يفتتح الوداد البيضاوي مباريات دور المجموعات من عصبة الأبطال الإفريقية التي يشارك فيها للمرة الثانية على التوالي، فبعد الخروج من نصف النهائي في النسخة السابقة أمام الزمالك المصري، سيكون الفريق الأحمر هذا الصيف على موعد مع مباريات حارقة، سيفتتحها غدا الجمعة بمواجهته لخصم كامروني متعود على هذه المنافسات الإفريقية، إنه فريق كوطون سبور لغاروا، أشبال المدرب عموتا حسموا بنسبة كبيرة لقب البطولة لصالحهم، فبعد الفوز على الحسنية وتوسيع الفارق عن مطاردهم المباشر الدفاع الحسني الجديدي سيواجهون الخصم الكامروني بمعنويات مرتفعة، والهدف هو تحقيق الفوز وضمان ثلاث نقط ثمينة ستكون بمثابة بداية مشجعة للاعبين ولكل مكونات الفريق الأحمر، فكيف إستعد الوداد لهذه القمة الإفريقية؟
الإستفادة من التجارب السابقة
لم تكن بداية الوداد في هذه المنافسة الإفريقية بالسهلة، حيث تعذب كثيرا قبل بلوغ دور المجموعات، واحتاج للضربات الترجيحية لتجاوز خصمه مونانا الغابوني في الدور الأول، ويبدو بأن العناصر الودادية قد إستفادت من دروس الماضي القريب، فالكرة الإفريقية تطورت بشكل كبير، وليست هناك مباراة سهلة، ومن دون شك فإن المشاركة للمرة الثانية على التوالي في دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية شيء إيجابي لكن شريطة إستثمار التجربة السابقة والإستفادة منها للذهاب مجددا لأبعد نقطة. والوداد إقترب بشكل كبير من التتويج بلقب البطولة، وهذا ما يفرض عليه الدفاع عن سمعته أولا وتشريف الكرة المغربية ثانيا بإعتباره ممثلها الوحيد في عصبة الأبطال.
الوداد مرشح في مجموعة قوية
يتواجد الوداد في مجموعة قوية تضم الأهلي المصري وزاناكو الزامبي ثم كوطون سبور الكامروني، وكلها أندية متمرسة بالمنافسات الإفريقية، لكن يبقى الفريق الأحمر من أكبر المرشحين لتجاوز هذه المرحلة باعتبار بلوغه المربع الذهبي في النسخة السابقة، وإحتلاله للمرتبة الأولى في مجموعته التي كانت تضم كذلك الأهلي المصري، وتكمن قوة الوداد في إحتفاظه بأهم ركائزه، وإستقرار تركيبته البشرية، فأغلب العناصر كانت حاضرة في الإستحقاق السابق، وإستطاعت تجاوز أندية كبيرة من حجم مازمبي..بل إن المجموعة الودادية تعززت بعناصر جديدة على غرار الهداف جبور والمهاجم بنشرقي..
وبعد خروج الفتح الرباطي من هذه المسابقة فإن الوداد يحمل على كاهله مسؤولية تمثيل الكرة المغربية في هذه المنافسة القارية، حيث تعلق عليه أمال كبيرة.
عين على الخصم الكامروني
الكرة الكامرونية تحظى بمكانة مرموقة على الساحة القارية، وفي جعبتها لقب النسخة السابقة لكأس أمم إفريقيا، ويعتبر منتخبها الحصان الأسود للنخبة الوطنية، وعلى مستوى الأندية يعتبر كوطون سبور من أعتد الأندية الكامرونية بحصوله على 22 لقب منها 14 لقب للبطولة، هو وصيف بطل الكامرون، ويحتل حاليا المرتبة الخامسة بعد مرور 13 دورة، يضم بين صفوفه مجموعة من العناصر المتميزة خاصة على مستوى خط الهجوم، غابت عنه الإنتصارات في الدورات الأخيرة قبل أن يحقق فوزا قويا نهاية الأسبوع الماضي بحصة (4ـ1)، ما مكنه من الإرتقاء للمرتبة الخامسة على بعد 7 نقط من المتصدر، ضمن بطولة تضم 18 فريقا. هذه النتيجة سترفع من دون شك معنويات اللاعبين قبل هذه المواجهة القوية مع الوداد.
معنويات مرتفعة
من جهته إقترب الوداد بشكل كبير من حسم لقب البطولة المحلية لصالحه، ونجح الفريق الأحمر في تحقيق أربع إنتصارات متتالية مكنته من توسيع الفارق عن مطارده الدفاع الجديدي لسبع نقط على بعد ثلاث دورات من نهاية البطولة، من دون شك ستكون معنويات اللاعبين مرتفعة ما سينعكس بشكل إيجابي على إستعدادات الفريق التي إنطلقت بداية هذا الأسبوع، وينتظر أن يكون أصدقاء العميد نقاش حاضرين بكل العناصر الرسمية التي شاركت في المباريات الأخيرة، ونجحت في تحقيق نتائج جيدة بالحصول على 13 نقطة في المباريات الخمس الأخيرة، وتكمن قوة الفريق الأحمر حاليا في تماسك خطوطه، مع إستعادة مناعته على مستوى الدفاع، قد يفتقد الفريق بعض الفعالية الهجومية، لكن العناصر الحالية بإمكانها التسجيل في أية لحظة ومن وضعيات مختلفة، كما يصعب الوصول لشباك لعروبي خاصة حين يكون الوداد سباقا للتسجيل، وهذه نقطة قوة الفريق مع المدرب الحسين عموتا الذي إهتدى للتشكيل الرسمي وكذا للنهج التكتيكي الذي سيمكنه من الحفاظ هذه السلسلة من النتائج الإيجابية.
إستثمار اللعب داخل القواعد
دور المجموعات يختلف كليا عن الأدوار السابقة التي يتم فيها إعتماد الإقصاء المباشر، لكن في هذا الدور تصبح للنقط أهميتها الخاصة، وهذا يفرض عدم تضييع فرص الإستقبال داخل القواعد، فثلاث نقط تبقى لها أهميتها الكبيرة في باقي المشوار، لذلك يجب التعامل مع المباراة بذكاء، فالأهم أكثر هو الفوز بغض النظر عن عدد الأهداف، إلا أن هذا لا يمنع من ضرورة إستغلال كل الفرص المتاحة، فلا يجب الإكتفاء بهدف واحد خاصة إن كانت فرص إضافة أهداف أخرى متاحة، لتجنب التعرض لهدف غادر خاصة في الدقائق الأخيرة، ولتحقيق هذا الهدف يجب التحلي بالغرينتا والحماس والقتالية التي تتطلبها مثل هذه المباريات الإفريقية التي يتم فيها التركيز على الإندفاع البدني بشكل أكبر.
البرنامج
عصبة أبطال إفريقيا ـ دور المجموعات ـ
الجمعة 12 ماي 2017
الدار البيضاء: مركب محمد الخامس: س21: الوداد البيضاوي ـ كوطون سبور الكامروني