استخلصت العبر من الانتقالات المتهورة، واتفقت اندية البطولة الانجليزية الممتازة القوي جدا امس الخميس على انهاء فترة الانتقالات الصيفية قبل انطلاق البطولة كما طالب ممثلون كبار في كرة القدم العالمية.

وطالب اسطورة مانشستر يونايتد المدرب الاسكتلندي السير اليكس فيرغوسون بهذا الامر مؤخرا: "يجب اغلاق سوق الانتقالات قبل انطلاق الموسم الجديد لكي لا ينتظر كل واحد معرفة نتائجه في المباريات الاولى ثم ينصرف لضم اللاعبين".

وسمع صوت من هو الان سفير المدربين لدى الاتحاد الاوروبي للعبة من قبل من خلفوه على مقعد الاحتياطيين في انجلترا: سوق الانتقالات المقبل سيغلق الخميس في 9 غشت 2018 عند الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي (16,00 ت غ).

وقال المدرب الفرنسي لارسنال ارسين فينغر قبل اتخاذ القرار بتقصير فترة الانتقالات "من المهم جدا ان ينتهي كل شيء قبل بداية البطولة. جميع مدربي البطولة يوافقون على انه حان الوقت لحصول ذلك قبل بداية الموسم، وان لا يستمر وجود لاعبين في غرف تبديل الملابس نصفهم مع فرقهم، والنصف الاخر في مكان آخر".

واضاف فينغر الذي عرض ناديه 100 مليون اورو لضم الفرنسي طوماس ليمار من موناكو في آخر يوم من الانتقالات من دون ان ينجح بذلك، "حتى قبل بدء كل مباراة، لا توجد رؤية واضحة لدى اللاعبين. هل سيبقون؟ هل سينتقلون؟ هل سيتم الاتصال بهم بعد الظهر؟، مجيبا على كل هذه التساؤلات بالقول "انها ليست طريقة عمل. هذا الامر غير مريح على الاطلاق".

وانفقت اندية البطولة الانجليزية مبلغا قياسيا قدره 1,4 مليار جنيه استرليني (1,8 مليار دولار، 1,5 مليار يورو) منها 240 مليون اورو في اليوم الاخير في سوق الانتقالات الصيفية، حسب ما اعلنت شركة "ديلويت" لتدقيق الحسابات، اي بزيادة 23 بالمئة عن الموسم الماضي.

وجاء في بيان العصبة "ان اندية البطولة الممتازة وافقت الخميس على اقفال باب الانتقالات الصيفية في الساعة 17,00 من يوم الخميس الذي يسبق انطلاق الموسم"، لكن الاتفاق لا يضع قيودا على الاندية الاوروبية التي سيكون بامكانها شراء لاعبين من الاندية الانجليزية بعد التاريخ المحدد لانطلاق البطولة الممتازة.

وتوقع مدرب ايفرطون الهولندي رونالد كومان نشوء مشكلة جديدة، وقال "اذا طبقنا ذلك في الدوري الممتاز ولم يقم باقي اوروبا بالامر ذاته، سيستمر وجود المشكلة بالنسبة الينا".

لكن البطولة الانجليزية المؤثر لن يكون وحيدا على الارجح في تبني مثل هذه السياسة. ففي فرنسا مثلا امتدت الفترة الصيفية من 9 يونيو حتى 31 غشت، وهي فترة طويلة تميزت بحلقات عدة زعزعت الاوضاع في الاندية بدءا من انتقال البرازيلي نيمار من برشلونة الاسباني الى باريس سان جرمان مقابل 222 مليون اورو وانتهاء بالفرنسي الشاب كيليان مبابي من موناكو الى نادي العاصمة الفرنسية في آخر يوم من السوق الصيفي (مقابل 180 مليون تتضمن المكافآت والحوافز).

واعطى المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم الذي قاد موناكو الى لقب البطولة الفرنسية، رأيه في هذه الانتقالات بعد بيع فريقه العديد من اللاعبين المؤثرين بمبالغ خيالية.

واعتبر ان "20% منها لتعزيز صفوف الفريق، والـ 80% الاخرى لاضعاف الخصوم وخلق مشاكل للاندية الاخرى".

واعتبر الاداري المفوض لدى نادي يوفنتوس بطل ايطاليا في المواسم الستة الاخيرة جوزيبي ماروتا اواخر غشت "هذا السوق منهك جدا، لقد تحول الى سيرك"، مشيرا الى انه حصل على "اتفاق اندية الدرجة الاولى" لطلب "تحديد اقفال الانتقالات الصيفية في 31 يوليوز" بدلا من 31 غشت.

وحيا ماروتا قرار العصبة الانجليزية، داعيا الى تطبيق ذلك في البطولة الايطالية ايضا، والى توسيع حلقة النقاش بشأنه على الصعيد الاوروبي.

ولم يتوصل الدوري الالماني الى توافق، وقال متحدث باسمه "هذه المسألة على الاجندة -لا علاقة لها بقرار الاندية الانجليزية- لكن يبدو انه لا يوجد رأي نهائي لدى الاندية".

من جانبه، اعرب السلوفيني الكسندر تسيفيرين، رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة، عن دعمه لتقصير فترة الانتقالات الصيفية.

وقال الاربعاء لصحيفة "تايمز" البريطانية "من وجهة نظري، ليس جيدا ان يبدأ اللاعبون لناد معين مع انطلاق البطولة، ويصبحون مع ناد آخر لدى اقفال باب الانتقالات. ثمة الكثير من عدم اليقين لفترة طويلة. ولذلك اود ان اقول ان باب الانتقالات قد يكون طويلا واؤيد تقصيره".

ويرى خبراء ان من شأن هذا الاصلاح، في حال تعميمه، ان يحمل دون شك العقلانية الى سوق يترك انطباعا بالجنون، وينهي على سبيل المثال "الصفقات المخيفة في اللحظات الاخيرة" او العروض غير الموزونة لاعادة التوازن بعد بداية موسم سيئة.

ومن المفترض الا يكون لهذا الاصلاح انعكاسات على تضخم ايرادات الانتقالات، وهي ظاهرة تم شجبها ولو بشكل محدود في اوروبا، ودفعت عصبة اللاعبين المحترفين الى المطالبة باصلاح في العمق لسوق الانتقالات.