تعافيت كليا من الإصابة واسترجعت لياقتي بالكامل
هو بالفعل تيرمومتر الرجاء، حينما يكون في مستواه يسطع نجم الفريق الأخضر ويتفوق على كل منافسيه، فهو المراوغ الذكي والممرر البارع، وغالبا ما يأتي بالحلول من خلال انسلالاته وتمريراته الحاسمة التي تأتي بالأهداف، إنه العنصر الذي باستطاعته حمل الرجاء على أكتافه الصغيرة لقصر قامته، وتغيير مجريات المباريات بأهدافه المفاجئة والساحرة، إنه عبد الإله الحافيظي أحد أفضل العناصر الرجاوية في السنوات الأخيرة، وفي ظل المشاكل والأزمة التي يمر منها الفريق الأخضر، وبفضل تماسك لاعبيه وتضحياتهم فقد تمكن النسور من تحقيق ما كان يبدو مستحيلا، وفي هذا اللقاء مع الحافيظي نكتشف معا أسرار هذه الإنطلاقة الجيدة، وكيف تغلب الفريق على كل المطبات والعراقيل؟ وما هي سقف الأهداف والطموحات؟ وهل بإمكان النسر الأخضر أن ينافس على لقب هذا الموسم؟ كلها أسئلة حملناها لمحبوب الجماهير الرجاوية، وكعادته فقد استقبلها بصدر رحب وأجاب بكل تلقائية تؤكد المعدن النفيس لهذا اللاعب المتألق.
- المنتخب: بداية نود الإطمئنان على حالتك الصحية، خاصة أن الجميع لاحظ وضعك لقناع واقي في المباريات الأخيرة؟
الحافيظي: الحمد لله بعد الإصابة التي تعرضت لها في آخر مباريات الإياب بالجديدة، خضعت لعملية جراحية، كانت ناجحة وبالمناسبة أشكر الطاقم الطبي الذي أشرف عليها، وبعد فترة قصيرة من الراحة والنقاهة إلتحقت بتداريب الفريق استعدادا لمرحلة الإياب، وسارت الأمور بشكل جيد، تمكنت من المشاركة في الشوط الثاني من المباراة الأولى أمام النادي القنيطري، كما دخلت كرسمي ضد شباب قصة تادلة، وتوفقنا في تحقيق العلامة الكاملة وهذا مهم جدا، كنت أتمنى أن أسجل، لكن مساهمتي بتمريرات حاسمة يجعلني أحس بارتياح، أنا في تمام لياقتي وجاهزيتي، والقناع الذي أضعه هو من أجل الحماية فقط في حال الإحتكاك مع أي لاعب آخر، ولا تفوتني الفرصة لأشكر كل من ساندني حين تعرضي للإصابة.
- المنتخب: هذا الموسم يختلف عن المواسم السابقة، حيث حققتم بداية موفقة، فكيف نجحتم في تحقيق هذه النتائج الجيدة؟
الحافيظي: من دون شك فإن النتائج لا تتحقق بمحض الصدفة، بل هي دائما نتاج عمل ومجهود، وبالنسبة للرجاء هذا الموسم فإن الوضع لا يختلف كثيرا، فبالرغم من بعض الإكراهات التي رافقت المرحلة الإعدادية التي سبقت انطلاق الموسم، إلا أن اللاعبين كانوا عازمين على تحقيق نتائج جيدة وتجاوز هفوات الماضي، وهذا الإصرار منحنا نحن كلاعبين شحنة معنوية مضاعفة على تحدي كل الصعاب، ولا ننسى الدور الهام الذي قام به المدرب امحمد فاخر، حيث ساهم بتجربته الكبيرة في جمع شمل الفريق وجعله كتلة موحدة، هذا إلى جانب العمل التقني والتكتيكي الذي قام به، كما أن معرفته الجيدة لكل اللاعبين وبخبايا البطولة ساعدتنا كثيرا على تحقيق هذه البداية الموفقة، والنتائج الإيجابية في البداية ساهمت في تعزيز رصيد الثقة لدى اللاعبين، وحفزتنا على السير في خط تصاعدي.
