سيلاقي الرجاء البيضاوي اليوم السبت زاناكو العتيد برسم منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية، رحلة شاقة ومهمة صعبة تنتظر لاعبي الفريق الأخضر باعتبار أهمية هذه القمة الإفريقية، وبالرغم من المشاكل التي يتخبط فيها النسور، فإنهم مطالبون برميها وراءهم والتركيز أكثر على المباراة للعودة بنتيجة إيجابية تساعد الفريق الأخضر لضمان التأهل لدور المجموعات في مباراة الإياب التي سيحتضنها مركب محمد الخامس بعد عشرة أيام.
هزيمة أمام الفتح تثير المخاوف
كما كان الحال قبل الرحلة السابقة لموريتانيا حين مني النسور بهزيمة أمام حسنية أكادير، مرة أخرى تأتي هذه الرحلة لزامبيا بعد هزيمة مفاجئة داخل القواعد أمام الفتح الرباطي، ومن حسن الحظ هذه المرة أن اللاعبين لم يضربوا عن التداريب ولم يحتجوا على مستحقاتهم المادية، وذلك في ظل احتمال التغيير الذي بات يلوح في الأفق مع تدخلات مجموعة من الفعاليات الرجاوية للحد من الأزمة التي عمرت طويلا بالقلعة الخضراء، لكن الصورة التي ظهر بها الفريق ضد الفتح الرباطي تثير المخاوف، حيث تفكك خطوط الفريق ومشاكل بالجملة على مستوى الدفاع، وتأمل الجماهير الرجاوية في استعادة بعض الثوابت الأساسية التي غابت عن مباراة الفتح وإعادة التوازن للمجموعة، لأن هناك خصم عنيد ومتمرس في انتظار أشبال غاريدو بزامبيا.
التركيز على الجانب الذهني
المباريات الأخيرة كشفت عن حقيقة واحدة، هي تشتت تركيز اللاعبين، ما جعل البعض منهم تائها وشارد الذهن، وتأكد هذا جليا بكثرة الإحتجاجات على التحكيم، ما كلف اللاعبين البطائق الصفراء وطرد الحارس الزنيتي في المباراة الأخيرة، وفي منافسة إفريقية من هذا الحجم يجب على الفريق أن يستعد بشكل جيد ليكون في تمام الجاهزية يوم المباراة، ويتفادى المفاجآت التي يمكن الإصطدام بها في الأدغال الإفريقية، مع التركيز أكثر على الجانب الذهني الذي ينقص العناصر الرجاوية حاليا، والمطلوب طي صفحة النتائج الأخيرة في البطولة الإحترافية، على أمل التعويض في المنافسة القارية، حيث لا يمكن تعويض أي نتيجة سلبية لأنها تعني الإقصاء والخروج من المنافسة، ومن دون شك فإن الطاقم التقني بقيادة المدرب غاريدو سيعمل من جانبه على إعداد لاعبيه من الناحية النفسية بالدرجة الأولى وكذا التكتيكية، كما حدث ضد نواديبو الموريتاني حين استبسل النسور، وكان رد فعلهم قويا ليقلبوا الطاولة على الخصم بميدانه وأمام جماهيره، ويعودوا بتأهل مستحق أهلهم لملاقاة زاناكو الزامبي.
عين على الخصم
زاناكو من بين الأندية الزامبية التي تعودت على المشاركة في المسابقات الإفريقية في السنوات الأخيرة، ويعتبر إلى جانب زيسكو أحد الروافد الأساسية لمنتخب الرصاصات النحاسية، زاناكو دخل المنافسة من بوابة عصبة الأبطال الإفريقية وتجاوز الدور التمهيدي بسهولة بعد أن فاز على منافسه ذهابا وإيابا، لكنه عجز عن بلوغ دور المجموعات بعد أن سقط كذلك ذهابا وإيابا أمام مبابان السوازيلندي على التوالي (2ـ1) بميدانه وبهدف نظيف خارج قواعده، وهو حاليا يراهن على التعويض في هذه المشاركة في كأس الكاف، وعلى مستوى البطولة المحلية وبعد مرور أربع دورات خاض الفريق مباراتين فقط، حصل فيهما على العلامة الكاملة.
تحدي جديد
المباريات التي تجرى في الأدغال الإفريقية تختلف تماما عن مباريات البطولة، وكما قال المدرب غاريدو، فإن الفريق يشارك هذا الموسم على ثلاث واجهات، وبالرغم من كل الصعوبات فإن الفريق الأخضر استطاع التتويج بلقب كأس العرش، وما زال ينافس على واجهتي البطولة وكأس الكاف، وهذا يحسب لهذه المجموعة التي كانت دائما في الموعد، حين استطاعت تجاوز كل الإحباطات، وقدمت الكثير من التضحيات دفاعا عن لوغو الفريق الأخضر، وهذا كله يدفعنا للتفاؤل مرة أخرى ويجعلنا نطمئن على مستقبل النسور في هذه المنافسة القارية، خاصة بعد تجاوز عقبة الدور الأول، كما أن استعادة الأخضر لبعض ركائزه الأساسية التي تتمتع بالخبرة والتجربة قد يكون بدوره عاملا مهما في مثل هذه المباريات التي تحتاج كذلك للتعامل مع اطوارها بكل الجدية والحماس ونكران الذات، وإن شاء الله بالعزيمة والإصرار فإن النسور قادرون على تحدي زاناكو بمعقله لوساكا.
التعامل بذكاء
لا خيار أمام الفريق الزامبي سوى الفوز في هذه المباراة واستغلال امتياز الملعب والجمهور لصالحه، لتفادي السقوط ومغادرة كأس "الكاف" من الباب الضيق، كما حدث له في عصبة الأبطال، ومن دون شك فإنه سيستعد لفريق الرجاء من جميع النواحي، وسيحاول الضغط على دفاع الفريق الأخضر لكسب نقط المباراة وتحقيق فوز مريح يجنبه المتاعب التي ستنتظره بمركب محمد الخامس، وهذا ما يفرض على المدرب غاريدو التعامل بذكاء مع المباراة والإعتماد على العناصر الأكثر جاهزية وإغلاق المساحات في وجه الفريق الزامبي، مع فرض رقابة صارمة على مهاجميه الذين يتميزون بالسرعة والفعالية أمام المرمى، كما أن على العناصر الرجاوية إلتزام الحذر وتجنب ارتكاب الأخطاء في منطقتهم والتعاون فيما بينهم مع الضغط على حامل الكرة، والتركيز أكثر في الهجومات المضادة بهدف خطف هدف خارج القواعد قد يكون له دور كبير في لقاء الإياب.
أمل الجماهير معلقة
الجماهير المغربية بصفة عامة ستكون وراء لاعبي الرجاء، وستدعو للفريق الأخضر في سرها وعلانيتها، فالنسر الأخضر سيمثل الكرة المغربية وسيدافع عن سمعتها في هذه المسابقة القارية، ولذلك فنحن جميعا سنكون وراء لاعبي الرجاء، وإن شاء الله فإن نسور الرجاء وكما تجاوزوا الكثير من الصعوبات فإنهم قادرون على العودة بنتيجة إيجابية من لوساكا وحسم التأهل بعد عشرة أيام في مباراة الإياب بمركب محمد الخامس، حيث سيكون امتياز الأرض والجمهور لصالح الأخضر.
البرنامج
السبت 7 أبريل 2018
بزامبيا: ملعب الغروب: س14: زناكو الزامبي ـ الرجاء البيضاوي