كيف أصلحه رانييري؟ وما سر تألقه مع العمالقة؟
يعيش المغربي نبيل درار تجربة فريدة من نوعها مع فريفه موناكو ،فإبن الدارالبيضاء الذي غادر بروج البلجيكي قبل سنوات لينخرط في مشروع إعادة التوهج لممثل الإمارة الفرنسية وجد نفسه حاضرا في مربع الأبطال يصاقر كبريات الأندية الأوروبية.
من الليغ2 ل"التشامبيونسليغ"لم يكن طريق لاعب المنتخب الوطني المغربي مفروشا بالورود،لكنه قاوم بشراسة ووثق بإمكانياته لغاية تحقيق أحلامه.
درار و حلم الأبطال
قبل خمس سنوات إلتحق المغربي نبيل درار بموناكو الفرنسي قادما من بروج البلجيكي مقابل سبعة ونصف مليون أورو،ليجاور ممثل الإمارة في البطولة الفرنسية في درجتها الثانية،بعدما إقتنع بمشروع مسؤولي الفريق الذي يعيش معه هذا الموسم على إيقاع الأفراح والمسرات،ببلوغ نصف نهائي عصبة الأبطال الأوروبية مع إمكانية وضع الأقدام في مباراة النهائي بملعب ميلينيوم بكارديف الويلزية في حال تجاوز عقبة جوفنتوس الإيطالي رغم صعوبة الأمرر بعد الخسارة في ملعب لوي 2 بهدفين لصفر في إنتظار موقعة الإياب بجوفنتوس أرينا،ناهيك عن المنافسة بقوة على لقب البطولة الفرنسية في موسم يبدو إستثنائيا لموناكو ونجم المنتخب المغربي الذي كشف بأنه يعيش حلما جميلا ويأمل في أن يصعد لمنصة التتويج كما قال لصحيفة"ليكيب":"أعيش موسما رائعا مع موناكو فليس من السهل بلوغ نصف نهائي عصبة الأبطال،لتكون ضمن أفضل أربعة أندية في أوروبا،بالإضافة إلى منافستنا بقوة على لقب البطولة الفرنسية،لم أكن أحلم بكل هذا ولحد الأن لا أتصور بأنني وصلت لهذه المحطة وبالأخص نصف نهائي عصبة الأبطال".
بداية صعبة
أوضح نبيل درار بأنه وجد صعوبة كبيرة عندما إنتقل للعب في فرنسا لكنه حاول إزالة بعض الشوائب في طريقة لعبه من أجل تطوير مؤهلاته وإدراك المستوى الذي بلغه داخل موناكو نتيجة الإستقرار ،وتحدث حول الموضوع قائلا:"قبل الإنتقال لفرنسا لم أكن أعرف الكثير من الأشياء عن الكرة في هذا البلد،الذي وجدت داخله قوة الإلتحامات البدنية،مع العلم أني كنت أعتمد في لعبي عل كل ماهو تقني ،وطرحت أنذااك مجموعة من الأسئلة حول مدى إمكانية نجاحي من عدمها".
وتابع درار نبشه في أوراق الماضي من خلال التأكيد بأن الإستقرار العائلي منحه المزيد من الثقة في النفس،بعدما عقد قرانه ليتخلى عن طيش الشباب الذي كان يجعله اكثر عدوانية داخل الملعب،وهو ماتسبب له في عدة مشاكل من خلال مناوشاته مع الحكام وخصومه من اللاعبين،قبل أن ينضج ويختمر أكثر تاركا كل العادات السيئة التي وقفت في طريقها قبل أن يتحول لنموذج جيد من اللاعبين الذين يضرب بهم المثل لتفانيه في التداريب وهوماإعترف به مدربه السابق الإيطالي كلاوديو رانييري الذي ساعده كثيرا وعلمه كيفية الإنضباط التكتيكي داخل الملعب.
السر في البساطة
كشف نبيل واحدا من الأسرار الذي جعلته يتألق في فرنسا والذي يتجلى بالأساس في إحترام الخصوم واللعب بطريقة سهلة دون تعقيد الأمور وقال بالحرف حول هذه النقطة مع "ليكيب"الفرنسية دائما:"في كرة القدم لايجب أن نلعب من أجل الإستمتاع أو القيام بحركات لبهدلة المنافسين،يجب التركيز على كل ماهو سهل،تعلمت كل هذا من رانييري الذي كان ينتقدني كلما أضعت الكرة في وسط الميدان عندما أحاول المراوغة وأفقد الكرة،فيعمل على إجلاسي في الإحتياط بعدها ..كان على حق دوما لأني أضع فريقي في وضعية صعبة،صراحة تعلمت معه كيفية تحقيق الإنتصارات ومساعدة باقي زملائي".وأضاف"التداريب بجدية كذلك تعطي أكلها لذلك أنصح كل من يريد تحقيق أهدافه من اللاعبين الشباب بنكران الذات وعدم الإستسلام أمام أول عقبة".
تواضع وثقة
المرور من الليغ2 للعب عصبة الأبطال الأوروبية هو أكثر الأشياء التي أثرث كثيرا في مسيرة نبيل درار لذلك لايجد "كريستيانو مراكش"كما يحلو لرفاقه تلقيبه أي حرج في التأكيد أنه لم يتصور كثيرا بلوغ المستوى العالي مع ممثل الإمارة الفرنسية لذلك ألح عند إنتقاله أول مرة بضرورة وضع بند في عقده ينص على ترك الفريق في حال مغاردة البطولة الفرنسية في درجتها الثانية،قبل أن يعانق المجد داخل فرنسا وخارجها مع تألق فريقه قاريا.
ورغم جلوسه مؤخرا في كرسي إحتياط موناكو أظهر لاعب المنتخب المغربي شجاعة كبيرة في الحديث عن هذا الموضوع من خلال التأكيد بأنه يحترم كثيرا اللاعبين الأساسيين وقال في هذا الصدد:"هناك لاعبون كبار يلعبون في مركزي،طوماس ليمار يلعب حاليا مع المنتخب الفرنسي،وكذلك بيرناندو،لست قلقا خاصة وأننا نفوز"وتابع"في بعض اللحظات يجب الإعتراف بأن هناك لاعبون أقوياء وصغار في السن ويتوفرون على إمكانيات تقنية وسرعة جيدة،عندما أراهم يلعبون بشكل رائع يمنحونني القوة لمساعدتهم عندما أنضم إليهم".