر بثنائية تكلف بتوقيعها وبشكل شرعي هذه المرة، واضعا الأقدام في النهائي لمواجهة الألمان الذين أنهوا رحلة الديكة بهدفي بريم وفولر وكرسوا العقدة.
مسرح الأزتيكا وأمام حضور جماهيري فاق 114 ألف متفرج تنازلت الأرجنتين وألمانيا، و تمكن راقصو الطانغو من أخذ الأسبقية بهدفي المدافع خوصي لويس براون ذو الأصول الأيرلندية وخورخي فالدانو في الدقيقتين 22 و 55، وفيما كان يبدو أنه اتجاه الأرجنتين لتحقيق الانتصار إنتفض المنتخب الألماني و أظهر روحه القتالية، وقاوم الحرارة الشديدة و نجح في تسجيل هدفين عن طريق كارل هاينز رومينيغي في الدقيقة 74، ليتبعه فولر بهدف في الدقيقة 80، لتتعادل الكفة و تعود المباراة إلى نقطة الصفر، قبل أن يوقع العبقري مارادونا على تمريرة من العيار الثقيل إلى قدم بوروشاغا الذي أودعها في شباك شوماخر، مهديا اللقب الثاني للأرجنتين في دورة إستثنائية ومثيرة.
بطاقة الدورة: 1986
الدولة المضيفة: المكسيك
البطل: الأرجنتين
عدد المنتخبات المشاركة: 24
عدد الملاعب: 12 في 9 مدن
الترتيب النهائي للمنتخبات المشاركة: الأرجنتين (البطل)، ألمانيا (الوصيف)، فرنسا (المركز الثالث)، بلجيكا (المركز الرابع)
عدد المباريات 52
عدد الأهداف 132
عدد الجماهير التي حضرت المباريات 2 مليون و393 ألف مشجع بمعدل 46 ألف متفرج في المباراة الواحدة
هداف النهائيات غاري لينكر ب 6 أهداف
