يصعب إيقافه.. مراوغ جيد، لديه رؤية ثاقبة في الملعب، تمريراته رائعة، يملك قدرة فائقة على التوغل والإختراق، كما يتميز بالسرعة.. باختصار إنه صانع ألعاب من طراز رفيع.. هذا هو أسامة الصحراوي لاعب ليل الفرنسي صاحب 22 ربيعا.

نجوم به ينوهون

الصحراوي أثار الذهول في هولندا، وهو بصدد محاولة إعادة الكرة في فرنسا، ورغم أنه حديث العهد ببطولة "الليغ 1"، إلا أن الجميع يتحدث عنه بانبهار وإعجاب كبيرين.. وهنا لا بد من التذكير بما قاله عنه نجوم هولنديون سابقون عندما كان يلعب في البطولة الهولندية.. فقد قال عنه النجم الهولندي السابق رافائيل فان دير فارت إنه يشبه في تحركاته بالملعب إلى حد كبير الدولي الإسباني إيسكو. كما قال عنه الدولي الهولندي الآخر إبراهيم أفلاي، وهو من أصل مغربي،.. إن الصحراوي من طينة اللاعبين الذين يجبرونك على الذهاب للملعب للإستمتاع بلمساته. وأضاف أفلاي بأن الصحراوي لاعب ذكي وخلاق ومراوغ بارع وصاحب رؤية جيدة في الملعب.

صفقة ليل

ويرى كثيرون أن الصفقة التي أقدم عليها نادي ليل الفرنسي خلال الميركاطو الصيفي الأخير، بالتعاقد مع الصحراوي، تعد واحدة من أهم الصفقات التي قام بها النادي الفرنسي خلال السنوات الأخيرة.

فقد كان ليل معجبا منذ فترة باللاعب أسامة، وكان يتطلع للتعاقد معه خلال الميركاطو الشتوي شهر يناير الماضي، لكنه لم يتمكن من ذلك، وأعاد المحاولة مرة أخرى خلال هذا الصيف ونجح في إتمام التعاقد.

ويرتبط الصحراوي مع فريقه ليل بعقد مدته 5 أعوام (إلى غاية يونيو 2029) مقابل 8 ملايين أورو.

وقبل انضمام الصحراوي لنادي ليل تألق في بطولة "الإرديفيزي"، وشغل اهتمام الكثيرين في هولندا، إذ كان الرجل المتوهج في هيرنفين والذي كان يصنع لعب فريقه وتألقه ويقوده لتحقيق أفضل النتائج.. لذلك لا عجب إن كانت عدة أندية داخل وخارج هولندا قد أبدت إهتمامها به ورغبتها في التعاقد معه.

قيمة كروية

وكان أسامة في فريقه الهولندي هيرنفين، الذي لعب له في الموسمين الماضيين، نجما كبيرا لا يشق لع غبار، لذلك نوه به كثيرا المدير الرياضي في الفريق فيري دي هان، عندما قال عقب انضمامه لنادي ليل، إنه فخور بإتمام عملية النقل. مضيفا أن أسامة الصحراوي كان قيمة كروية مهمة للفريق من خلال أدائة الهجومي القوي، حيث يملك قدرة كبيرة على تهديد شباك الخصوم باستمرار، كما يتميز بالكفاءة العالية على مستوى التهديف وأيضا على مستوى صناعة التهديد والتمرير الحاسم.

وفي هيرنفين كثيرا ما تغنت الجماهير بأسامة الصحراوي بفضل الأداء المثير والقوي الذي كان يقدمه، لذلك لم تكن أحيانا تكترث بالخسارة إذا تعرض لها فريقها في منافسات الدوري الهولندي، إذ كل ما كان يهمها هو أن يشارك لاعبها "الذهبي"، ويقدم العروض الساحرة التي تروقها وتمتعها.

كانت جماهير هيرنفين تهتف باسم الصحراوي في المدرجات، وتتفاعل معه بصيحاتها كلما تسلم الكرة أو أقدم على مراوغة ما. وغالبا ما كانت الجماهير تنزلق إلى حافة مقاعدها، وتتعالى صيحاتها، لأن الصحراوي ببساطة كان يضمن لهم رؤية المشاهد التي تروقهم.

الحلم الكبير

لقد كانت جماهير هيرنفين مقتنعة بأن صفقة الصحراوي، أجمل ما حدث للفريق، وأفضل أقدم عليه خلال الموسمين الأخيرين، وكانت تعتبره مكسبا كبيرا وصفقة ناجحة بكل المقاييس.

وكثيرا ما حلم الصحراوي بالإنضمام لصفوف المنتخب المغربي، سواء عندما كان في صفوف هيرنفين، أو حتى عندما كان مع فريقه السابق في النرويج فاليرينغا.. لكن من سوء حظه أنه ظهر في "وقت سيء"، وصادف توهجه توهج العديد من لاعبي أسود الأطلس سواء من المهاجمين ومن لاعبي وسط الميدان، أمثال أمين حارث، بلال الخنوس، إسماعيل صيباري، أمين عدلي.. وغيرهم.. وهو ما حجب الرؤية عن وليد الركراكي ليشاهد هذا اللاعب أو يبدي إهتمامه به حتى الآن على الأقل.