مباراة قوية تلك التي ستعرفها المجموعة الثالثة في جولتها الثانية، عندما يصطدم المنتخب الإيفواري بالكونغو الديموقراطية، مباراة تعد بالشيء الكثير في ظل رغبة كل منتخب في تسجيل نتيجة إيجابية، سواء منتخب الأفيال الباحث عن انتصاره الأول أو الفهود الكونغولية التي تسعى لتكريس فوزها على المغرب.
بداية بطل
يعرف منتخب الكوت ديفوار أنه دخل المنافسة وهو يحمل ثوب البطل، بعدما فاز في آخر نسخة إفريقية، لذلك يعرف أنه ستسلط عليه الأضواء وسيكون محط انتباه المتتبعين والأكيد أن منتخب الأفيال يشعر بكثير من الحسرة بسبب البداية المخيبة له، عندما تعادل من دون أهداف أمام طوغو.
والواقع أن النتيجة ليست هي التي أصابت عشاق ومكونات المنتخب الإيفواري، ولكن المستوى الذي قدمه اللاعبون في المباراة هو ما طرح أسئلة كثيرة حول قدرة هذا المنتخب على الفوز على لقب ولعب أدوار طلائعية كما عودنا.
حصان أسود
ربما لا يضع الكثيرون المنتخب الكونغولي في قمة هذه المجموعة ولا من المنتخبات التي لها حظوظا قوية من أجل التأهل إلى الدور الموالي، لكن البداية المثالية التي وقع عليها هذا المنتخب تؤكد أنه جاهز للمنافسة، ولما لا يحمل وشاح الحصان الأسود في المنافسة، خاصة أن هذا المنتخب عودنا ليتألق  على غرار نسختي 2012 و2015 عندما بلغ نصف النهائي، لذلك يخطط من دون شك لإعادة نفس السيناريو بدليل أنه حقق ثلاث نقاط مهمة في مباراته الأولى أمام المغرب بهدف للاشيء، فوز من شأنه أن يكون له تأثير إيجابي على اللاعبين.
الأفيال في مأزق
كان للمدرب الفرنسي حق أن يبدي قلقه على لاعبيه الإيفواريين بعدما رضوا بالتعادل وقدموا مستوى متواضعا، لأن يدرك أن المهمة ستصبح صعبة بعد اقتسام النقاط وعدم تحقيق الانتصار الذي خطط له، حيث سيكون لزاما عليه تعويض ما فات وتحقيق نتيجتين إيجابيتين أمام توغو والمغرب، بل لم يعد هناك مجال للخطأ وهو ما سيزيد من الضغط على منتخبه.
المنتخب الإيفواري سيكون معني بالمباراة القادمة، وربما سيكون أكثر المنتخبات ضغطا في المجموعة، لأنه مرشح فوق العادة من أجل التأهل للدور الموالي.
هل تحضر المفاجأة؟
سيدخل منتخب الكونغو مزهوا بفوزه الأول على المغرب وفي جيبه ثلاث نقاط ثمينة، وهي الخطوة التي قد تلعب لصالح الكونغوليين أمام الكوت ديفوار، حيث سيكون الضغط أكثر على الأفيال لأنهم معنيين أكثر بالفوز في المباراة، بل حتى التعادل في رأيهم لا يخدم مصالحهم، لأنهم على علم بأن المباراة الأخيرة ستجمعهم بالمنتخب المغربي الذي يعيش وضعية مقلقة هو الآخر.
والأكيد أن دوسايي مدرب منتخب الكوت ديفوار يدرك أنه مطالب بتصحيح مجموعة من الأمور بفريقه، في ظل المستوى المتواضع الذي قدمه، خاصة على مستوى الوسط وكذا الهجوم، خاصة أنه سيكون معنيا بالتسجيل.
وينتظر أن يلعب المنتخب الكونغولي بطريقة دفاعية وباحتياط كبير، حيث سيترك من دون شك المبادرة للإيفواريين، لأنه يعلم أنهم على الورق مرشحين للفوز، فهل سينجح الأفيال في إسقاط نمور الكونغو العنيدة؟