زاد التوثر بين بريطانيا وروسيا حدة في الأيام القليلة الماضية حتى أصبح المونديال الذي سينطلق في الأراضي الروسية خلال منتصف الشهر القادم مهددا، وعلى كف عفريت، أكثر من أي وقت مضى حسب ما يراه مراقبون.

قصة رومان ابراهيموفيتش مالك تشيلسي الإنجليزي مع التأشيرة البريطانية هي التي زادت من حدة التوثر بين الجانبين الروسي والبريطاني.. فقد حرم ابراهيموفيتش من تجديد تأشيرة دخوله إلى بريطانيا بالرغم من أنه يمتلك نادي تشيلسي ويقيم بصفة دائمة في لندن.. فخلال تواجده مؤخرا في روسيا لم تجدد السفارة البريطانية في موسكو تأشيرته بعد انتهائها في دلالة واضحة بأنه بات ممنوعا من دخول بريطانيا.. لذلك لم يشاهد نهائي كأس إنجلترا يوم 19 ماي الماضي والذي كان ناديه تشيلسي طرفا فيه حيث توج باللقب على حساب مانشستر يونايتد (1-0).

وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الإجراء الذي اتخذته بريطانيا ضد إبراهيموفيتش يأتي على خلفية قرار من الحكومة البريطانية بمراحعة أوضاع 700 من الميليونيرات الروس المقيمين في بريطانيا.. وأضافت الصحيفة أن القرار سيؤدي إلى مزيد من التدهور في العلاقات المتوثرة أصلا بين لندن وموسكو.. خاصة أن مالك تشيلسي تربطه علاقة وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. كما أنها مرشحة لتضرب في مقتل المشاركة الرسمية لبريطانيا وربما العديد من الدول الأخرى في المونديال الروسي.. خصوصا إذا اتخذ بوتين إجراء مضادا وقام بخطوة معاكسة للرد على القرار البريطاني.

ADVERTISEMENTS

وترى الحكومة البريطانية التي تترأسها تيريزا  ماي أن الأموال التي يمتلكها رجال الأعمال الروس في بريطانيا مشكوك في مصادرها.. وتخشى أن تكون لها علاقة بالفساد.. فضلا عن علاقة هؤلاء بقضية تسميم الجاسوس المزدوج سيرغي سكريبل.. إذ اتهمت لندن موسكو بالتورط في الجريمة التي هزت بريطانيا كلها وتعاطفت معها كل دول أوروبا.. وتم طرد المئات من أعضاء السلك الدبلوماسي بين روسيا ودول المجموعة الأوروبية.

ورغم مرور أزيد من أسبوع على قصة ابراهيموفيتش مع التأشيرة البريطانية فإن العالم ما زال يترقب بقلق شديد ما ستؤول إليه الأمور.. وكيف ستنتهي سياسة شد الحبل بين لندن وموسكو على بعد أسابيع قليلة فقد من انطلاق أكبر تظاهرة كروية ينتظرها العالم كل أربع سنوات.