تطاحنات لا تنتهي و تقلبات على رأس كل يوم بل كل ساعة، حراك جديد وهذه المرة أخذ أبعادا مثيرة وخطيرة والتهديد يطال الجميع.
في الملف التالي نعرض لأزمة الرجاء الذي وضع عالميته في الميزان وكيف انتهى به الحال كل موسم عنوانا للإثارة و الفضائح.
فضائح لا تنتهي
بين الإضرابات المتتالية و غضب الجمهور ومسلسل العصيان الذي ترفعه الأطر داخل الفريق ومعها مواقف مسؤولين داخل النادي عبر خرجاتهم الإعلامية والتي عرت واقع التدبير المالي السيء للنادي، يعيش الرجاء صورة بئيسة لا تتطابق مع مرجعيته وتاريخه ولا هي ملائمة لما عاشه هذا النادي من إنجازات.
فضائح تتواصل مع سعيد حسبان الذي لم يظهر المرونة المطلوبة ولا هو استجاب لمطالب المعارضين له و من خلال الطريقة التي يقود بها هذا الرئيس للنادي صوب الهاوية كثرت الإستفهامات والتساؤلات بخصوص الخلفية التي تحركه وما الذي يريده بالضبط من الفريق.
عدم الوضوح السائد بين المنخطرين والمكتب المسير الحالي والتكتلات التي تحدث كلما اقترب الفريق من عقد جمعه العادي أظهرت أن هناك شيئا ما ليس على ما يرام داخل الرجاء، وعلى أن هناك منتفعين ومستفيدين من فضائحه وأزماته ويقتاتون من مشاكله حتى لو تضررت صورته الخارجية وسمعته.
العالمية بالمزاد
اليوم لم يعد لهذه العالمية قيمة ولا هي ثرات ينبغي الحفاظ عليه بعد أن أصبح النادي الأخضر مادة إعلامية دسمة على مستوى التشهير وتصدير صورته بالوسخ الذي يعلوها دون أن يرف للمسؤولين ولمن ورط الفريق في هذا المستنقع العفن ويعلن إما اعترافه بالأخطاء الفادحة التي ارتكبها أو الإنسحاب في هدوء.
عالمية الرجاء التي لم يمض عليها أكثر من 4 سنوات بعد الوصافة في مونديال الأندية الذي تحضر ذكراه اليوم فثي الإمارات لم يتم استثمارها على نحو جيد وليظهر الفريق في صورة المفلس وهو الذي غنم قبل سنوات قليلة ملايين من الدولارات تجهل وجهة و طريقة صرفها ولا حتى مساءلة من تسببوا في كل ذلك الهدر البشع لكل تلك الإيرادات التي ربحها الفريق إما من عائدات الفيفا أو من مستشهرين وحتى مداخيل الجمهور الرجاوي.
اليوم أيضا هناك قنوات عالمية تتنازل ما يحدث داخل الرجاء على أنه فضيحة وليس مجرد أزمة عابرة من خلال التضارب في الأرقام المالية المصرح بها لأزمته وديونه دون أن يكون هناك حسم في الموضوع وتوضيح الصورة أمام من يرغب في الدخول منقذا على الخط.
لا حكماء ولا هم يحزنون
لم يعد لهم أثر ولا أي دور حتى وإن كانت أدوارهم في السابق تبقى على الهامش ولا أثر لها ولم يكونوا في يوم من الأيام بتأثيرات كبيرة على مستوى إصلاح اعوجاج الفريق.
أوزال والصويري وغيرهم استجابوا لضغط الجمهور الذي رفع في وجههم أول الأمر في خرجاته المتواصلة عبارة إرحل كما أنهم حاولوا الإبقاء على ما تبقى من رصيد السمعة الذي راكموه في تجاربهم السابقة بعد أن استشعروا أنهم لم يعد لهم ذلك النفوذ الذي كان في السابق وهو ما يعكسه تشبث حسبان بمنصبه رغم توسلات وملتمسات أوزال.
هؤلاء الحكماء يقفون اليوم عاجزين فمحمد عمور رفض العودة للفريق رغم إلحاج فئة واسعة من الأنصار وعبدالله غلام زهد في التسيير وأوزال والصويري لم يعودا يردان على المنخرطين الأمر الذي يظهر أن تأثير الحكماء شبه منتني وعلى أن هذه الهيأة التي كان الرجاويون يعودون إليها لتحكم فيما بينهم أصبحت من الماضي.
الجمهور ينتفض 
مل الجمهور الرجاوي من سماع أسطوانة الأزمة وأظهرت الفئة الواسعة من أنصار الخضراء نكران ذات كبير بمرافقتها للفريق في تنقلاته ومبارياته بالدار البيضاء وحاول أقصى ما يستطيع أن يكون الداعم والحاضن الأول للفريق، إلا أنه لم يقابل بما يستحقه من طرف مدربي الشأن الأخضر من تجاوب.
هذه الوقائع المتلاحقة داخل الرجاء فرضت انتفاضة كبيرة في الوقفات الإحتجتاجية الأخيرة وإعلان التصعيد الذي قابل إضراب اللاعبين باستهداف لإدارة النادي الحالية وحتى للأسماء التي تروج لنفسها على أنها ستكون منقذة وفي مقدمتها محمد بودريقة الرئيس السابق.
الجماهير الرجاوية خرجت للشارع وهتفت ضد حسبان وأوزال والصويري وبودريقة ولم يسلم من صوتها المنتقد فئة المنخرطين والتي لم تساير موقف الجمهور الأخضر وظلت بمواقفها السلبية تقتات من هذه المشاكل دون أن تعمل على تغيير المنكر بعجزها المريب عن عقد جمع عام استثنائي ينهي حالة الضياع هاته.
هذا هو وضع الرجاء العالمي والذي ما عاد يقبل السكوت عليه لأن الواقع الحالي يؤشر على فضيحة غير مسبوقة تغتال صرح النادي بمشاركة أطراف مجهولة ومعلومة.