يعود الوداد البيضاوي للواجهة القارية بعد إحتفاله بلقب البطولة الإحترافية يوم الإثنين الماضي، وسيكون يوم غد الثلاثاء في مواجهة حارقة أمام الأهلي المصري، في مباراة العودة بعد الهزيمة التي تعرض لها بميدان برج العرب بهدفين نظيفين قبل حوالي أسبوعين، الفريق الأحمر يوجد في المركز الثالث على بعد أربع نقط من الصدارة، وهذه الوضعية الصعبة تفرض عليه تدارك الخسارتين الأخيرتين، وعدم تضييع الفرصة داخل القواعد، مباراة الإياب بمركب محمد الخامس، وكذا المباراة الأخرى التي تجمع كوطون سبور بزاناكو الزامبي ستحددان بشكل كبير معالم ترتيب هذه المجموعة، وحظوظ الفريق الأحمر لتجاوز دور المجموعات، فكيف إستعد الوداد لهذه القمة العربية الإفريقية الثانية من نوعها في شهر رمضان؟ وكيف يمكنه تجاوز أخطاء المباراتين السابقة أمام زاناكو والأهلي والرفع من حظوظه للتأهل للدور الموالي؟
بروفة إعدادية للبحث عن البدائل
خاض فريق الوداد يوم الإثنين الماضي مباراته الأخيرة على المستوى المحلي إنهزم فيها أمام الفتح الرباطي بهدفين لواحد، وحاول المدرب الحسين عموتــــا إراحة مجموعة من العناصر الرسمية، ومنح الفرصة لبعض اللاعبين الذين غابوا عن المواجهات الأخيرة حتى يستفيدوا بدورهم من التنافسية تحسبا لإشراك البعض منهم في المباراة القادمة أمام الأهلي في ظل إحتمال غياب بعض العناصر الرسمية. وبغض النظر عن النتيجة فقد شكلت هذه المباراة محطة إعدادية مهمة للفريق الأحمر، ومن خلالها سيكون المدرب قد أخذ فكرة واضحة عن التشكيلة الرسمية التي سيعتمد عليها ضد الأهلي، وذلك إنطلاقا من النهج التكتيكي الذي سيراهن عليه لكسب نقط المباراة.
الأهلي يعود بقوة للواجهة القارية
على عكس الوداد الذي إنطلق بقوة في هذه المنافسة بفوزه في الجولة الأولى على كوطون سبور، قبل أن يتراجع بحصده لهزيمتين، فإن بداية الأهلي كانت متعثرة بتعادل داخل القواعد أمام زاناكو لكنه إستطاع تدارك الموقف بإنتصارين متتاليين ما مكنه من إعتلاء صدارة هذه المجموعة، ويبدو بأن الفريق المصري قد إستعاد الكثير من مؤهلاته مع المدرب حسام البدري، ويراهن على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية وإستعادة اللقب الذي غاب عنه في السنوات الثلاث الأخيرة، وهذا يعني بأن رحلته للبيضاء لن تكون من أجل السياحة، وإنما من أجل الدفاع عن سمعته أولا، وحظوظه في المنافسة على اللقب ثانيا، كما سيحاول كذلك تزكية نتيجة الفوز في الذهاب وبالتالي الحفاظ على صدارته لهذه المجموعة.
مباراة مصيرية للوداد
الهزيمتين الأخيرتين بزامبيا ومصر قلبتا موازين هذه المجموعة، وحاليا لم يعد هناك هامش للخطأ بالنسبة للمجموعة الودادية، وهذا ما يفرض التعامل مع هذه القمة العربية الإفريقية بكل الجدية والصرامة بإعتبار الفوز هو الحل الأنسب لإستعادة الأمل في التأهل، لذا يجب التعامل معها بإعتبارها مباراة مصيرية وحاسمة لتفادي أي سقطة قد يكون لها تأثير سلبي على مستقبل الفريق في هذه المنافسة القارية، فمن دون شك أن الأهلي لن يغامر بالهجوم كعادته، حيث سيعمد لتحصين دفاعه مع الإعتماد على الهجومات المضادة السريعة لإستغلال المساحات الفارغة، ولدغ الوداد بهدف مباغث. ونحن نعلم جيدا بأن عناصر الأهلي تتميز بإنضباطها التكتيكي الجيد، وبقوة منظومتها الدفاعية، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض نقط الضعف التي يمكن إستغلالها، وهنا ستظهر بديهة المدرب الحسين عموتــا الذي خسر المعركة الأولى ببرج العرب أمام حسام البدري، وستتاح له الفرصة للرد وحسم المعركة الثانية لصالحه بالبيضاء، الوداد الذي تفوق على الزمالك الموسم الماضي بخماسية لديه كل المؤهلات لتحقيق الفوز على الأهلي إن حضرت القتالية واللعب الرجولي وروح المجموعة. فمثل هذه المباريات تتحكم فيها جزئيات بسيطة، ومنها الكرات الثابتة التي يجب الحذر منها باعتبار إجادتها من طرف الفريق المصري، ومحاولة إستغلال تلك التي ستتاح للفريق الأحمر، ويبقى كذلك دور اللاعبين بالغ الأهمية بإعتبارهم مفاتيح الفوز بحضورهم الذهني والبدني طيلة دقائق المباراة.