- المنتخب: لكن الأكيد أنكم بذلتم مجهودات مضاعفة خاصة أنكم كنتم تستقبلون خارج مدينة الدار البيضاء؟
الحافيظي: الإستقبال خارج القواعد يعتبر من أكبر الإكراهات التي واجهتنا في الموسمين الأخيرين، لقد عانينا كثيرا من التنقلات بين أكادير ومراكش وأخيرا الرباط، قطعنا ألاف الكلمترات وتحملنا الكثير وما زلنا نتحمل في بعض الأحيان لم نكن نعرف حتى الملعب الذي سنستقبل فيه، حرمنا كذلك من امتياز الملعب وهذا لم يزدنا إلا إصرارا على تحقيق نتائج جيدة، وما كان يحفزنا أكثر هو جمهورنا الذي كان يتحمل عبء وتكاليف التنقل معنا لكل المدن نهاية كل أسبوع، فحينما نلتفت للمدرجات ونرى هذا الحضور الجماهيري تتضاعف المسؤولية الملقاة على عاتقنا ونبذل قصارى الجهود لنكون في المستوى، حتى نعوضه عن كل هذه المتاعب التي يتحملها في تنقلاته، وذلك بإسعاده بنتائج جيدة نعلم جيدا بأنها التي تخفف عنه كل هذه المعاناة.
- المنتخب: تفوقتم في المباراة الأخيرة على شباب قصبة تادلة وقلصتم الفارق عن الوداد، فماذا يعني لكم ذلك؟
الحافيظي: منذ بداية البطولة بذلنا مجهودات كبيرة لكي نبقى ضمن أندية الصدارة، وفي كل مرة كان المدرب امحمد فاخر يركز على هذه النقطة المهمة، وهي عدم منح الفرصة لأندية المقدمة لتوسيع فارق النقط عنا ولحدود الساعة فنحن نسير في الطريق الصحيح، فأربع نقط تفصلنا عن الدفاع الجديدي ونقطتين فقط عن الوداد وهذا شيء إيجابي، يحفزنا ويشجعنا، كما يدفعنا كذلك للإستمرار في العمل لتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية في الدورات القادمة، وكما يعلم الجميع فإن البطولة دخلت مرحلة الإياب قبل دورتين، وبالتالي فإن المشوار ما زال طويلا فهناك مباريات صعبة وقوية في الإنتظار، لكننا عازمون على متابعة المشوار بنفس الحماس الذي انطلقنا به منذ البداية.
- المنتخب: وماذا عن المباراة القادمة أمام شباب أطلس خنيفرة؟
الحافيظي: المباراة لن تكون سهلة مثلها مثل باقي المباريات، فكل الأندية التي تأتي لملاقاة الرجاء تستعد بشكل جيد وتقاوم بكل الوسائل من أجل تحقيق نتيجة إيجابية. نحن نحترم كل الفرق التي نواجهها، لكننا ندخل كل مباراة بهدف الفوز لأننا نعرف قيمة ثلاث نقط في بطولة لا ترحم،فريق شباب أطلس خنيفرة حقق نتائج في المستوى هذا الموسم وأحرج أندية كبيرة وتابعنا كيف أرغم الوداد على التعادل، وهذا يدفعنا لأخذ المباراة بكل الجدية اللازمة.
- المنتخب: بعد مرور مرحلة الذهاب، ماذا عن تقييمك لمستوى البطولة؟
الحافيظي: أظن بأن مستوى البطولة في تطور تدريجي من موسم لآخر، فأغلب الأندية إستعدت بشكل جيد وعززت صفوفها بلاعبين في المستوى، وتابعنا مباريات جيدة وأهداف جميلة، وفي رأيي فإن حصيلة الذهاب كانت إيجابية، كما أن بداية مرحلة الإياب توحي بأن المنافسة ستشتد سواء بين أندية المقدمة التي تتكون من حوالي ستة فرق وكذا بين الأندية التي ستصارع من أجل الإفلات من النزول، وكباقي المتتبعين للكرة المغربية فإن النقطة السوداء هذا الموسم هي الحضور الجماهيري الذي لم يرق لمستوى المواسم الأخيرة. مع العلم أن الجمهور هو ملح المباريات، وهو الذي يساهم في الرفع من المستوى.
- المنتخب: في نظرك من ترشح للفوز باللقب هذا الموسم؟
الحافيظي: من الصعب جدا الجواب على هذا السؤال حاليا لأننا لا زلنا في بداية مرحلة الإياب وتفصلنا 13 مباراة على نهاية البطولة والدورات القادمة كفيلة بتغيير الكثير من الأشياء على مستوى الترتيب، لكن الأكيد أن الأندية التي تحتل الصفوف الأربعة الأولى تبقى المرشحة الأقوى للمنافسة على لقب هذا الموسم وذلك بعد النتائج التي حققتها منذ البداية، حيث حافظت على استقرارها وأظهرت رغبتها القوية للسير نحو اللقب.
