بعدما كان يتدرب بين الفينة والأخرى ويكتشف أجواء الوقوف إلى جوار النجوم، إستغل أشرف حكيمي الصيف الماضي فرصة إخضاعه لبعض الإختبارات الودية في معسكر ريال مدريد بالولايات المتحدة الأمريكية، فنجح في الإقناع والتميز وتقديم أوراق إعتماده لدى المدرب الفرنسي زين الدين زيدان.
نقطة التحول وقنطرة العبور من الرديف الأبيض إلى قلعة الملوك كان رحيل البرازيلي دانيلو إلى مانشستير سيتي، ليأخذ حكيمي وفي سن صغير جدا مسؤولية البديل الأول للدولي الإسباني داني كارفخال، في حلم تحول إلى حقيقة.
وبالفعل شق أشرف هذا الموسم طريقه المجنون مع رفاق كريستيانو رونالدو فأصبح واحدا منهم، ولاعبا إحتياطيا وعنصرا دائما في التداريب والتنقلات، قبل أن تأتي الفرصة العظيمة بإعلان مرض كارفخال وغيابه لأسابيع، الشيء الذي دفع زيزو للمغامرة والرمي بورقة هذا الشاب المغربي الواعد.
الأخير أبلى البلاء الحسن وأعطى صورة طيبة منذ المباراة الأولى، ولم يدهش ولم يتأثر قط بالأجواء وصعوبة اللعب مع عمالقة الكرة العالمية، بل إنصهر بسرعة وترك البصمة الواضحة في بعض المباريات في العديد من المسابقات.
الإنتقاذات التي طالت الأسد لم تزده إلا عزيمة وإصرار على كونه جدير باللعب مع كبار ريال مدريد، فتمكن من الحضور واللعب في 4 مسابقات رسمية ذهاب هذا الموسم، فلعب الليغا وعصبة الأبطال الأوروبية وكأس ملك إسبانيا ثم كأس العالم للأندية بالإمارات العربية المتحدة.
ويُسحب لحكيمي في عمر 19 أنه فاز بأربعة ألقاب مع الميرنغي، بداية من عصبة الأبطال الأوروبية الموسم الماضي رغم عدم حضوره في أي مباراة، لكن اللقب إحتُسب في رصيده لأنه كان مسجلا في اللائحة الأوروبية وتواجد في كارديف حيث لُعب النهائي، كما رفع كأسي السوبر الإسباني والأوروبي ونهاية العام إعتلى فيها منصة الموندياليتو من قلب أبوظبي.
وبات أشرف أول لاعب مغربي وعربي يلعب مع ريال مدريد مباريات رسمية ويسجل له هدفا، والتاريخ فتح له الباب في أكثر من مرة ليغزوه بقبعة الحالم والمجتهد في عام تاريخي لن ينساه أبدا.
م.الحداد