حمان وضع أول بصمة في المونديال
علقت إفريقيا كل آمالها على المنتخب المغربي الذي تخطى كل الحواجز التصفوية وبات سفيرا فوق العادة للكرة الإفريقية، لتسجيل حضور مشرف في أول ظهور لمنتخب إفريقي في نهائيات كأس العالم، بعد أن كان فراعنة النيل قد حصلوا على بطاقة دعوة ومثلوا إفريقيا في مونديال 1934.
وحكمت القرعة على الفريق الوطني وهو يحضر بالمكسيك سنة 1970 موندياله الأول، بالتواجد في مجموعة قوية، يقف على رأسها المنتخب الألماني وصيف بطل آخر نسخة بإنجلترا سنة 1966، ويتواجد فيها المنتخب البيروفي الذي وصل سنتها لأرفع مستوياته والمنتخب البلغاري الذي برز كقوة كروية صاعدة بأوروبا، والحقيقة أن التخمينات والإستقراءات أجمعت كلها على أن المنتخب المغربي سيكون هو الحلقة الأضعف في المجموعة، ومن يقول العكس والقارة الإفريقية التي كانت تعيش وقتذاك مرحلة البناء العسير الذي أعقب التحرر من نير الإستعمار، تشارك لأول مرة بتمثيلية كاملة في نهائيات كأس العالم.

شوط أسطوري أمام ألمانيا
قضى التواجد في المونديال لأول مرة، كما قضت طبيعة تضاريس المكسيك، أن يحضر المنتخب المغربي بشكل جيد للحدث التاريخي والإستثنائي، فكان التعاقد مع الخبير والمدرب اليوغسلافي فيدنيك، وموازاة مع ذلك كان هناك برنامج إعدادي مكثف، انتهى منه الفريق الوطني وقد أصبح له مخزون بدني يساعده على تحمل مباريات من المستوى العالي، كما أصبحت له شخصية يستطيع أن يتجاوز بها الخصاص الكبير على مستوى الخبرة، وقدرت القرعة حينها أن يبدأ الفريق الوطني بمواجهة منتخب ألمانيا بنجومه الكبار، مايير، بيكنباور، زلير وغيرد مولير يوم 2 يونيو 1970.
وكم كانت صدمة من توقعوا سقوط الفريق الوطني أمام ألمانيا قوية، ذلك أن أسود الأطلس سيكتبون أولى أروع صفحات المشاركة الإفريقية في المونديال، إذ سينتهي الشوط الأول من مباراة الفريق الوطني أمام الماكينات الألمانية بتقدم أسود الأطلس بهدف المهاجم حمان الذي استغل تمريرة عرضية وارتباك الدفاع الألماني ليودع الكرة في مرمى العملاق سيب مايير.

ADVERTISEMENTS

الماكينات تستفيق
بعد شوط أنطولوجي وأسطوري لأسود الأطلس، سينتفض المنتخب الألماني في الشوط الثاني وسيرفع من الإيقاع ليمنع وقوع أكبر فضيحة في تاريخ كأس العالم، ونتيجة لأخطاء على مستوى التركيز الذهني نتيجة اشتداد الضغط، سينهار الدفاع المغربي مرتين، الأولى بهدف العميد الأصلع سيلير في الدقيقة 56 والثانية بهدف الماكر غيرد موليرفي الدقيقة 78، لتنتهي المباراة بفوز قيصري للماكينات الألمانية بهدفين لهدف، لتخرج كل صحف العالم محيية المنتخب المغربي على مباراته البطولية ومشيدة بأدائه الجماعي الذي شرف الكرة الإفريقية.