طغت الجدلية الناشئة حول أدريان رابيو على بدء المنتخب الفرنسي لكرة القدم معسكره التحضيري لكأس العالم روسيا FIFA 2018، بعدما رفض إدراج اسمه كاحتياطي للتشكيلة الرسمية التي ستنتقل الى روسيا، واعتبار المدرب ديدييه ديشان ان لاعب باريس سان جيرمان ارتكب "خطأ فادحا".
وكان رابيو (23 عاما) قد بعث برسالة الى ديشان أعرب فيها عن رفضه إدراج اسمه على لائحة الاحتياطيين، وانه لن يلتزم ببرنامج التدريب البدني المخصص لهؤلاء، ما أثار ضجة في فرنسا وصل صداها الى الحكومة.
وفي مؤتمر صحفي عقده في كليرفونتين، مقر المنتخب الفرنسي، على هامش اليوم الأول من بدء المعسكر التحضيري الأخير للمونديال، قال ديشان ان رابيو "ارتكب خطأ فادحا وقد أبعد نفسه من تلقاء ذاته".
وتابع "أستطيع تفهم خيبة الأمل الهائلة، لكن ان تذهب الى حد اتخاذ موقف مماثل (...) آمل ان تتيح له قرارات كهذه بأن يصبح أكثر نضجا"، مضيفا "انا واثق من انه ارتكب خطأ فادحا. على المستوى العالي لا مجال للمشاعر الشخصية وبالتالي يتعين علينا ان نتعامل مع الامور باحتراف".
وردا على سؤال عما اذا كان رابيو قد قضى على مستقبله في المنتخب الذي خاض في صفوفه ست مباريات دولية، رد ديشان "لا أتخذ أبدا قرارا راديكاليا"، مكررا في الوقت نفسه ان اللاعب أقدم على ارتكاب "خطأ".
ولم يسلم رابيو من انتقادات رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لو غريت.
ونوه الأخير بلاعب ذي "مستوى كبير" تصرف دائما على قدر الآمال في المنتخب الوطني، الا ان "خيبة الامل التي يعيشها لا تسمح له بالاستسلام وعدم وضع نفسه في خدمة منتخب فرنسا".
وتابع ان اللاعب الشاب "اتخذ قرارا خاطئا وقد عاقب نفسه بنفسه (...) ان تكون جزءا من مجموعة منتخب فرنسا من بين افضل 30 لاعبا هي فرصة وامتياز في مسيرة أي لاعب".
وأكد المصدر بذلك لوكالة فرانس برس، تقارير صحفية أوردتها ليل الثلاثاء وسائل إعلام منها صحيفتا "ليكيب" و"لو باريزيان" الفرنسيتين.
تعليق حكومي
وكان ديشان قد أعلن في 17 أيار/مايو تشكيلة اللاعبين الـ 23 الذين سيذهبون الى روسيا للمشاركة في المونديال (14 حزيران/يونيو - 15 تموز/يوليو). كما سمى المدرب 11 "احتياطيا" منهم رابيو، ما يعني ان أيا منهم لن ينضم الى تشكيلة المونديال سوى في حال إصابة أحد الـ 23.
الا ان القضية بدأت بالتفاعل منذ ليل الثلاثاء، مع كشف وسائل إعلام فرنسية منها صحيفتا "ليكيب" و"لو باريزيان"، ان اللاعب أبلغ المدرب بأنه يرفضه إدراجه بين الاحتياطيين.
وأكد مصدر مطلع على المسألة حصول ذلك.
وقال لوكالة فرانس برس ان رابيو بعث برسالة عبر البريد الالكتروني الى ديشان يؤكد فيها انه أخذ علما بوضعه على لائحة الانتظار، مضيفا "في هذه الظروف، لا أستطيع متابعة البرنامج" البدني للاعبين الـ 11.
وبحسب "ليكيب"، فان اللاعب "قام بهذا التصرف لوحده من دون الاخذ برأي المقربين منه"، بينما أشارت "لوباريزيان" الى ان رابيو "فكر مليا بقراره الذي حاول الجهاز الفني الفرنسي إقناعه بالعدول عنه".
ويتعين على اللاعبين الاحتياطيين اتباع البرنامج البدني المخصص لهم خلال الفترة التحضيرية، والبقاء على استعداد تام حتى الرابع من حزيران/يونيو، وهو الموعد الأقصى الذي حدده الاتحاد الدولي (فيفا) للمنتخبات لإعلان تشكيلتها الرسمية والنهائية لخوض منافسات المونديال.
وتتألف التشكيلة النهائية من 23 لاعبا فقط.
وخلافا لتحضيرات المنتخب لكأس العالم 2014 وكأس أوروبا 2016، لن يتدرب اللاعبون الاحتياطيون مع اللاعبين الـ 23 في مقر المنتخب في كليرفونتين. ويشارك جميع هؤلاء اللاعبين في انطلاق المعسكر، باستثناء المدافع رافايل فاران الذي يستعد مع فريقه ريال مدريد الاسباني لخوض نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول الانكليزي السبت في كييف.
وكان ديشان قد برر لدى إعلانه التشكيلة، عدم استدعاء رابيو بكون "أداء أدريان مع منتخب فرنسا لا يقارن مع مستواه مع باريس سان جيرمان".
وتفاعلت القضية في فرنسا الأربعاء، وصولا الى الحكومة التي اعتبر المتحدث باسمها بنجامان غريفو انه "عندما نحصل على شرف الاستدعاء الى المنتخب (...) والدفاع عن ألوان بلدنا، علينا ان نرد بأننا حاضرون".
وتبدأ فرنسا التي تحمل لقب مونديال 1998 الذي استضافته، مسيرتها في المجموعة الثالثة التي تضم استراليا والبيرو والدنمارك، بلقاء استراليا في 16 حزيران/يونيو في مدينة قازان الروسية.
وعلى صعيد استعداد اللاعبين، لم يستبعد ديشان ان يكون لاعب برشلونة عثمان ديمبيلي "متوافرا" الاثنين لخوض المباراة الودية ضد إيرلندا، بعد تعرضه لاصابة في الكاحل في المرحلة الختامية للدوري الاسباني.
وقال ديشان الأربعاء "لا استبعد ان يكون متوافرا لمباراة الاثنين (...) سيخضع لفحوص من قبل الجهاز الطبي. لا أخفيكم سرا انني خشيت الأسوأ (عندما تعرض لعرقلة قاسية في مباراة ريال سوسييداد الأحد)".