أثنى ماسيميليانو أليجري، مدرب يوفنتوس، قبل مباراة فريقه السبت المقبل أمام ريال مدريد، في نهائي دوري أبطال أوروبا، على النجم البرازيلي كاسيميرو، 25 عامًا، لاعب وسط الفريق الإسباني.
وقال أليجري: "بدون كاسيميرو، لن تتمكن غرفة الماكينات لدى الريال من العمل"، وأضاف: "كاسيميرو لديه موهبة أقل من زملائه، لكنه يمنح الفريق التوازن".
ويقوم كاسيميرو، بمهام (لاعب الارتكاز)، أو ما يطلق عليه اللاعب "رقم 6".
ويؤكد الألماني الدولي المعتزل كريستوف ميتسلدر، المدافع السابق لريال مدريد، أن الفريق الملكي، كان لديه دائمًا في عصور تفوقه "لاعبون رقم 6 أقوياء كانوا يقومون بمهمة إحداث التوازن في اللعب".
والتوازن، الذي يمنحه كاسيميرو للفريق هو السبب في تألق زميليه بخط الوسط توني كروس، ولوكا مودريتش، حسب ما كتبت مجلة "كيكر" الألمانية، اليوم الخميس.
الأمان، الذي يوفره كاسيميرو، يجري استغلاله، فكثيرًا ما تشجع توني كروس، على التقدم نحو مرمى المنافس، وتمكن من تسجيل أهداف بمرمى سيلتا فيجو، وإشبيلية بالليجا، ونابولي بدوري الأبطال.
أما مودريتش، فيستطيع ممارسة هوايته في المجازفة بمحاورة المنافسين في مساحات متأخرة، من خط وسط الريال ومن هناك، البدء في شن الهجمات، "وبدون كاسيميرو لم يكن ذلك ممكنًا"، تقول مجلة "فوكوس".
وجاء اللاعب البرازيلي، من ساوباولو عام 2013، لينضم للفريق الرديف بريال مدريد، وتمت إعارته لبورتو البرتغالي، في موسم "2014-2015"، ليجمع الخبرة، وتنضج موهبته، وهو ما حدث.
وعاد في عام 2015، وتم تمديد عقده مع الفريق حتى 2021، ليصبح عصبًا مهمًا للريال من حيث الأداء البدني والجري المستمر في أرجاء الملعب، وكذلك أيضًا من حيث التحفيز النفسي لزملائه.
وقال اللاعب، قبل حسم الليجا، وبعد الفوز على غرناطة (4-0)، إنه وزملاؤه لا ينظرون إلى نتائج برشلونة، وإنما يركزون على واجباتهم.
وأضاف "عندما نربح المباريات، سنخرج فائزين بالموسم ولا يوجد شيء أفضل من أن تكون معتمدًا على نفسك أنت (وليس على نتائج غيرك)، كما أوضح اللاعب الشاب "كلنا متحمسون، ولقد أقسمنا أن نكون عائلة".
ورغم سنواته القليلة في الريال إلا أنه حقق مع الفريق، أبرز البطولات، فيكفيه أنه تمكن هذا الموسم مع زملائه من الفوز بالليجا بعد غياب طويل.
كما أنه فاز بدوري أبطال أوروبا مرتين، عام 2014، وعام 2016، والآن أمامه الفرصة للفوز باللقب الثالث وهو إنجاز لم يتشرف به سوى لاعبين قليلين.
مباراة غيرت حياته
كانت بدايته مع الفريق الأول للريال بالليجا، في أبريل/ نيسان 2013، تحت قيادة موروينيو، لكن كاسيميرو لا ينسى المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي منحه في عام 2014 الفرصة في دوري أبطال أوروبا، أمام دورتموند.
فقد أشركه المدرب الإيطالي، في نهاية المباراة، مكان أنخيل دي ماريا، وكان الفريق الألماني متقدمًا (2-0)، على ملعبه، واستطاع أن يساهم في الحفاظ على تلك النتيجة ليصعد الريال لنصف النهائي، لفوزه ذهابًا (3-0).
ويتذكر كاسيميرو، مباراة دورتموند، ويقول إنها غيرت حياته: "آنذاك أظهرت للعالم كله أنه يمكنني أن أساعد الريال. لقد قلت لنفسي عليك ألا تترك تلك الفرصة لتضيع فانتهزت الفرصة".
والآن في ظل قيادة زيدان، يبدو كاسيميرو راسخًا في مكانه كلاعب.
وكتبت عنه صحيفة "ماركا"، قائلة إنه "ربما يكون الوحيد في تشكيلة الفريق، الذي لا يوجد له بديل. إنه مفعم بروح الفريق، والتضحية، وقوة التلاحم، مثلما كان اللاعب السابق كلود ماكيليلي.
بيد أن لحماسته ومحاولاته استخلاص الكرات من المنافسين له جانب سلبي، ألا وهو تلقي الإنذارات بل والطرد مثلما حدث في مباراة بايرن ميونيخ، وبالتالي ربما الإضرار بالفريق.
يقول عنه زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد: "لا أريد أن أغيره، فهو ببساطة يلعب بإتقان تام".