تعالوا لنفرد تفاصيل صولة هذا المنتخب الراعد بنتائجه الكبيرة والرائعة على كل المستويات من دون أن يكون موضوع افستقالة الفورية، فهود الكونغو أصحاب الإنجازات الأخيرة في الكان والشان، لا يمزحون ولا ينظرون إلى الأقوياء بالتنازل والفشل، بل يقاومون ويناقشون وينبشون ويفاجئون، الحذر طبعا في أن هذا المنتخب يملك لاعبين عاديين ولكن مؤطرين بالثقافة الكروي الإفريقية ولهم دوليين في أندية أوروبية عادية، لكنهم يظلون كبارا في الساحة، طبعا يبدو الأمر صعبا على المغرب لأنه عبر مع هذا المنتخب في كثير من الصدف على لغة التعادل.
الفهود بعنوان الفوز باللقب
يصنف منتخب الفهود الكونغولية ضمن خانة الفرق التي ستلعب على اللقب القاري حتى ولو كان ضمن مجموعة المغرب التي تضم منتخبات من طينة منتخبات الألقاب وبالتأكيد ستكون الدورة 31 بالغابون حاسمة لمجموع المنتخبات الإفريقية أبرزها بالفعل منتخب الكونغو الديموقراطية المصنف مع الأقوياء للوصول إلى الأدوار النهائية بالنظر إلى واجهة الأحداث التي رسمها في النهائيات الماضية عندما وصل إلى نصف النهائي وحاز على المقعد الثالث في إشارة لمواصلة نفس المطامح وبشكل أعلى حتى ولو كان المنتخب الإيفواري حاضرا للدفاع عن لقب في النسخة الماضية، يأتي هذا الإعتراف كون فهود الغابون حققوا مسارا جيدا في الإقصائيات وتصدروا المجموعة أمام كل من أنغولا ومدغشقر وإفريقيا الوسطى أداء وقوة على كل الواجهات وسجلوا 16 هدفا توالوا عليها كل من بوطاكا (2) وبكامبو(3) وندومبي (2) ومبوكو(2) وبولينغي جوناتان (2) وكيبانو نيسكنس (1)، كل هؤلاء حاضرون بـ«الكان» فيما غابت أسماء سجلت أيضا في الإقصائيات أمثال بوليز (1) وكيمواكي (2) وإيليا. 
أسلحة الكونغو
يظهر منتخب الفهود من خلال الإحصائيات المسجلة من حيازته على الميدالية البرونزية أو المركز الثالث في النهائيات السابقة موازاة مع سباقه الجديد الذي عينه كما قلت متصدرا للمجموعة التي أهلته لنهائيات الغابون مثلما يكرس ذات التفوق في الإقصائيات الخاصة بكأس العالم واحدا من أقوى المنتخبات على صعيد الأرقام التي سجلها بخط هجومي كبير في مجموع ست مباريات سجل خلالها 16 هدفا مع دفاع شرس وحراسة مؤمنة، فضلا عن ذات الإيقاع الذي يسير به في منافسة مجموعة كأس العالم ويظهر تلاحم المجموعة المتكاملة للكونغو في تناسقها الدفاعي وترابطها الهجومي مع توحد الوجوه المعروفة على مستوى الخط الهجومي وتظهر الأرقام التهديفية شكل الجماعية المطلقة لكل الوجوه التي سجلت الأهداف من الوسط حتى الهجوم وهي نقطة القوة في المنتخب من الأسماء المذكورة ذات الرعب التهديفي، هذه الخاصية ربما لا يقرأها هيرفي رونار فيما لم يساير الأرقام التي سجلها في الإقصائيات ومدى حرص ذات المنتخب على نواته الأصلية.
لا مشكلة في الغيابات
وحتى إن تقلصت أدوات الكونغو من خلال بعض الإصابات أبرزها قائد الكثيبة الهجومية النجم المحترف  يانيك بوليز مهاجم وصانع ألعاب نادي إفرطون الأنجليزي، المهاجم أفوبي بنيك المحترف بنادي بورنيموت الأنجليزي لدواعي الإصابة أيضا مناصفة مع الغياب الكبير لرجل متوسط الدفاع الرئيسي بادو بومبونغا الدي يلعب لنادي أيس في كلوب الكونغولي، لا يبدو الأمر شائكا لهذه الدرجة وبخاصة النجم بوليز كصانع ألعاب وهداف من الطراز العالي، إذ معايير مسار منتخب الكونغو لا يقتصر على لاعب واحد ما دام الفريق يسجل بخطيه الوسط والهجوم حسب التشريح الدقيق للإحصائيات التي تقول بتناغم الوسط مع الهجوم، ما يعني أنه حتى في غياب هذا الثلاثي لن يؤثر ذلك على المجموعة وعلى التوازنات البشرية، قياسا مع استعراض الخلف الموجود داخل التشكيل.
