لم يمر غير سنة و بعض الأشهر على اختيار حكيم زياش لألوان الأسود و يومها لم يكن كوضع أمين حاريث حاليا بفرنسا رفقة فريق نانط، بل كان زياش النجم المطلق بالأراضي المنخفضة و اللاعب الذي لاحقه أساطير الكرة الهولندية بداية من فان باسطن و نهاية بفان نستلروي و داني بلاند و كلهم مارسوا عليه ضغطا رهيبا و دخلوا معه في مناوشات كلامية مثل التي نطق بها فان باسطن حين وصف زياش بالغبي لاختياره المغربي.
في تلك الفترة كانت هولندا تنافس على بطاقة كأس أوروبا و كلنا نعلم ما يمثله اليورو من واجهة يحلم بها اللاعبون الكبار لا تقل عن واجهة المونديال.
وتم وعد زياش بأن يكون الرقم 10 بهولندا على حساب شنايدر إلا أن زياش قال لهم " وطني وبلادي و لا شيء يتقدم عليها"
ولعلكم تتذكرون محاورة تلفزيونية حاول من خلالها مقدم أحد البرامج الشهير هناك بهولندا أن يستفز حكيم و قال له" ماذا لو عرضنا عليك علبة حلوى و ماذا لو عزفنا أمام باب بيتك بالموسيقى كي لا تختار المغرب فكان رد زياش قاسيا و رد عليهم بحمل العلم الوطني عبر صفحته بالفيسبوك مؤكدا مغربيته حتى و هو يتحمل استهدافه للاحقا ورشقه من طرف جماهير توينتي.
مع أمين حاريث الدرس مقلوب و الوفاء معكوس وصورة التضحيات فيها ضبابية كثيفة لأن حاريث ينتظر نداء ديشامب و إن لم يناديه المونديال و المنتخب الأولمبي الفرنسي سيختار المغرب و هذا أمر لا أقبل به شخصيا .
أن يكون الأسود هم الخيار الثاني لأي لاعب في العالم مهما علا شأنه أو انخفض فهذا يغنينا عن هذا اللاعب كيفما كانت قيمته و زياش قدم الدرس في هذا الصدد.
المترددون لا يمكنك أن تعول عليهم و آخرهم سفيان بوفال الذي حضر بالتردد وتردده كان سببا في جعله يتخوف من الكان الذي احتضنه الغابون.
الوطن يقول لك ياحاريث" إني خيرتك فاختار لا يوجد قميص أوسط بين الجنة و النار " كما قال نزار قباني فلا مجال لقياس قميص الأسود مع أي كان و لو كان ديكا أزرق؟