ستكون كرة القدم المغربية مجددا على موعد مع التتويج وترسيخ ريادتها على الصعيد الافريقي، حين يواجه المنتخب الوطني المغربي نظيره النيجيري برسم المباراة النهائية لبطولة أمم افريقيا للاعبين المحليين ،التي ستقام يوم الأحد المقبل على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، وعينه على تحقيق أول لقب للمغرب في هذه التظاهرة القارية .
والواقع ، أن بلوغ المنتخب الوطني للاعبين المحليين المباراة النهائية يعكس جليا مركز الريادة الذي تتبوأه في الآونة الأخيرة كرة القدم المغربية على الصعيد القاري خاصة بعد التتويج الباهر لنادي الوداد الرياضي البيضاوي بلقب عصبة الأبطال الافريقية، و تأهل المنتخب المغربي للكبار عن جدارة و استحقاق إلى نهائيات مونديال روسيا 2018 ، ناهيك عن فوز المنتخب المغربي لكرة القدم المصغرة بكأس افريقيا .
وتصب جل التوقعات في اتجاه تتويج المنتخب المغربي بهذه التظاهرة في نسختها الخامسة ، ليس فقط بفعل استفادته من عاملي الأرض و الجمهور ، ولكن بفعل عزيمة وإصرار أسود الاطلس للظفر بدرع البطولة لأول مرة في تاريخ كرة القدم المغربية ،و ذلك بالرغم من القدرات البدنية والتقنية والتكتيكية التي أبان عنها منتخب نيجيريا في مختلف المباريات التي أجراها خلال الأدوار السابقة من المنافسة وإخراجه لمنتخبات قوية غالبا ما لعبت أدوارا طلائعية في هكذا منافسات .
ومما يعزز هذا الطرح ، كون المنتخب المغربي يضم في صفوفه مجموعة شابة منسجمة يحدوها طموح التألق و لفت الانظار لانتزاع مكان داخل صفوف المنتخب الوطني للكبار المقبل على دخول غمار نهائيات كاس العالم في روسيا 2018 في الصيف القادم ، خاصة أن المنافسة على حمل الالوان الوطنية في هذه التظاهرة الكونية ستكون لا محالة شرسة بين اللاعبين المحليين وزملائهم الممارسين في الدوريات الاجنبية .
وبالتالي بات هذا الحافر ، الذي يعد مشروعا و شرعيا ، يسيطر على أذهان اللاعبين المحليين الراغبين في تطوير مهاراتهم و تحقيق نقلة نوعية في مسارهم الكروي من خلال الانتقال من الممارسة المحلية لولوج العالمية، والسير على خطى نجوم كرة القدم المغربية المتألقين حاليا في كبريات البطولات الاوروبية .
ويرى المتتبعون للشأن الكروي في المغرب ،أن حجز مكان داخل تشكيلية الناخب الوطني هيرفي رونار يحتم على أصدقاء العميد بدر بانون البصم على حضور ومرود جيدين خلال المباراة النهائية ، سيما و أن رونار يضع جميع اللاعبين المحليين تحت المجهر ويعدهم بكسب ثقته في حال التوقيع على مردود مقنع يشفع لهم بالتواجد ضمن كتيبة ( الكابيتانو) مهدي بن عطية ،وهو الامر الذي أكده الاطار التقني المغربي جمال السلامي في العديد من خرجاته الاعلامية .
وبالعودة الى مواجهة يوم الاحد المقبل ، يعتبر المحللون أن وصول المنتخبين المغربي و النيجيري الى المباراة النهائية لهذه التظاهرة كان أمرا منتظرا ، بحكم أن المنتخب المستضيف لهذا العرس الكروي استعد بشكل جيد ، وما النتائج التي حققها إلا ثمرة لعمل متواصل بدأ منذ 18 شهرا ، تخللتها مجموعة من المعسكرات التدريبية و المقابلات الودية ، مما خلق نوعا من الانسجام داخل فريق يضم ترسانة من اللاعبين الموهوبين ،الذين أسالوا لعاب العديد من الأندية الاوربية والعربية الذائعة الصيت ، من قبيل أشرف بنشرقي، أيوب الكعبي، جواد يميق ووليد الكرتي.
أما المنتخب النيجري فقد بصم بدوره منذ انطلاقة هذه التظاهرة على آداء قوي و قدم كرة قدم حديثه وشاملة تقنيا وتكتيكيا وبدنيا ، جعل مجموعة من المحللين الرياضيين يتكهنون بتتويجه ،خاصة وأنه أخرج من دائرة التنافس منتخبات كان يضرب له ألف حساب ،ومن بينها على الخصوص المنتخب السوداني،ناهيك على أن كرة القدم النيجيرية ،التي تعد من المدارس الرائدة قاريا ،تعيش حاليا على إيقاع صحوة في النتائج أبرزها حجز المنتخب النيجيري تذكرته إلى مونديال روسيا .
ولا محالة أن الاهمية التي تكتسيها المباراة النهائية ستدفع بالجمهور المغربي ،المتميم في حب منتخبه، سواء من الدار البيضاء أو خارجها إلى الحضور، كما هو معتاد بكثافة ، ليمثل بامتياز اللاعب رقم 12 ، ويؤدي مهمة المؤازرة على أكمل وجه ،من خلال تقديم دعم متواصل لا مشروط لأسود الأطلس لتحقيق الهدف المنشود ، المتمثل في الظفر باللقب القاري .
بلوغ التتويج المغربي على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس ،الذي سيكون في أبهى حلة ، رهين بتفادي أشبال المدرب جمال السلامي الأخطاء والهفوات المرتكبة في المواجهة السابقة خاصة على مستوى حراسة المرمى و خط الدفاع ، سيما الظهيرين عبد الجليل اجبيرة ومحمد ناهيري المطالبين بالرفع من فعاليتهما الدفاعية و الهجومية على حد سواء .
وتنظر الثلاثي صلاح الدين السعيدي و بدر بولهرود و ووليد الكرتي مهمة صعبة ،خاصة وأن أم المعارك داخل المستطيل الأخضر غالبا ما تحسم على مستوى وسط الميدان، وبالتالي سيكون عليهم بذل مجهودات مضاعفة في تنظيم اللعب وخلق التوازن والتفوق العددي ،و ممارسة الضغط على حامل الكرة وفكها ،وانعاش الجبهة الهجومية بتمريرات حاسمة .
ويسود الاقتناع أنه مع امتلاك المنتخب المغربي لهداف قناص من طينة أيوب الكعبي، وأجنحة سريعة و ماردة كأشرف بنشرقي أو زكريا حدراف إلى جانب اسماعيل الحداد، سيكون بمتناول المنتخب المغربي للاعبين المحليين أن يخلق الفراق في أي لحظة ويختم مساره بأحلى صورة من خلال التتويج بلقب يغيب لحد الساعة عن خزائن كرة القدم المغربية، التي تعيش حاليا على إيقاع ربيع مزهر متواصل .