- المنتخب: في ظل الظروف التي يمر منها الرجاء، كيف تنظر لمستقبل الفريق؟
الحافيظي: الفرق الكبيرة تمرض لكنها لا تموت، والرجاء مر في العديد من المناسبات بظروف صعبة لكنه استطاع تجاوزها والعودة أكثر قوة من ذي قبل، واليوم أظن بأن الأسرة الرجاوية قادرة على تجاوز هذه الأزمة وبتظافر جهود كل مكونات الفريق، أنا متأكد بأن ما يحدث حاليا سيصبح مجرد ذكريات من الماضي.
ومن حسن حظنا أن نتائجنا هذا الموسم كانت في المستوى وهذه نقطة إيجابية ستساعد كثيرا على توحيد الصفوف، وبالتالي بذل جهود أكبر لتجاوز هذه المرحلة الصعبة. وإن شاء الله بعد العودة للإستقبال بمركب محمد الخامس ستتغير الكثير من الأشياء نحو الأفضل، وسنستفيد من دعم جماهيرنا بشكل أكبر ما سيساعدنا على تحقيق نتائج أفضل.
- المنتخب: وما رأيك في الإنتدابات التي أقدم عليها فريق الرجاء في الميركاطو الشتوي؟
الحافيظي: كما تعلم فإن الإنتدابات هي من اختصاص الطاقم التقني والمكتب المسير، ونحن كلاعبين داخل الرجاء نرحب بكل الوافدين الجدد ونقدم لهم الدعم والمساندة للتأقلم مع الأجواء الجديدة، وبكل صراحة أظن بأنها انتدابات في المستوى، فجميع اللاعبين الذين تم التعاقد معهم يتوفرون على مؤهلات تقنية في المستوى، وهي أسماء وازنة بإمكانها أن تمنح الإضافة للفريق، وكما يعلم الجميع فإن المدرب امحمد فاخر يتوفر على تجربة كبيرة، وعين تقنية ثاقبة، وبالتالي فإنه لن يقدم على أي انتداب إلا إذا تأكد من قدرته على منح الإضافة، ومنذ البداية أعطت الإنتدابات ثمارها وهذا يخدم مصالح الرجاء خاصة أن البطولة طويلة وتحتاج لتركيبة بشرية غنية ومتوازنة.
- المنتخب: تابعت منافسة كأس إفريقيا للأمم، ما رأيك في النتائج التي حققها المنتخب الوطني؟
الحافيظي: الكرة الإفريقية تطورت كثيرا، وهذه الكأس هي أهم منافسة داخل القارة السمراء بحضور أقوى المنتخبات، والمنتخب الوطني لم يكن محظوظا في كثير من المحطات، وهذه السنة تواجد في مجموعة قوية وصادفته العديد من الإكراهات الناتجة عن تعرض لاعبين مميزين لإصابات، ومع ذلك تحدى كل العوائق ونجح في تجاوز عقبة الدور الأول، كان بإمكان هذه المجموعة أن تذهب بعيدا بعد أن أبانت عن قتالية وتفاني في الدفاع عن القميص الوطني لكن الحظ عاكسها أمام المنتخب المصري، وكباقي المغاربة فأنا مرتاح للمستوى الذي ظهر به المنتخب، وبمزيد من الصبر والعمل والإستمرارية سيكون المستقبل أفضل بإذن الله.
- المنتخب: هل يراودك طموح العودة للأسود؟
الحافيظي: حظيت بشرف حمل قميص المنتخب في العديد من المناسبات، وهذا شرف كبير بالنسبة لأي لاعب، لأن الدفاع عن الراية المغربية يعتبر واجب ويجعلك تحس بالفخر والإعتزاز، شخصيا أجتهد سواء في المباريات أو في التداريب، فأنا أبحث دائما عن تطوير مؤهلاتي وإمكانياتي للظهور بشكل أفضل، أتمنى أن أنجح في إقناع الناخب الوطني بإمكانياتي والعودة للمنتخب الأول رفقة أفضل نجوم الكرة المغربية، هذا إلى جانب الحضور مع المنتخب المحلي الذي سيخوض إقصائيات الشان المقبل، حيث يحدونا طموح كبير لحضور النهائيات وتعويض الإخفاق في النسخة السابقة.
