ينتقل الوداد البيضاوي لمدينة غاروا الكامرونية، حيث يلاقي هناك نادي كوطون سبور برسم الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من دور المجموعات لمنافسة عصبة الأبطال الإفريقية، الفريق الأحمر وبعد أن أحيا حظوظه في المنافسة على إحدى بطاقتي الصعود لدور الربع عقب تفوقه في الجولة السابقة على الأهلي المصري بهدفين نظيفين، لم يعد له خيارا آخر سوى العودة بنتيجة الفوز لرفع رصيده لتسع نقط في انتظار حسم التأهل هنا بالدار البيضاء بعد أسبوع آخر حين يستضيف زاناكو الزامبي في مباراة ثأرية ثانية، وقد أكد أشبال المدرب عموتا قدرتهم على التفوق حين يكون الفوز هو الخيار الوحيد أمامهم، وهذا ما يتطلب منهم التحلي بروح المجموعة وبالغرينطا التي ميزت مباراتهم أمام الأهلي، وكل أمال الجماهير الودادية والمغربية معلقة على هذه المباراة لضمان الإستمرار في هذه المغامرة الإفريقية.
عودة الروح والأمل
قدم الوداد مباراة نموذجية أمام الأهلي المصري، وقلب حسابات هذه المجموعة بعد أن نجح في كسب نقاطها الثلاث، ليضيق الخناق على الفريق المصري، حيث باتت نقطة واحدة تفصلهما، هذه النتيجة أعادت الأمل لكل مكونات الفريق الأحمر، رفعت من معنويات اللاعبين وذلك بعد عودة الثقة والروح لهذه المجموعة بعد هزيمتين متتاليتين خارج الديار، الوداد كسب الكثير من الأشياء من هذه القمة العربية الإفريقية مع الأهلي منها تحقيق الفوز الأول من نوعه في تاريخ المواجهات بين الفريقين، وكذا تعاطف كل الجماهير المغربية، ويبقى أهم مكسب هو تألق بعض العناصر البديلة التي كانت حبيسة كرسي البدلاء قبل أن تفرض وجودها في هذه المباراة، وتؤكد بأنها كانت مظلومة بالفعل وتستحق أكثر من فرصة، ما سيرفع من حدة المنافسة على الرسمية، وإن كانت روح المجموعة هي التي ميزت الوداد طيلة هذا الموسم.
كوطون سبور الحلقة الأضعف
كوطون سبور هو الحلقة الأضعف في هذه المجموعة، فالخصم الكامروني لم يحصل على أية نقطة في الجولات الأربع الماضية، وتعرض لهزيمتين داخل قواعده أمام الأهلي بهدفين نظيفين وأمام زاناكو بهدف يتيم جاء في الأنفاس الأخيرة من المباراة، وبالتالي فقد القطن كل حظوظه في التأهل، وهذا لن يسهل مهمة الوداد، بل سيزيد من صعوبتها باعتبار أن الخصم ليس لديه ما يخسره وسيلعب المباراة بدون ضغط أو مركب نقص، عكس الفريق الأحمر المطالب بتحقيق الفوز، وسبق للفريق البيضاوي الفوز على كوطون سبور هنا بمركب محمد الخامس بهدفين نظيفين، ومن دون شك فالمدرب عموتا عرف نقط قوة وضعف الخصم من خلال هذه المواجهة وباقي المواجهات الأخرى التي خاضها، ودراسة الخصم بشكل جيد هي أول خطوة نحو كسب المباراة.
لا مجال للخطأ
هذا الموسم تعرض الوداد لهزيمتين خارج القواعد في هذه المنافسة القارية، والسبب عدم التعامل مع المباريات الخارجية بنفس الجدية ونفس الحماس، وبالغرينتا التي تحضر في مباريات مركب محمد الخامس وارتكاب بعض الأخطاء في طريقة التعامل مع مثل هذه المباريات التي تجرى بالأدغال الإفريقية، لكن الأكيد أن هذه المواجهة مع كوطون سبور تختلف عن باقي المواجهتين السابقتين، فأية نتيجة غير الفوز ستضعف حظوظ الفريق الأحمر خاصة في حال تعادل منافسيه الأهلي وزاناكو في مواجهتهما المباشرة، ومثل هذه المباريات لا تحتاج فقط للاعبين داخل رقعة الميدان بل بحاجة لرجال مقاتلين وللعب الرجولي وروح المجموعة، لأن الهدف هو الفوز وكسب ثلاث نقط بغض النظر عن الطريقة والأسلوب.
خط الوسط مفتاح الفوز
من خلال متابعتي لكل مباريات الوداد سواء بالبطولة المحلية أو المنافسات الإفريقية، وقفت على حقيقة واحدة، هي أن قوة الفريق في خط وسط الميدان، باعتباره الرئة التي يتنفس بها الفريق، وحين يتم إفراغه يكون الضعف والوهن ويغيب المستوى وتنقص الفعالية على مستوى خط الهجوم، ويختل توازن الفريق بكامله، في كل المباريات التي خسرها الوداد كانت هناك أخطاء على مستوى الإختيارات، وغاب التوازن داخل المجموعة، وتجسد هذا في المباراة الأخيرة أمام الأهلي حين أجرى المدرب عموتا ثورة في تشكيلته الرسمية بحضور عناصر قوية في خط الوسط استطاعت أن تربح الكثير من النزالات الثنائية، بل إنها تفوقت في كل شيء على عناصر مصرية مجربة، فمثل هذه المباريات تحتاج للاعبي وسط يزاوجون بين الأدوار الدفاعية والهجومية، حتى تحضر الكثافة على مستوى الهجوم، هذا مع إلتزام الحذر الدفاعي وعدم ترك مساحات أمام مهاجمي الخصم، مع ما يتطلبه ذلك من تقسيم المجهود البدني وحضور الإنضباط التكتيكي والإنتشار الجيد داخل رقعة الميدان .
الجمهور قام بدوره،
الجمهور الودادي قام بدوره المنوط به من خلال حضوره القوي في المباراة السابقة، حيث كان دوره حاسما باعتراف مكونات الأهلي المصري، ولعل حضوره القوي في تلك المباراة بالكم والكيف، قد ساهم بشكل كبير في الرفع من مستوى المباراة، حيث شكل حافزا مهما للاعبين، وأكد المدرب عموتا بأن ما قام به الجمهور الودادي يجب أن يشكل درسا لباقي الجماهير الأخرى، وبعد أن ساهم الجمهور الودادي في عودة الثقة للمجموعة وإحياء أمل التأهل، باتت الكرة بين أيدي اللاعبين والطاقم التقني، مع العلم أن المكتب المسير يعمل من جانبه على توفير كل الظروف الملائمة التي تساعد على العمل، فاللاعبون مطالبون ببذل كل الجهود داخل رقعة الميدان يوم المباراة حتى لا تضيع المجهودات السابقة، ولدينا كل الثقة في هذه العناصر وفي قدرتها على الإنتفاضة، وبعزيمة الرجال وإصرار الأبطال سنكسب معركة الأدغال.
البرنامج
السبت فاتح يوليوز 2017
بغاروا: ملعب رومدي أدجيا: س15: كوطون سبور ـ الوداد البيضاوي