مع سحب قرعة نهائيات كأس إفريقيا للأمم في نسختها الخامسة والثلاثين، يكون الفريق الوطني قد تعرف على المنتخبات الثلاثة التي سترافقه في رحلة الدور الأول، وبالتالي تحددت المعالم الأولى للسفر التاريخي، الذي يتطلع أسود الأطلس، أن ينتهي بهم في المباراة النهائية التي برمجت يوم الأحد 18 يناير 2026 بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط.

ذاك إذا هو نصف الطريق نحو الهدف، الذي لن نختبئ اليوم خلف أي مبررات، لنقول أنه لن يكون أقل من الفوز باللقب.
كيف رسمت لنا القرعة إذا الطريق نحو تحقيق الغاية؟ 
بأن نتقابل في مجموعة واحدة تواليا مع منتخبات جزر القمر، مالي ثم زامبيا، وبصرف النظر عن أي اعتبارات، فإن الفريق الوطني يجب أن ينهي الدور الأول متصدرا للمجموعة، بالعلامة الكاملة أو من دونها، المهم هو أن يعبر الفريق الوطني للدور ثمن النهائي وقد نجح في البقاء على رأس المجموعة، ليس لأن ذلك سيضعه عند أول أدوار خروج المغلوب في مواجهة أحد ثوالث المجموعات الثالثة، أو الرابعة أو الخامسة، ولكن لأن صدارة المجموعة ستبقيه في معقله بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط الذي سيلعب به المباريات الثلاث للدور الأول، وإن شاء الله، ستكون نهاية طريق المجد، بلوغ المباراة النهائية التي ستجري على أرضية المجمع الأميري.

طبعا لن نزايد في تسمية مجموعة الأسود، لن نقول أنها سهلة وفي المتناول، أو أنها قوية وحديدية وستسيل للأسود الكثير من العرق، ولكن سنقول أنها مجموعة برمجها العقل البطن لكرة القدم الإفريقية الذي يصنف المنتخبات بحسب إنجازاتها على مر الأعوام، ولكن أما كان هذا التصنيف خادعا في المثير من المرات؟
أما نجحت منتخبات مصنفة في مراكز جد متأخرة في إقصاء منتخبات تقف في أدراج عالية؟
سنقول إنها مجموعة تستدعي أخذ الحذر الكامل في التعاطي مع كل مباراة من مبارياتها، وسيكون الأسود بحاجة إلى كل تركيزهم الجماعي ليتخطوا عتبة المباراة الإفتتاحية الملغومة والمثقلة بالضغوط، حتى لو كانت البرمجة قد حكمت بأن يكون لقاؤنا الأول أمام منتخب جزر القمر الذي جاء لهذه المجموعة من الوعاء الرابع وترتيبه ما بعد المائة في تصنيف الفيفا، وسيكون لزاما توخي كل الحذر من جسارته وجرأته، لأنه بمعيار ومؤشر التطور يسبق كثيرا التوصيف الفني الذي يحمله.
هي مجموعة خلصت الفريق الوطني من الديربيات الثقيلة والمكلفة ذهنيا، فقد كان ممكنا أن تضم مجموعته منتخبي تونس والسودان، وهي مجموعة جلبت للفريق الوطني منتخبات بات يحفظها عن ظهر قلب من فرط ما صادفها في طريقه (مالي وزامبيا)، إذا هي مجموعة عرفَّت الفريق الوطني بما سيكون عليه المسلك الأول في طريق الفرح، ومعرفة المنتخبات بهكذا صورة وشكل، أفضل بكثير من جهلها أو تجاهلها.