واحدة بواحدة مثلما يقولون  والحرب خدعة وهي أيضا كر وفر، يوم لك وآخر عليك.. «المنتخب» تنفذ وتدخل عوالم هذه الحرب السرية والمكولسة التي تسبق انتخابات الكاف المرتقبة بمشيئة الله تعالى الأسبوع القادم في القاهرة، والتي علمنا ممن سيكون عريس زفتها الأول «موتسيبي رئيسا بالتزكية»، لكن تجهل باقي التتفاصيل التي قد ترسم واحدا من أكثر الفسيفساءات تعقيدا في تاريخ مكاتب الكاف التنفيذية.

لقجع طار للقاهرة وإلتقى رؤساء اتحادات قارية نافذة، ظاهر اللقاء كان أكاديميا «حضور تشييد أكاديمية الكرة بدولة موريتانيا» وباطنه كان هندسة تربيطات وبروتوكول اتفاق مرابطي لردع اتفاق كوسافا وسيكافا:

• ولد يحيى المحوري
منذ فترة هذا المسؤول ينمو ويكبر ويتموقع ويقترب كثيرا من إينفانتينو، والبعض يرى فيه المفاجأة التي تطبخ على نار هادئة لتعويض موتسيبي، إما بعد ولايته الثانية ولم لا قبل اكتمالها لو توفرت معطيات الفيطو الذي قد يتحول لملتمس رقابة بسحب الثقة من الجنوب أفريقي حتى قبل اكتمال عهدته الثانية، مثلما يتحدث الضالعون في أمور وما يطبخ خلف الستارات وفي الغرفات المظلمة،  ليلعب دور أحمد أحمد بصيغة مكررة حين أطيح بالراحل عيسى حياتو حين استنفذ أدواره في أثيوبيا.
ولد يحيى يدعو رؤساء الإتحادات القارية وقد جعل من لقجع ضيفه الكبير الذي جلس بجانبه على نفس الطاولة وفي كافة المأدبات وعلى يمينه حين قص شريط الأكاديمية وهو بمعية أبو ريدة الصديق المقرب من باقي أعضاء المكتب التنفيذي لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي تقاطع معه الكثير من المبادئ والقرارات ويثق فيه ثقة كبيرة، فما الذي حدث بعد مراسيم التشييد؟

• بروتوكول نواكشوط 
على الرغم من تحالف مناطق شرق ووسط وجنوب أفريقيا «كوسافا» و»سيكافا»، لضمان نجاح مرشحيهما الزامبي أندرو كامانغا والجيبوتي سليمان حسن وابيري بحشد 25 صوتًا، وهو التحالف الذي يتقوى ويحاول جذب عناصر أخرى، إلا أن هذا التحالف تمت مواجهته بحسب مصارنا بجبهة مضادة يقودها الثالوث» لقجع – أبو ريدة وولد يحيى تحت مسمى «بروتوكول نواكشوط»، وظهرت ملامحه صريحة  في العاصمة الموريتانية على هامش افتتاح أكاديمية الفيفا. 
هذا التحالف يقوده فوزي لقجع والموريتاني أحمد ولد يحيى والإيفواري إدريس ديالو والمصري هاني أبو ريدة، والسينغالي أوغيستين سانغور، وسيتقوى لاحقا بالسيراليونية عائشة يوهانسون أو كنيزات إبراهيم من جزر القمر، اللتان تتنافسان على المقعد الخاص بالمرأة في الفيفا، مع البوروندية ليديا نسيكيرا، بينما عقوبة صامويل إيطو الصادرة في حقه أخرت انضمامه للحلف وهو من أشد الداعمين له، ويروم التحالف التصويت بالكتلة على مرشحين بعينهم للحاق بالفيفا ردا على كوسافا وسيكافا، وكذا قلب مسودة تنفيذية الكاف بالقاهرة.
وقد علمنا حصريا ولو أن هذا حدث سرا أن لقجع اصطحب معه بعد العودة من موريتانيا عبر نفس الطائرة ولد يحيى وأبوريدة وباقي حلفائه للرباط لاستكمال التنسيق والتكتل.

