رد مدرب منتخب مالي ألان جيريس على المتتبعين الذين باعوا جلد النسور مسبقا ووضعوهم في خانة الإقصاء، مشيرا أن لا شيء حسم بعد في المجموعة المونديالية لقصر الحبل بين المتصدر والمتذيل.
جيريس في حوار مع «المنتخب» وضع النقاط على الحروف فيما يخص حال النسور وإستعدادهم لموقعة الأسود، ورأيه حول قوة الفريق الوطني وقراءته التقنية للمبارتين الحاسمتين أمامه بالرباط في فاتح شتنبر وبعدها بخمسة أيام بالعاصمة المالية باماكو.

 ــ كيف هي أحوال منتخب مالي بعد المشاكل التي مر بها مؤخرا خصوصا عقوبة الفيفا بحل الإتحاد المحلي للعبة؟
 «لقد كانت مرحلة صعبة عشنا فيها في الظلام والغموض، كيف لك أن تسير وتدرب وتخطط طريق منتخبٍ محروم من المشاركة الخارجية، كنا في المجهول قبل أن يتم رفع الإيقاف وتعود المياه إلى مجاريها، الآن رجع الهدوء وعادت أجواء التحضيرات للإستحقاقات الكروية المهمة بكل جدية وإصرار، ونطمح للتأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2019 والدفاع عن حظوظنا في إقصائيات كأس العالم 2018.»

 ــ تحتلون المرتبة الأخيرة في تصفيات كأس العالم 2018 وأنتم مقبلون على موقعتين حاسمتين ضد المغرب ذهابا وإيابا، هل حان وقت الإنتفاضة في نزال الفرصة الأخيرة؟
 «أؤكد لك أن لا شيء حُسم بعد ومجموعتنا قابلة لجميع الإحتمالات، حظوظنا لا زالت قائمة وستتقوى إن خرجنا بنتيجتين إيجابيتين أمام المغرب، المهمة صعبة جدا لطبيعة الخصوم والجدولة الزمنية للمباريات إضافة إلى الغيابات الكثيرة التي نشكو منها بسبب الإصابات، لكننا سنقاتل وسنلعب الكل للكل لتحقيق الإنتصار وتسلق درج الترتيب.»

 ــ كيف تقرأ إصطدامي الأسود؟ وكيف ترى وضعيتهم قبل موقعتي الرباط وباماكو؟
 «نعرف أسود الأطلس جيدا ونعرف نقاط قوتهم وضعفهم التي أتحفظ عن ذكرها، سندرسها مع اللاعبين وسنجهز أنفسنا على كافة الأصعدة للخروج بنتيجة إيجابية من الرباط وبعدها على أرضنا بباماكو، التكهن غير وارد والميزان متكافئ بيننا رغم الحالة النفسية الجيدة والمعنويات المرتفعة لرونار وكثيبته عقب المشاركة في كان الغابون 2017 حينما أمتعوا وأقنعوا وكادوا أن يحققوا إنجازا، أتوقع لقاءين تكتيكيين صارمين يُمنع فيهما هامش الخطأ نظرا لقيمة وغلاء نقاطهما الست.»

 ــ النسور لا يستقرون على أداء ونتائج ويتراقصون منذ سنوات بين المد والجرز، أين يكمن الخلل؟
 «لدينا منتخب قوي وشاب بخطوط متجانسة، لكننا نشكو بحدة من النجاعة الهجومية وسوء التوفيق، حينما نتحلى بالفعالية ونكون محظوظين نفوز ونحقق نتائج طبية والعكس في غيابها، بالغابون سجلنا هدفا واحدا وتعادلنا مرتين وخرجنا من الدور الأول، ومشكلتنا في خط هجومنا الذي نسعى جاهدين لتوجيهه صوب الشباك والتهديف لأن الأهداف فقط هي من تربحك المباريات.»

 ــ أكيد أنك تتابع خطوات الفريق الوطني وشؤونه منذ سنوات، ما الذي تغير بقدوم الناخب هيرفي رونار؟
 «المغرب من المنتخبات القوية بإفريقيا عبر التاريخ، والماضي والحاضر يتحدث عن وطن لكرة القدم له عراقة ووزن وسمعة داخل وخارج القارة، ولعل الصورة التي ظهر بها بالكان توضح عودة الأسود للزئير بإفريقيا، فقد لاحظنا القتالية الكبيرة والشراسة التي بصم عليها المغرب والتي بالقليل من النجاعة والحظ كانت ستوصله للمباراة النهائية والمنافسة على اللقب، المدرب هيرفي رونار معروف بشخصيته وطريقة إشتغاله وإحترافيته، وأظنه وجد الوصفة المثلى لإعادة البريق للأسود بعد معاناة وترنح لسنوات.»

 ــ ما تعليقك على الهزات التي عاشها العرين سابقا وعودة حكيم زياش إليه قبل نزالكم، وذلك عقب خصام وقضية مثيرة للجدل إستمرت لشهور؟
 «لا يمكنني أن أعطي رأيي وأتدخل في الشؤون الداخلية لمنتخبات لا صلة لي بها، لكنني تابعت قليلا قضية زياش وقرأت عنها وأظن أن مثل هذه الإصطدامات والمشاكل طبيعية وواردة في أي فريق أو منتخب، والمدرب وحده المسؤول عن القرارات والمحاسَب الأول والأخير في أي مسألة تخص المنتخب الذي يشرف عليه، لكنني على إقتناع تام وإيمان كبير بأن اللاعب حر في إختياراته ولا يمكن إجباره على الإستجابة لدعوة، فمن غير المعقول أن نرغم لاعب مهما كان إسمه وحجمه باللعب للوطن وهو في غير مكتمل الجاهزية أو فاقد للرغبة والحماس، إلا أنه من ضوابط الحضور الإلتزام وتطبيق الأوامر والقبول بجميع قرارات المدرب والإمتثال لها.»

 ــ من ترشح للعبور إلى روسيا من مجموعتكم؟
 «الكوت ديفوار والمغرب والغابون ومالي كلها مرشحة للتأهل، فالفارق بين المتصدر والمتذيل 3 نقاط قابلة للذوبان خلال الجولتين المقبلتين، ما زالت هناك 12 نقطة ملعوبة ومن سيربح أكبر غلة وسيتجنب السقطة سيقوي حظوظه للتأهل، لا أرى منتخبا في ثوب المرشح عكس الآخرين الذين باعوا جلدنا مسبقا وحصروا بطاقة التأهل بين الفيلة والأسود، لا شيء محسوم وسننتظر حتى الجولة ما قبل الأخيرة لتحديد المنتخب أو المنتخبين اللذان سينافسان على تأشيرة التأهل.»

 ــ مباراتا مالي والمغرب في كلمة..
 «صعبة ومعقدة، كل منتخب مجبر على الفوز، والنقاط عز الطلب لنا وللمغرب.»