سلاح الهجوم، والحذر الدفاعي واجب
صحيح أن فريق الوداد مطالب بالفوز في هذه القمة لتقليص فارق النقط عن الأهلي لنقطة واحدة، والرد على هزيمة برج العرب، وهذا ما يفرض اللعب بطريقة هجومية تمكن من خلق فرص واضحة للتسجيل، والضغط على الدفاع الأهلاوي هو السبيل لإيجاد الطريق نحو مرمى الحارس شريف اكرامي، لكن هذا لا يجب أن يلهينا كذلك على الإحتياط والحذر على مستوى الدفاع، لتفادي تكرار سيناريو الموسم الماضي بمركب مولاي عبد الله حين إنهزم الوداد بهدف نظيف أمام نفس الفريق من كرة ثابتة، وبالتالي يتوجب على المدرب الحسين عموتا التعامل بذكاء مع هذه القمة وتفادي الأخطاء التي إرتكبت في المباريات السابقة، وشخصيا أعتبر قوة الوداد في خط الوسط،و حين يلعب الفريق الأحمر بأكبر عدد من المهاجمين يختل التوازن،و تغيب الإمدادات عن المهاجمين،كما يجد الخصوم مساحات فارغة في الوسط،فليس أكبر عدد من المهاجمين من يخلقون الفارق، بل اعتماد منظومة متوازنة تراعي الجانبين الهجومي دون إغفال الجانب الدفاعي، وكما كان الحال في مباراة الذهاب فإن حسام البدري سيراهن مجددا على ربح معركة الوسط حيث يتواجد خمسة لاعبين من أجل حسم النتيجة لصالحه. وعلى العناصر الودادية بدورها أن تكون حاضرة لربح كل النزالات لكي تميل الكفة للفريق البيضاوي.
هل تحضر غرينطا مباراة الزمالك؟
الجماهير الودادية بصفة خاصة والمغربية بصفة عامة تنتظر حاليا ردة فعل قوية من لاعبي الفريق الأحمر، والمقياس حاليا هو مباراة الموسم الماضي مع الزمالك حين كان الفريق البيضاوي قريبا من تذويب فارق أربعة أهداف، بحضور الغرينطا والرغبة القوية في الفوز لدى اللاعبين، فالوداد غالبا ما يكبر في المواعيد الكبيرة، وأمام الفرق العملاقة، واللعب داخل مركب محمد الخامس، وأمام الآلاف من الجماهير التي ستكون كلها وراء الفريق يشكل حافز معنوي مهم يجب إستغلاله وإستثماره، والكرة حاليا بين أيدي العناصر الودادية والطاقم التقني، فكل الأمال معلقة على الفريق الأحمر للذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية بإعتباره الممثل الوحيد للكرة المغربية، والهدف هو الذهاب بعيدا في هذه المسابقة لأن جماهير الفريق رفعت من سقف مطالبها بإعتبار المشاركة الحالية هي الثانية على التوالي، وبعد الوصول للمربع الذهبي في النسخة السابقة لم يعد المجال يسمح للتراجع عن هذه المكتسبات خاصة بعد ضمان مشاركة ثالثة على التوالي، ويوم غد ستكون الجماهير المغربية كلها مع الفريق الأحمر لكسب هذا التحدي الجديد، ولدينا كامل الثقة في العناصر الودادية، وفي هذا الطاقم التقني المغربي الذي يقود المجموعة..
البرنامج
الجولة الرابعة لعصبة أبطال إفريقيا
الثلاثاء 20 يونيو 2017
الدار البيضاء: مركب محمد الخامس: س22: الوداد البيضاوي ـ الأهلي المصري