ما كان للدفاع الحسني الجديدي أن يرسم لنفسه مسارا متميزا في البطولة الوطنية الإحترافية ويحقق قفزة نوعية في مساره الكروي، لولا الحضور القوي لعدد من لاعبيه المجربين والمميزين، وفي مقدمتهم المهاجم أيوب نناح الذي راكم تجربة مهمة مع فارس دكالة وتحول إلى أحد ثوابته الأساسية بفضل إجتهاده ومثابرته سواء في التداريب أو أثناء المباريات من أجل تطويره أدائه التقني، ويعود الفضل في اكتشاف الأسمراني أيوب نناح إلى المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة الذي إستقدمه قبل أربعة مواسم من الرشاد البرنوصي أحد أندية القسم الثاني وحوله من إسم مغمور إلى نجم مبني للمعلوم، أ وواصل نناح تألقه أيضا صحبة المنتخب الوطني المغربي للمحليين الذي كان أحد صناع لقبه الإفريقي في منافسات «الشان» الأخيرة الذي أقيم ببلادنا، بل خطف الأضواء وتحول إلى مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية بالتقاطه «سيلفي» تاريخي رفقة ولي العهد الأمير مولاي الحسن فوق منصة التتويج في غمرة إحتفالات أسود البطولة الوطنية باللقب القاري. في هذا الحوار الشيق يكشف مهاجم الدفاع الجديدي أيوب نناح عن بداياته في عالم المستديرة، وجوانب كثيرة في مساره الكروي يبوح بها لأول مرة عبر جريدة كل الرياضيين «المنتخب»، إلى جانب طبعا مواضيع رياضية أخرى ترتبط بتجربته الناجحة سواء صحبة فارس دكالة أو منتخب المحليين الذي كان أحد صناع ملحمته الخالدة.
ــ المنتخب: بداية، نود أن نتعرف عن أولى خطواتك في مجال كرة القدم؟
نناح: بدايتي الرياضية لا تختلف كثيرا عن أي لاعب مغربي، كنت شغوفا كباقي أبناء جيلي بكرة القدم منذ الصغر، إنطلقت مسيرتي من فرق الأحياء، وتحديدا مع فريقي سهام وفتح سباتة، مرورا بالبطولة المدرسية «كأس دانون» التي توجت فيها هدافا لفريق نيابة مولاي رشيد، كان ذلك في موسم 2005 ــ2006، ثم خضت تجربة قصيرة رفقة صغار الرجاء الرياضي إلى جانب المؤطرين أشبارو وتوفيق برطال، وبحكم إنتقالنا للسكن بحي سيدي البرنوصي، إلتحقت بالرشاد الذي تدرجت في جميع فئاته الصغرى، إلى أن بلغت الفريق الأول الذي جاورته لموسمين قبل إنتقالي للدفاع الحسني الجديدي بتوصية من المدرب عبد الحق بن شيخة في موسم 2013/ 2014، وما زلت أدافع عن ألوانه إلى الآن.
ــ المنتخب: من هي الأطر التقنية التي ساهمت في صقل موهبتك الكروية وكان لها الفضل في بروزك؟
نناح: هناك أسماء كثيرة كانت بصمتها واضحة في مساري الكروي، بداية بأستاذ التعليم الإبتدائي والمدرب (سي) الإبراهيمي الذي كان وراء إكتشافي في البطولة المدرسية ومنحني فرصة إبراز مؤهلاتي وتفجير طاقتي الإبداعية، ورسم أولى خطواتي في مجال كرة القدم، كما أنه هو من توسط لي لدى بعض أندية سباتة للأحياء، وبعد إلتحاقي بمدرسة الرشاد البرنوصي إحتضنني مجموعة من المؤطرين الذين صقلوا موهبتي، أذكر من بينهم كبير رزوق الذي أتذكر أنه هو من اتصلت به لاجتياز اختبار تقني رفقة فئة الصغار، مرورا بالإطارين ملوك وخالد رزوق في فئتي الفتيان الشبان، إلى أن بلغت فريق الكبار على عهد المدرب المقتدر محمد أمين بنهاشم الذي منحني فرصة اثبات الذات مع الفريق الأول للرشاد الذي كان يعج وقتئذ بالنجوم، والحمد لله كنت أهلا لهاته الثقة وفي مستوى إنتظاراته، كما أنني مدين أيضا للمدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة الذي آمن بقدراتي وضمني إلى الدفاع الحسني الجديدي رفقة صديقي أكردوم، بل أكثر من ذلك مهد لي الطريق نحو التألق عندما أتاح لي فرصة خوض أول تجربة قارية في كأس (الكاف) وسني آنذاك لم يتجاور الواحد والعشرين ربيعا أمام غامتيل الغامبي التي وقعت فيها على شهادة ميلاد جديدة بتسجيلي لهدفين، كل هاته الأطر التقنية أنا مدين لها بالشيء الكثير، ولن أنساها ما حييت.
