أحيانا يتم القفز على إنجازات يكون لها دور كبير في نتائج متميزة أو حتى التتويج بألقاب ما، والفئة المغبونة في هذا السياق هي فئة الحراس.
فكثيرا ما تم تجاهل إحصائيات فريدة لحراس صمدوا لدورات محسوبة بدقائق طويلة بوجه غارات هجومية وما تخزنه الذاكرة وتحفظه هي تلك الزلات والأخطاء أو هدف مرتعش.
زهير لعروبي نموذج لهذه الفئة، واحد من صناع اللقب في الظل، صمد الموسم المنصرم لـدورات متتالية وهذا الموسم ل 7 وقليلون من كافأوا صاحب القفاز على حسن صنيعه.
اليوم لعروبي لم يعد تابعا لسلك الحرس الملكي، لم يعد تابعا للمهنة الأولى التي إختارها لرغيف يومه وترجل كما قال كي لا يتفرج على الوداد وهو يحارب بالأدغال.

ــ المنتخب: إنهزمتم في أمام زاناكو الزامبي.. كيف تنظر لمستقبل الوداد في باقي مباريات عصبة الأبطال؟
زهير العروبي: لم نكن نتوقع أن نخسر بزامبيا أمام زاناكو، إذ كنا نأمل أن نحقق نتيجة تبقينا في صدارة ترتيب مجموعتنا، مع الأسف سقطنا في فخ الهزيمة لعدة اعتبارات منها أن أرضية الملعب لم تكن في صالحنا، كما أن تركيز اللاعبين لم يكن جيدا على المباراة، ومع ذلك قدمنا مردودا طيبا ونتمنى أن نعوض هذه الخسارة في المباراة القادمة أمام الأهلي المصري لتصحيح الوضع.

ــ  المنتخب :هدف بآسفي من توقيع النملي بعد صمود طويل أنهى هذه السلسلة الناصعة، هل شعرت بالحسرة لعدم تكرار إنجاز الموسم المنصرم؟
زهير لعروبي: حتى أكون صادقا معكم كما تعودت، فالأرقام الفردية والإحصائيات الشخصية لا تغريني وتأتي في مقام ثان خلف نتائج الفريق ككتلة جماعية وكوحدة.
إلا أنه قبل التنقل لآسفي كان يدور في ذهني أن نعود بالدرع غانمين للقب البطولة وتمنيت لو عدنا دون أن تستقبل مرمانا هدفا.
على أي هدف بعد 7 مباريات متتالية بما فيها مباراة العصبة ومن ضربة جزاء ليس بالأمر المزعج ولا هو عكر صفو فرحة التتويج.

ADVERTISEMENTS

ــ المنتخب: ألا يغضبك أن فئة قليلة من تلتفت لمثل هذه الإنجازات في وقت تسلط فيه الأضواء وعلى صعيد العالم على الهدافين وبفريقكم يحضر جيبور على سبيل المثال؟
زهير لعروبي: هذا هو قدر حارس المرمى على مستوى العالم، هم الفئة المستهدفة ولأقل خطأ تكون موضع إنتقاد.
بالنسبة لي وقلتها مطلع الحوار غايتي كانت هي إرضاء المدرب السيد عموتا على الثقة التي منحني إياها، وإرضاء الجمهور الوداد الشغوف بحب الفريق و الكرة.
غايتي لم تكن البحث عن رقم قياسي بقدر ما هي خدمة المجموعة لأنه حين تفشل الفرق في التسجيل في مؤرمى لعروبي فليس  لكوني بارع أو سد منيع، بل هذا إعتراف بصلابة المنظومة وقوة الفريق ككل وهو أمر يخفف هذا الغبن قليلا.

ــ المنتخب: وأنت تتوج باللقب الأول للبطولة بعد كأس العرش بملعب معقد مثل ملعب المسيرة بآسفي، بعد لقب الكأس هل من تشابه على مستوى الشعور؟
زهير لعروبي: لكل لقب حلاوته و لكل إنجاز و توقيته ومذاقه، ولكن بصدق كبير درع هذا الموسم له أكثر من نغمة.
نعم هو درع له نغمة خاصة لأننا لم نحتج لهدايا من أحد لم ننتظر تعثر منافس أو غلطة منه كما عشنا هذا السيناريو الموسم المنصرم وتجرعنا مرارته، بل ربحنا لقبا بأقدام لاعبينا وفي جعبتنا مبارتين ناقصتين وأمامنا أيضا متسع للبصم على رقم تنقيطي مهم.

ــ المنتخب :بعد رحيل المدرب دوسابر وقدوم عموتا هل كنت شخصيا تتوقع أن تحدث هذه الإنعطافة في النتائج و المسار؟
زهير لعروبي: لا ينبغي أن ننسى شيئا مهما ألا وهو أن الوداد كان يتصدر البطولة حتى مع رحيل المدرب السابق والذي يشكر على العمل الذي قام به، إلا أنه و ليس رميا بالورود لأحد ولا مجاملة لأي كان السيد عموتا قام بعمل رائع و هو مدرب جد محترم وأفادنا بشكل كبير.
مع السيد عموتا صححنا أخطاء الماضي وتمكنا من ترتيب بعض الأمور والنتائج لا تكذب وتتحدث عن نفسها وتؤكد قيمة العمل الذي قام به مشكورا.

ADVERTISEMENTS

ــ المنتخب: عانيت لفترة وتغيبت على عهد المدرب السابق عن الرسمية، الم ترتبك للحظة وتشعر أنك أخطأت الإختيار بعض الشيء؟
زهير لعروبي: لا لم يحدث هذا الأمر معي، تذكرون معي وقلتها بمقر جريدتكم الموقرة يوم وقعت للوداد على أني اخترت رهانا صعبا في مساري الإحترافي كحارس وعلي أن أكون أهلا له ولتحمل مسؤوليته بالكامل.
أتمتع ولله الحمد بقوة الشخصية، وبالرضا بالقضاء خيره وشره وكنت سعيدا لزميلي بنعاشور والإختيارات في كل المراكز تبقى من صميم عمل المدربين.
بالنسبة لي كل السعادة تكمن في حمل قميص عملاق من طينة الوداد وبشعبية و تاريخ وألقاب الوداد و أنا جاهز لكل الأدوار.

ــ المنتخب: ما السر في ثبات زهير بعد ترك الجديدة على مستوياته؟
زهير لعروبي: بابتسامة أنا مولا وليدات» وطرف ديال الخبز والكرة صارت اليوم مصدر رزقي الله بعدما قبل المسؤولون جزاهم الله خيرا إستقالتي من سلك الحرس الملكي الذي تشرفت بالإنتماء لمؤسسته.
بالنسبة لي الحفاظ على هذا المورد وهذا الرزق يتطلب مني الفياق بكري وكثير من الصرامة والجدية وأن أكون دواما يقظا وفي القمة في التداريب و حتى خارج الملعب.