سيتسمر عشاق العاب القوى السبت لمشاهدة السباق الفردي الاخير للاسطورة الجامايكية اوساين بولت، عندما يخوض نهائيات 100 م في بطولة العالم المقامة في لندن، والتي حصد فيها البريطاني مو فرح ذهبيتها الاولى الجمعة محتفظا بسباق 10 الاف م.
وافتتح البطولة دوق يورك الامير اندرو الذي وجه رسالة للجماهير نيابة عن والدته الملكة اليزابيث الثانية، رئيس الاتحاد الدولي سيباستيان كو، ورئيس بلدية لندن صادق خان.
وتم تسليم ميداليات من نسخ 2009 و2011 و2013، اعيد منحها بسبب تجريد الفائزين فيها بسبب قضايا منشطات.
وخاض بولت الذي اعلن نيته الاعتزال بعد بطولة العالم، الدور الاول الجمعة، وتأهل بسهولة الى نصف النهائي برغم انطلاقة معثرة مسجلا 10,07 ثوان بعدما تصدر مجموعته، علما بانه يملك الرقم القياسي العالمي (9,58 ثوان).
وقال بولت "كانت (الانطلاقة) سيئة جدا. تعثرت على الانطلاقة. لست معجبا كثيرا بحواجز الانطلاق. اعتقد انها الأسوأ التي اختبرها في مسيرتي".
واردف "الجمهور رائع. اظهر لي دوما محبة رائعة واقدر دوما التواجد هنا. انا متحمس لبلوغ النهائي والقيام بواجبي على اكمل وجه".
ويعد بولت احد اعظم العدائين في تاريخ العاب القوى، وهذا ما عبر عنه صراحة رئيس الاتحاد الدولي البريطاني سيباستيان كو "هو العداء الافضل في التاريخ، سجلات الارقام القياسية تظهر ذلك".
ويملك بولت الذي سيبلغ الحادية والثلاثين في 21 اب/اغسطس 11 لقبا في تاريخ مشاركاته في بطولة العالم (رقم قياسي)، ثلاثة في 100 م واربعة في كل من 200 م والتتابع 4*100 م.
وسيشارك "البرق" في لندن في سباقي 100 م والتتابع 4*100 م مع منتخب جامايكا.
واستهل بولت، حامل الرقمين العالميين في 100 م و200 م (19،19 ث) في بطولة العالم 2009 في برلين، موسمه بطريقة عادية، فسجل أكثر من 10 ثوان مرتين، قبل ان يستعيد مستواه في لقاء موناكو ضمن الدوري الماسي (9،95 ث) في تموز/يوليو الماضي محققا سابع افضل رقم هذه السنة.
وكانت المرة الوحيدة التي نزل فيها تحت حاجز الثواني العشر هذا الموسم، اذ عانى من مشكلات في الظهر وحزن كثيرا للوفاة المفاجئة لصديقه ومواطنه جرماين مايسون حامل فضية الوثب العالي في اولمبياد 2008.
وكما جرت العادة قبل اي بطولة كبرى، طرحت تساؤلات عديدة حول مستوى بولت، حامل 8 ذهبيات اولمبية، لكنه كان يرد في كل مرة بتتويجه في سباقات 100 و200 والتتابع 4*100 م، وكان في معظم الاوقات يحسن افضل زمن له خلال السنة.
وفاز بولت 7 مرات من اصل 8 مشاركات كبرى في سباق 100 م، والمرة الوحيدة التي لم يتوج فيها كانت بسبب انطلاقة خاطئة في مونديال دايغو 2011.
وقطع البريطاني محمد فرح الخطوة الاولى على طريق تحقيق "ثنائية" ثالثة على التوالي، باحرازه ذهبية سباق 10 الاف م، مسجلا 26:49,51 ثانية ومتقدما على الاوغندي جوشوا شيبتيغي (26:49,94 د) والكيني بول تانوي (26:50,60 د).
وتشكل لندن 2017 البطولة الكبرى الاخيرة لفرح، ابرز ممثلي الدولة المضيفة التي تفتقد غريغ روثرفورد، بطل العالم في الوثب الطويل، بسبب الاصابة.
وينوي فرح (34 عاما) تحقيق ثنائية ثالثة على التوالي في سباقيه المفضلين في 5 الاف و10 الاف م، علما بانه احرز ذهبية 5 الاف متر وفضية 10 الاف متر في دايغو 2011 بفارق ضئيل عن الفائز، فرفع رصيده الى 6 ذهبيات كما يحمل في جعبته اربع ذهبيات اولمبية.
وسينتقل فرح الذي لم يخسر في السباقات الكبرى منذ 2011، الى خوض السباقات التي تقام على الطرق، والتركيز خصوصا على الماراتون.
وهذا ثاني افضل رقم في بطولة العالم بعد الاثيوبي كينينيسا بيكيلي (26:46,31 دقيقة) في برلين 2009.
وبدأ فرح السباق مرتاحا وطالب الجماهير بدعمه، فخلق حالة هستيرية في المدرجات.
وبقيت الصدارة في نصف السباق كينية-اثيوبية-اوغندية، وحافظت المجموعة على كتلتها حتى الكيلومتر التاسع.
هنا انطلق فرح نحو الصدارة، وواجه منافسة ضارية في الامتار الاخيرة حيث تعرض للعرقلة مرتين، قبل ان يقطع خط النهاية في المركز الاول بفارق اقل من نصف ثانية عن شيبتيغي ويحتفل مع اولاده على المضمار.
وقال فرح "كان سباقا رائعا وتعين علي التركيز. تأثرت عاطفيا في البداية لكني تمكنت من التركيز بعد ذلك. عرفت منذ اللفة 12 عندما تقدموا بقوة ان السباق لن يكون سهلا. ادركت ان سرعتي في النهاية ستساعدني، والخبرة لها دور كبير في ذلك".
وتابع "خضت رحلة طويلة وعملت جاهدا على المسافات الطويلة والسرعة ايضا. لكن يا لها من طريقة كي انهي مسيرتي هنا في لندن. كل شيء ممكن اذا تدربت بجهد".