ــ المنتخب: هل كنت تشغل قلب هجوم منذ إلتحاقك بفرق الأحياء أم هناك مدربين إختاروا لك هذا المركز على رقعة الملعب؟
نناح: لقد تعلقت بلعبة كرة القدم في سن مبكرة، وكباقي الأطفال كنت مهووسا بتسجيل الأهداف وهز الشباك، وبالصدفة إكتشفت أن لدي بعض مواصفات المهاجم القناص، بدليل أنني في مباراة إختبارية لولوج فئة الصغار ضمن الرشاد البرنوصي وقعت هدفين في مرمى أولمبيك خريبكة، ومع توالي المباريات تأقلمت كثيرا مع هذا المركز، وخلال تجاربي الكروية سواء مع الرشاد أو الدفاع الجديدي كانت تناط بي مهمة رأس حربة أو قلب هجوم مزور خلف المهاجمين، وفي كلتي الوضعيتين كنت أحرز الأهداف.
ــ المنتخب: كنت من بين صانعي لقب «الشان» رفقة المنتخب الوطني المغربي للمحليين، ما هي مفاتيح السر التي ساهمت في هذا الإنجاز القاري؟
نناح: أتذكر في تجمع إعدادي للمنتخب الوطني قبيل أيام قليلة من إنطلاق بطولة إفريقيا للمحليين، حاول الناخب الوطني جمال سلامي في أحد الإجتماعات بطريقته الخاصة أن يرسم لنا الطريق نحو اللقب، وربط هذا الحلم الإفريقي بأربعة أمور، وهي: الثقة في النفس، الروح الوطنية، العزيمة القوية والإنضباط، وهي رسائل إستوعبها بسرعة اللاعبون، وشكلت حافزا معنويا للنخبة المغربية التي تسلحت بروح الإنتصار من أول مباراة ضد المتتخب الموريتاني التي حققنا فيها الفوز الذي فتح شهيتنا في هاته المسابقة القارية، ومع توالي المباريات والإنتصارات كبرت أطماعنا للصعود إلى البوديوم، خاصة وأن قوة المنتخب الوطني كانت تكمن في الروح الأسرية والتلاحم بين جميع مكوناته طيلة منافسات «الشان»، دون إغفال طبعا الدعم المعنوي الكبير للجماهير المغربية التي ساندتنا طويلا، والمجهودات الجبارة التي بذلتها الجامعة على إمتداد موسم ونصف لتوفير كل الظروف الضرورية والممكنة لأسود البطولة الوطنية لتشريف الكرة المغربية في هذا المحفل القاري، كل هاته العوامل مكنت الأسود المحلية من الفوز بلقب «الشان» الذي سيرفع بدون شك من قيمة اللاعب المحلي على المستوى الإفريقي .
ـ المنتخب: على ذكر منافسات «الشان»، تداولت القنوات التلفزية والجرائد الرياضية ومواقع التواصل الإجتماعي لقطة رائعة، وهو إلتقاطك «سيلفي» مع ولي العهد الأمير مولاي الحسن، نود أن تحكي لنا تفاصيل هذه اللقطة التاريخية؟
نناح: لا أخفيكم سرا، إذا قلت لكم أن حلم إلتقاط صورة مع الأسرة الملكية راودني منذ الطفولة، وهي نفس الأمنية التي كانت تساور أسرتي، وخاصة والدتي أطال الله في عمرها، لم يكتب لي إلتقاط الصورة مع ولي العهد الأمير مولاي الحسن قبل بداية المباراة النهائية ضد نيجيريا رفقة اللاعبين الأساسيين، لأنني كنت في كرسي الإحتياط، لكن خلال فترة ما بين الشوطين صممت العزم على عدم تفويت فرصة تواجد ولي العهد بملعب محمد الخامس لألتقط معه صورة تاريخية، لأنها فرصة العمر، حيث إصطحبت معي في الشوط الثاني هاتفي النقال، واستغليت فرصة الصعود إلى البوديوم لتسلم الميداليات من يدي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وبعدما إستأذنته إستجاب بعفوية وتواضع كبيرين لطلبي وسمح لي بالتقاط «سيلفي» معه سيبقى خالدا في ذاكرتي، والحمد لله كنت من أسعد الناس في «الشان» لأنني ظفرت باللقب مع المنتخب الوطني وحققت أمنية غالية تتمثل في إلتقاط صورة مع ولي العهد حفظه الله ورعاه .