فرض الحارس عصام الحضري (44 عاما) نفسه نجما مطلقا للمنتخب المصري الذي يدافع عن ألوانه منذ عام 1996، وأحد أبرز نجومه على مر التاريخ، بعدما ساهم بشكل اساسي في بلوغه نهائي كأس الامم الافريقية 2017.
وتلقى الحضري هدفا واحدا في البطولة، وصد ركلتين ترجيحيتن في نصف النهائي في مواجهة بوركينا فاسو.
والحضري هو الوحيد من تشكيلة العصر الذهبي للمنتخب الذي هيمن على كرة القدم الافريقية، وشارك في احراز منتخب بلاده اربعة من القابه السبعة في البطولة الافريقية، اعوام 1998، 2006، 2008، و2010، قبل ان تغيب مصر عن البطولة لثلاث نسخ متتالية.
وفي مشاركته الثامنة، كان الحارس المخضرم احتياطيا لأحمد الشناوي، الا انه دخل بديلا منه في الشوط الاول للمباراة الافتتاحية امام مالي، ليصبح اكبر لاعب سنا في تاريخ البطولة.
ويحمل الحضري مع مواطنه أحمد حسن الرقم القياسي في عدد الالقاب القارية برصيد اربعة لكل منهما. وبات قائد المنتخب ثالث لاعب يخوض اكثر من 150 مباراة دولية.
ويكبر الحضري المولود في 15 يناير 1973، معظم لاعبي المنتخب الحالي، بزهاء 20 عاما.
وقال في تصريحات خلال هذه البطولة "انا لست فقط قائدا للمنتخب، انا اعتبر نفسي اخا كبيرا لهم، وانا هنا في خدمتهم، اني اساعدهم وهم يساعدوني لنصل الى الهدف الذي هو في الاول والاخير ان يبقى منتخب مصر في المكانة الطبيعية وان نفوز بالكأس".
حافظ الحضري في هذه البطولة على نظافة شباكه مدة 433 دقيقة، ولم يتلق الهدف الاول (والوحيد) سوى في الشوط الثاني من نصف النهائي امام بوركينا فاسو، وهي المباراة التي ضمن فيها بصده ركلتين ترجيحيتين بيده اليمنى، تأهل منتخب بلاده الذي أضاع الركلة الاولى.
وكرر الحضري بذلك انجازه في نهائي 2006، عندما صد ركلتين ترجيحيتين لساحل العاج، ما ادى لاحراز مصر اللقب (4-2).
وحافظ الحارس القوي البنية على شباكه نظيفة في البطولة الافريقية لمدة 653 دقيقة متواصلة (منذ 2010)، قبل هدف البوركيني اريستيد بانسيه، والذي اتى بعد فشل الدفاع في تشتيت تمريرة عرضية.
ويشدد الحضري على امتلاك المنتخب المصري لميزة لا تتغير بتغير الاجيال، الا وهي "اصرار كل اللاعبين وهدفهم احراز الكأس".
اضاف "في ما يخصني، فاضافة الى الخبرة انا اجتهد واتعب لان الخبرة وحدها لا تكفي اذا لم تكن مقرونة بالجد والعمل".
ابتعد عن المنتخب لزهاء عامين، قبل ان يعيد المدرب الارجنتيني هكتور كوبر استدعاءه مطلع العام 2016. وبعد مشاركته في مباراة حاسمة من التصفيات لكأس افريقيا امام تنزانيا (2-صفر) في حزيران/يونيو 2016، اكد الحضري انه لا يهاب السن.
وقال الحضري حينها "لا اقلق من العمر. أشعر كأنني في العشرين".
بدأ مسيرته مع نادي دمياط في الدرجة الثانية، ولعب معه بعدها في الدرجة الاولى حتى 1996. انتقل بعدها الى الاهلي حيث سطع نجمه، واحرز سبعة القاب في الدوري المصري واربعة في الكأس وثلاثة في الكأس السوبر، وثلاثة القاب في دوري ابطال افريقيا.
في 2008، انضم الى نادي سيون السويسري، قبل العودة الى مصر مع الاسماعيلي صيف 2009. وتنقل بعد ذلك بين اندية مصرية ونادي المريخ السوداني، وعاد في صيف 2015 الى وادي دجلة المصري، بعد تجربة اولى معه في العام السابق.
ولا يخفي مدربون عملوا مع الحضري، اجتهاده الكبير.
ويقول الفرنسي باتريس كارترون الذي عمل معه في وادي دجلة، ان الحضري "يصل الى التدريب قبل ساعة ونصف ساعة من الجميع للقيام بعمليات الاحماء"، وانه "يقوم بالامر نفسه في ختام النهار".
ويوضح انه في ظل زحمة القاهرة "تحتاج احيانا الى زهاء ثلاث ساعات للوصول الى التدريب بسبب الازدحام. كان اللاعب الوحيد بحسب معرفتي الذي يقيم في شقة صغيرة مجاورة للملعب لتفادي القيادة لوقت طويل، بينما اقامت زوجته واولاده في منزل كبير أبعد".
وفي تصريحات العام الماضي، قال عنه مدرب حراس المرمى في المنتخب المصري احمد ناجي "انه من افضل حراس المرمى في مصر وافريقيا. اعتقد بانه يستطيع اللعب حتى سن الخمسين وان حلمه بالمشاركة في المونديال قد يصبح حقيقة".
ولم يخف الحضري توقه للمشاركة في كأس العالم التي شاركت فيها بلاده للمرة الاخيرة في 1990. ويأمل في ان تتاح له الفرصة في مونديال روسيا 2018، حينما سيكون في الخامسة والاربعين من العمر، ويصبح اكبر لاعب في التاريخ يشارك في النهائيات (يحمل الرقم القياسي الحارس الكولومبي فريد موندراغون، 43 عاما وثلاثة ايام).
وقد يتحول هذا الحلم الى حقيقة، اذ تتصدر مصر المجموعة الافريقية الخامسة برصيد 6 نقاط من فوزين، امام اوغندا (4 نقاط) وغانا (نقطة واحدة) والكونغو (دون نقاط).
وقال الحضري "سأناضل من اجل المشاركة في المونديال، لقد حان الوقت وهذا ما اقوله في قرارة نفسي كل صباح وقبل كل حصة تدريبية، انه هدفي الاكبر الان".
وتابع "لا اريد ان افقد الامل بالمشاركة في كاس العالم، ولن اتراجع عن هذا الهدف، وسأواصل العمل الشاق من اجل تحقيقه"، مؤكدا انه حتى في حال عدم مشاركته شخصيا، سيقدم كل ما في جعبته لمصر لضمان تأهلها "واعتزل بعد ذلك".