• باتريس فضح مواقفه
موازاة مع بادرة الجنوب أفريقي باتريس موتسبي المرشح لمنصب رئيس الكاف بالتزكية كونه المترشح الوحيد،  دعم تحالف «كوسافا» و»سيكافا»، ولو بشكل غير مباشر أو ظاهر للعلن، فإن عدم حضوره حفل تدشين أكاديمية الفيفا في نواكشوط متحججًا بانشغاله بالعديد من الأمور فضح توجهاته وكونه أراد البقاء بعيدا محميا بكوسافا وسيكافا، وساعيا لإضعاف محور الشمال، وهو ما نبهنا له في الحين وسيبرز لنا ما سيكون عليه مكتب الكاف التنفيذي المقبل.
ويتقوى موتسيبي أكثر من خلال استمالة العضو القوي النيجيري أماجو بينيك والبنيني ماثورين دي تشاكوس (ناطق بالفرنسية)، للإنضمام لجبهة «كوسافا وسيكافا»، من منطلق أنها الجبهة الأقرب لدى موتسيبي، وتضم كل الاتحادات الناطقة باللغة الإنجليزية، فكان هذا الغياب كافيا ليعزز الريبة والشك، ويؤكد لمن حضروا بروتوكول نواكشوط أن باتريس دبر أموره ب«ليل كما يقولون»، وبالتالي ينبغي توقع الأسوأ بشأن  حظوظ مرشحي الشمال لولوج كونغرس الفيفا على ضوء هذه المعطيات الدالة على الكثير.

• حميدو يطلق صرخته  
أمام هذه التكتلات والتموقع ولعبة حشد التحالفات في الكواليس، أطل مرشح النيجر جيبريلا هيما حميدو صرخة ليقول، أن الصراع على انتخابات الكاف كشف النوايا والأسرار وضرب الديموقراطية، إذ قال في تصريحات متداولة عبر مواقع إلكترونية أفريقية عديدة، إن هذه التحالفات والبروتوكولات «ضربة لديمقراطية كرة القدم في قارة أفريقيا، وظلم للعملية الديمقراطية لانتخابات الفيفا، لأنها تحل محل المنافسة الحرة التي أقرها الفيفا، ومن أجلها قام بتعديل لائحة النظام الأساسي لإلغاء الترشح بناء على المناطق الجغرافية واللغة، وأنه بهذه التحالفات الأقوياء يضاعفون التكتلات وينسفون أصوات الآخرين»، وكان عليه أن يتوجه مباشرة صوب موتسيبي لأنه هو من استهل هذه اللعبة بتحالف كوسافا وسيكافا، بينما بروتوكول نواكشوط كان فقط للرد والردع. 

• منافسو لقجع بالفيفا
تضم قائمة المرشحين لانتخابات عضوية مجلس الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا بمعية فوزي لقجع كلًّا من رؤساء الإتحادات التالية: 
جبريلا هيما حميدو من النيجر، ماثورين دي من بنين، الجيبوتي سليمان حسن وابيري، أماجو ملفين بينيك من نيجيريا، المصري هاني أبو ريدة، الموريتاني أحمد ولد يحيى، السينغالي أوغستين إيمانويل سنغور، أندرو ندانغا كامانغا من زامبيا، ياسين إدريس ديالو رئيس الاتحاد الإيفواري لكرة القدم، البوروندية ليديا نسيكيرا، كنيزات إبراهيم رئيس اتحاد جزر القمر، وعائشة يوهانسن رئيس اتحاد سيراليون للعبة.
وبالنسبة لانتخابات الكاف، تضم قائمة المرشحين بشأن المكتب التنفيذي كلًّا من، وزير الرياضة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي، الذي ضمن مقعدًا بصفته مرشحًا بالتزكية عن منطقة شمال إفريقيا لعدم وجود أي منافس له.
وضمت القائمة أيضًا مرشحين آخرين بالتزكية وهم: والاس جون كاريا رئيس الاتحاد التنزاني لكرة القدم، مرشحًا عن منطقة شرق ووسط إفريقيا، ومصطفى أشولا راجي رئيس الإتحاد الليبيري، مرشحًا عن منطقة غرب إفريقيا (أ)، والغاني كيرت أوكراكو عن منطقة غرب إفريقيا (ب).
وأما عضوية المكتب التنفيذي عن مقاعد جنوب القارة، فستشهد تنافس أربعة مرشحين في الإنتخابات من أجل الفوز بمقعدين في المكتب التنفيذي، وهم: سمير صبيحة، رئيس اتحاد موريشيوس لكرة القدم، المرشح لعضوية المكتب التنفيذي في منطقة جنوب أفريقيا، والموزمبيقي فيصل إسماعيل سيدات، وألفريد راندريامانامبيسوا من مدغشقر، وإلفيس رجا شيتي، رئيس اتحاد سيشيل لكرة القدم.
وبخصوص مقعد المرأة، تخوض بيستين كازادي، رئيسة نادي فيتا كلوب الكونغولي، الإنتخابات بعد ترشحها منفردة لنيل المنصب، ما يجعلها على أعتاب الفوز بالتزكية، وبطبيعة الحال ستكون تنفيذية القاهرة ملتهبة وحافلة بالكواليس.