- المنتخب: سبق لك أن شاركت في تظاهرات دولية كبيرة مع المنتخب وكذا مع الرجاء، فما هي الإضافة التي قدمتها لك؟
الحافيظي: المشاركة مع المنتخب في كأس إفريقيا مهم جدا فالكثير من اللاعبين المتميزين لم تتح لهم الفرصة لحضور مثل هذه التظاهرات القارية الكبرى، وشخصيا كنت محظوظا بالمشاركة في هذه المسابقة وكذا في عصبة الأبطال الإفريقية إضافة للموندياليتو، وكانت تجارب مهمة في مساري الكروي الذي ما زال في بدايته، إستفدت منها وتعلمت منها أشياء كثيرة، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة للمشاركة في مزيد من التظاهرات من هذا الحجم وكذا التتويج بالألقاب.
- المنتخب: هل أنت مرتاح لما قدمته للرجاء؟
الحافيظي: في أول موسم لي مع الرجاء توجنا بالإزدواجية بقيادة المدرب المقتدر امحمد فاخر وكان موسما رائعا بكل المقاييس وكنت أتمنى أن نسير في هذا الخط التصاعدي في باقي المواسم، لكن التوفيق لم يحالفنا للوصول لكل ما كنا نطمح إليه، أحس بأشياء كثيرة بداخلي تؤكد بأنه بإمكاني أن أقدم أكثر لهذا الفريق الذي أعشقه، لذلك أبذل كل الجهود وأتفانى في العمل في التداريب لأكون دائما في المستوى، أظن بأن المشوار ما زال طويلا، وأطمح لتحقيق مزيد من الألقاب لفريقي حتى أكون أكثر ارتياحا، بداية هذا الموسم كانت في المستوى بالرغم من كل الإكراهات، أتمنى أن نسير في خط تصاعدي وأن يحالفنا التوفيق لتحقيق نتائج جيدة في الدورات القادمة، وأظن بأن المستقبل سيكون أفضل إن شاء الله.
- المنتخب: هل تفكر في خوض تجربة احترافية؟
الحافيظي: هذا طموح مشروع بالنسبة لأي لاعب يسعى لتطوير مستواه ومؤهلاته، لكن حاليا لا أريد أن أشغل بالي بهذا الموضوع، فكل تركيزي على الرجاء، لكن في المستقبل يمكن التفكير في الإحتراف، وأتمنى أن أخوض تجربة بإحدى البطولات الأوروبية الكبيرة لأستفيد أكثر وأطور مؤهلاتي وحتى أتمكن كذلك من منح الإضافة للمنتخب الوطني.
- المنتخب: ما سر تألق الحافيظي هذا الموسم؟
الحافيظي: ليس هناك أي سر سوى الجدية والإنضباط في التداريب، هذا بالإضافة لمساندة باقي اللاعبين، والحمد لله فنحن نتوفر على تركيبة بشرية في المستوى، هذا من جهة ومن جهة اخرى فإن تواجد مدرب من قيمة فاخر يساعد اللاعب كثيرا، ويدفعه لإخراج كل ما في جعبته، ومعه أحس بارتياح أكبر، فهو الشخص الذي منحني الفرصة لأول مرة مع الرجاء، وأمن بقدراتي ومؤهلاتي، وبالتالي فهو يمنحني هامشا من الحرية في التحرك داخل الملعب، وهذا الرجل له فضل كبير على فريق الرجاء.
- المنتخب: نختم هذا اللقاء بمنحك مساحة حرة لتوجه عبرها رسالتك الخاصة..
الحافيظي: نحن كلاعبين ضحينا كثيرا من أجل الرجاء ومستعدون لمزيد من التضحية، فبفضل الرجاء وصلنا لهذا المستوى وحققنا العديد من الأشياء المهمة وأهمها حب الناس، لذلك قررنا أن نقاتل في كل المباريات ونتحدى كل الصعاب والمشاكل، أشكر بالمناسبة كل الجماهير الرجاوية التي ساندتنا بكل قوة وكانت معنا في كل المحن وأطلب منها أن تزيد من دعمها ومساندتها وأعدها بأننا لن ندخر جهدا من أجل إسعادها وإدخال الفرحة لقلوبها، وإن شاء سننافس بكل قوة على اللقب، كما أتمنى أن يفتح مركب محمد الخامس قريبا ليساعدنا على تحقيق كل الأهداف المرجوة وإراحتنا مع جماهيرنا من كثرة التنقلات.