بمقر إدارة فريقه خيطافي بمدريد، جالست «المنتخب» الدولي المغربي فيصل فجر، ليحكي عن حضوره للموسم الرابع في الليغا الإسبانية، ويعيد كتابة أحلامه المستقبلية، وما يأمل تحقيقه في المرحلة المقبلة، حيث يظل الأمل كبيرا في أن تكون نهاية مشواره الكروي بالمغرب. 
فجر يرفع حاليا درجة التركيز مع ناديه خيطافي، من أجل المحافظة على تنافسيته وجاهزيته، في إنتظار الإنضمام للأسود نهاية الشهر الجاري، لمواجهة صربيا وأوزبكستان، تحضيرا للمونديال التاريخي بروسيا.

ــ المنتخب: بداية فيصل أهلا بك عبر جريدة «المنتخب»، كيف تسير أمورك مع خيطافي، وهل أنت راض على ما تقدمه هذا الموسم في الليغا؟
فجر: شكرا لكم على التنقل لغاية مدينة مدريد من أجل محاورتي، الحمد لله أموري تسير بشكل جيد داخل خيطافي، فأنا ألعب بانتظام وأحاول التدرب بجدية طيلة أيام الأسبوع لكي أكون عند حسن ظن مسؤولي الفريق وكذا جمهوره، ومن أجل إقناع الناخب الوطني هيرفي رونار الذي يتابع مردودي مع نهاية كل أسبوع.
وبخصوص مستواي فأحاول جاهدا الحفاظ على ذات الصورة التي ظهرت بها في مختلف المباريات، رغم أن الأمر صعب للغاية، بحكم إختلاف المستويات بكثرة في الليغا حيث لا تشابه بين المبارياة، وكلاعبين يمكن القول أننا نتواجد في مرحلة دقيقة للغاية بحكم إقتراب موعد المونديال، ولا أحد من اللاعبين الذين تأهلت منتخباتهم لكأس العالم يتمنون التعرض لأي مكروه، فمن الصعب جدا على أي لاعب أن يقبل بسهولة ضياع حلم اللعب بالمونديال إن هو تعرض لإصابة لا قدر الله. هذا لا يعني أننا نقتصد في اللعب أو أننا نتجنب الإلتحامات، فلا الضمير المهني يسمح بذلك ولا مدربو الفرق يمكنهم السماح بذلك أيضا.

ــ المنتخب: كل ما واجه خيطافي الأندية الكبيرة إلا وقدم فيصل فجر مستويات كبيرة، فهل مواجهة فرق مثل برشلونة وريال مدريد تكون لك حافزا مضاعفا؟ 
فجر: صراحة أمام أندية كريال مدريد وبرشلونة، ألعب بحماس زائد، عندما أدخل الملعب أحاول إعطاء أفضل ما أتوفر عليه من إمكانيات، خاصة وأني أعرف أن الكثير من الجماهير تتابع مثل هذه المباريات، وهذا الأمر يحصل مع كل اللاعبين بلا إستثناء.
مواجهة نجوم الليغا غالبا ما تحفزني وتجعلني بشكل لاشعوري قادرا على الركض في مختلف نقط الملعب كالمجنون، هذا كل ما في الأمر، أظن أن هذا ينطبق على العديد من اللاعبين الذين يفعلون المستحيل للتألق أمام الريال والبارصا وأتلتيكو مدريد.
عموما أنا من طبعي عاشق للتحديات، لذلك أحاسب نفسي كثيرا في حال لم أنجح في تقديم مستويات جيدة.

ADVERTISEMENTS

ــ المنتخب: بعد أيام ستنضم للمنتخب المغربي من لمواجهة صربيا وأوزبكستان وديا، كيف ترى اختيار هذين المنتخبين لتحضير مونديال روسيا؟
فجر: لن تتخيلوا كم أنا متشوق للحاق بالمنتخب المغربي، الإنطلاقة مجددا ستكون بإيطاليا بمواجهة منتخب صربيا وبعدها سنواجه أوزبكستان في الدار البيضاء، أريد أن نفوز في المبارتين معا رغم طابعهما الودي، لأن الإنتصار يرفع المعنويات ويجعلنا قادرين على مواصلة السير في نسق تصاعدي.
المنتخب الصربي كما أوزبكستان، يتوفران على لاعبين في المستوى، وسيكون رائعا أن نحقق الفوز في المباراتين، لأن ذلك وحده سيحدد مدى تطور مستوانا، بعد فترة طويلة لم نلعب فيها مع بعضنا البعض، تحديدا منذ مباراتنا التاريخية أمام كوت ديفوار بأبيدجان.

ــ المنتخب: وماذا عن المجموعة المونديالية التي يتواجد فيها المنتخب المغربي، هل ترى أنكم قادرون على التأهل للدور الثاني أمام إيران، البرتغال وإسبانيا؟
فجر: إستمعت للعديد من الأراء بخصوص هذه المجموعة، وأعجبني كثيرا من يقول هنا في أوروبا، بأن إسبانيا والبرتغال، هما من سيتأهلان، ولهم أقول بأن الملعب سيكون هو الفيصل بيننا، وحتما سيكون الإنتصار والتأهل للأفضل.
كرة القدم تغيرت كثيرا ومنافسة من حجم كأس العالم لا يمكن التكهن بنتائج مبارياتها، أتذكر جيدا مونديال فرنسا 1998، من كان يرشح المغرب للفوز على إسكتلندا، والتعادل مع النرويج رغم أننا كنا يومها الأقرب للفوز، ولولا تلاعب البرازيل بنتيجة المباراة امام النرويج لكان المغرب قد تأهل لثاني مرة في تاريخه للدور الثاني، عموما أتوقع أن تكون المفاجأة حاضرة في مجموعتنا.
المونديال منافسة تأتي كل 4 سنوات، وللمغاربة أقول إطمئنوا، فلكم داخل المنتخب أسود بمعنى الكلمة، سنفعل المستحيل ليكون الحظ بجانبنا، سنقاتل من أجل إعلاء راية الوطن، فكلنا كنا نحلم باللعب ذات يوم مع أسود الأطلس، وقد جاءت الفرصة لندخل التاريخ، كما قال لنا الناخب الوطني هيرفي رونار، فإما أن نكون أو لا نكون.

ــ المنتخب: حضورك في الليغا ومواجهتك للعديد من النجوم العالمية التي سنواجهها في المونديال، أكيد سيكون لصالحك فيصل ولبقية اللاعبين المغاربة الممارسين هنا بإسبانيا وبباقي البطولات الأوروبية؟
فجر: عندما تدخل الملعب تصبح الأمور عادية وتصبح الحقيقة الوحيدة هي ما سنبذله من جهد كمجموعة، عندما تواجه أحد النجوم كرونالدو مثلا، لا تلعب معه وتحاول التذكر أن هذا الذي تواجهه حاز على عدة كرات ذهبية وتوج بألقاب مختلفة، وإنما تلعب أمامه لتكسب الثنائيات ولتقوم بما يقيدك به مدربك من أدوار، كل مباراة هي قصة لوحدها.
أظن أن الطاقم التقني المشرف على المنتخب المغربي يعرف كيف سيتعامل مع هذه الأمور، وسواء تعلق الأمر برونار أو بمساعديه بوميل أو حجي، فالكل سيحاول تجهيز عناصر المنتخب المغربي نفسيا للمونديال، من أجل تقديم أفضل أداء في النهائيات، من حظنا أنه سيكون معنا مصطفي حجي الذي لعب مونديالين وخبر الأجواء الفريدة التي تجرى فيها المباريات.
(يتبع)