قالها إبينغي 
في كثير من تصريحات الناخب الوطني فلوران إبينغي، يرى الرجل أن الإنجاز المثير الذي حققه في الكأس الماضية بحصوله على المركز الثالث في «الكان» ثم إضافة لقب آخر في «الشان» الأخير بالفريق المحلي لم يأت من عبث ولكن من العمل في العمق سواء بالعناية التامة بالبطولة الكونغولية التي حققت الفوز بالشان بعناصر محلية، ثم الإعتماد على عيارات مازيمبي وتوابل أندية أخرى داخل عرين الفهود حتى وإن كان يمثلها 18 محترفا من أوروبا والخليج وبأندية ليست بمعيار الأفضلية بأوروبا كما هو موجود في القائمة ومدى قدرة الجميع على المشاركة التنافسية والمنافسة على المكانة داخل المنتخب، لذلك يرى الناخب نفسه لاعبا وعميدا ومقاتلا من أجل الفوز بشيء ما، كما حصل عليه مرتين مع الفريق الأول والثاني.
المغرب.. بداية مطلة على الأفق 
مثلما يقرأ رونار خصمه الأول، ينبش إبينغي أوراق رونار الذي يكتشف معه منتخبا جديدا بهوية المفاجأة سيما وأن رونار في منظور إبينغي رجل الألقاب، لكن الأخير يعتبر نفسه في بداية الطريق نحو الألقاب، لذلك سيكون على الكونغو أن ترسم البداية مثل الجحيم والشراسة التي قال عنها الناخب عندما خسر أمام الكامرون وديا في المعسكر الأخير أن منتخبه افتقد لذلك ومن الواجب أن يفوز على المغرب مستعملا الأسلحة البدنية وإرادة الفوز المعنوية والذهنية وتجييش الفريق بالمعدات التكتيكية وهذه هي القراءة الجوهرية للكونغو في أول محطة اعتبرت نفسية في المقام الأول بالنظر إلى توصل المنتخب بكافة مكافأته ومستحقاته ومرور معسكره في أحسن الظروف.
أوراق الكونغو الملعوبة 
دفاعيا يحرص الناخب على التوليفة الرسمية المتكونة من ماتامبي كحارس وهو من مازيمبي ، يليه دفاع تقليدي بعناصره المعروفة، إيساما كمدافع أيمن (مازيمبي) وجويس لوماليسا (أس في كلوب الكونغولي) الفائز كأفضل مدافع أيسر بالبطولة وتيسيراند (إنغلوشطاد الألماني) وغابرييل زاكواني (نورتامبتون الأنجليزي ) في متوسط الدفاع، هذا الخط هو الأوفر حظ ليلعب أمام المغرب وعلى مستوى الوسط تتعدد الأوراق لدى الناخب لأن الرباعي المعروف مبوكو(باناثينايكوس اليوناني) وريمي مولومبا (غازليك أجاكسيو الفرنسي) وجاكا ماغوما  (بيرمنغام الأنجليزي) وجوردان بوطاكا (شارلطون الأنجليزي) ستكون عياراته على هذا النوع أو إضافة ملح في الأطراف، علما أن بوطاكا يلعب من جهة الجناح الأيمن وبوليز الغائب قد يعوضه مبوكو، فيما سيقتصر دور الارتداد بين مولومبا وماغوما، أما الخط الهجومي الثنائي فلن يخرج طبعا عن سيدريك باكامبو (فيا ريال الإسباني  وندومبي بولينغي هداف الأهلي القطري، هذه الأدوات ستكون حاضرة بنسبة عالية إلا باستثناءات اختيارية على مستوى النهج الذي يراه لائقا بالوجوه التي سيعتمدها مع أنه يعتمد عادة على هذا التشكيل الإستراتيجي.
سيدريك مفتاح الكونغو
نتفق على أن الكونغو الديموقراطي فقدت نوعية خاصة في الهجوم بعد إصابة يانيك بوليز، ونتفق أيضا على أن الفريق سيجد ضالته في البديل والمعادلة للدولي سيدريك باكامبو الهداف بدون نقاش مع المنتخب وفيا ريال الذي كان هدافه العام الماضي بـ 12 هدفا قبل أن يتراجع هذا الموسم بهدفين في مرحلة الذهاب، لكن في ظرف سنة ونصف سجل 25 هدفا بإسبانيا ويبدو الأمر موضوعا على أكتافه خلال هذه الكان إلى جانب الهدافين الآخرين بوطاكا وندومبي وبولينغي، إلا أن هذه الحثمية لا يمكن أن تكون مفتاحا إلا من صناع آخرين في شخص رئة الوسط القشاش يوسف مولومبو والرجل الذي لا يكل ولا يهدأ طيلة فترات المباراة لدرجة ربح ثقة الناخب إلى جانب نيسكنس كيبانو نجم فولام الإنجليزي والمعروف كصانع الألعاب المفترض أن يكون أيضا من الأوراق الملعوبة.