لو أشارك في «الكان» سأكسب الرهان
مخطئ من باع جلد الفتح مبكرا والإياب اختصاصنا
تحدثنا عنه مرارا وقلنا أن الوجه المنسي في معادلة اختيارات هيرفي رونار للاعبي البطولة في عديد معسكرات الفريق الوطني، إنه محمد ناهيري لاعب الفتح الرباطي، حتى لا نقول مدافعه لأنه لاعب باختصاصات متعددة وناذرا ما يطلع بدور واحد.
ناهيري جلاد الحراس، المدفعجي واللاعب الذي يذكرنا بالزمن الجميل وخصال نكاد نجمع على أنها انقرضت في البطولة من خلال اندثار ذلك من يسددون ومن مسافات بعيدة باتجاه المرمى.
كنا سباقين لحواره وهو يتلقى الخبر السار الذي جعله يطير فرحا بأن تواجد في قائمة الأسود الموسعة ومن الذين سيسافرون لدولة الإمارات لمعسكر الفريق الوطني على أمل أن يزكي الدعوة بالمشاركة في «الكان».
كواليس وأسرار الإستدعاء، رهانات المدافع الهداف، كلمة السر في أهدافه و طموحاته كلها أمور يكشفها محمد ناهيري برومانسية هادئة تختلف عن شراسته وهو يدمر أحصنة دفاع المنافسين.
- المنتخب: نستهل معك حوارنا هذا من حيث المستجد، وهذا المستجد هو تلقي ناديك خطابا من رونار والجامعة لتلتحق بالأسود في معسكر الإمارات أو حضورك في اللائحة الأولية، ما تعليقك؟
محمد ناهيري: لا يسعني بكل تأكيد إلا أن أكون سعيدا أولا وفخورا ثانيا بهذه الدعوة والتي جاءت لتكافئ مجهودات مواسم بذلت فيها الكثير من العرق و طورت من خلالها أدائي وارتقيت به كثيرا وهذا بشهادتكم وبشهادة مدربي السي الركراكي وزملائي، والحمد لله جاء التتويج بهذه الدعوة.
لا يهمني شكل الدعوة وهل هي نهائية أم مؤقتة، المهم أن إسمي يدخل ضمن حسابات السيد رونار وهو أمر يمثل لي الكثير كوني من القلة القليلة من لاعبي البطولة الذين وجدوا لهم مكانا بتشكيلة المنتخب المغربي، حيث يتواجد المحترفون بأوروبا وبقوة.
لذلك مرة أخرى أؤكد سعادتي وسروري بالخبر وبما بلغني وأنا دائما على استعداد لتقديم كل أملك لمنتخبات بلادي.
- المنتخب: لعبت للمحليين، وكنت موفقا خلال آخر مبارياته خاصة أمام الأردن بأكادير، هل فكرت يوما في أن تشملك دعوة رونار؟
محمد ناهيري: صدقني إن أكدت لك هذا، أنه كنت واثقا من أن رونار سيقوم باستدعائي عاجلا أو آجلا، لم يساورن شك في هذا وقاومت اليأس في فترة من الفترات لأني بلغت فيها قمة مستواي وتمكنت من الحضور بقوة ولم تشملن الدعوة.
لم أترك مجالا للإحباط ليجد طريقه لي لأنه لو فعلت كنت سأكون أنا هو الخاسر الأكبر، ظل إيماني قويا أن المكافأة ستصل حتما وعلى أن الناخب الوطني سيلتف لي ولم يخب ظني.
مسألة أخرى ينبغي ان أذكر بها وهو اني سبق لي وأن حملت قميص المنتخب الأول رفقة حسن بنعبيشة في مباراة الغابون الودية ومروري من المحليين كان يشعرني بأن دور الأسود سيأتي وهو ما حدث ولله الحمد.
- المنتخب: وماذا لو شملتك دعوة التواجد في الكان؟
محمد ناهيري: قطعا سأكون أسعد الناس وستكون أغلى وأجمل هدايا نهاية السنة وأنا رهن إشارة الناخب الوطني، وهذا الرهان الإفريقي لطالما شكل لي حلما ولطالما سعيت خلفه.
لا ترهبني المشاركة في «الكان» إن حظيت بشرف التواجد في اللائحة النهائية وأتمنى التواجد في معسكر الإمارات لأني على ثقة أني لن أترك هذه الفرصة تهرب مني ولن أتركها تفلت.
- المنتخب: تبدو واثقا من نفسك كثيرا، ما سر هذه الثقة العالية؟
محمد ناهيري: تواجدي في بيئة نقية ومحترفة هي الفتح الرباطي، حيث كل مقومات الإحتراف حاضرة، وتواجد مدرب عالي الكفاءة هو السيد وليد الركراكي والذي يعتبر بارعا على كافة المستويات التقني والذهني، جعلني مؤهلا لكل الأدوار وأكسبني كما أكسب زملائي بالفريق هذه الثقة.
إشتغالي بانضباط والجدية التي تحضر في التداريب والساعات الإضافية في المران لا يمكنها إلا أن تكسبني الثقة، كما لا يمكنها إلا أن تجعلني مؤهلا لكل الأدوار والتحديات ولو حظيت بشرف المشاركة بالكان وهو حق من حقوق كل لاعبي البطولة فأنا على يقين أنها ستكون شهادة ميلاد جديدة في مساري كلاعب.
- المنتخب: ألم تندم على عدم اختيارك في فترة سابقة للمنتخب الأول لتقدم نفسك ومعها أوراق اعتمادك لرونار؟
محمد ناهيري: الأمر ليس بيدي ولا أملكه «ووقت ما جاء الخير كينفع»، بالنسبة لي كرة القدم لم تعد فيها أسرار، هناك مباريات تعاد بأشرطة الفيديو والمدربون ينسقون ويتشاورون فيما بينهم، أنا لا أجد حرجا في أن رونار أعاد متابعتي في مباريات سابقة أو هو سأل عني.
حتى هذه اللحظة أنا مستعد لأي تحد كيفما كان نوعه وإن رأى الناخب الوطني أني أصلح للكان فسأقاتل لنيل رضاه ورضا الجماهير المغربية وإن لم يحالفن الحظ فلن أنزل يدي وسأظل بنفس الثقة والثبات.
- المنتخب: أي دور ترى أنه يليق بك رفقة الفريق الوطني طالما أنه يصعب علينا التعرف على حقيقة اختصاصك بالفتح الرباطي؟
محمد ناهيري: أعتقد أن هذه ميزة إضافية بالنسبة لي وليست عيبا، لأنه في زمن الإحتراف وما تعرفه الكرة العالمية من طفرة لم يعد هناك اختصاص محدد وأنا أجد متعة في تقمص كل الأدوار وما يطلبه مني المدرب.
مع الركراكي اشتغلت كثيرا على هذه الخاصية وطورت نفسي كثيرا، بل سأكشف لك سرا هو كوني سبق لي وأن شغلت دور حارس المرمى في إحدى المباريات بعد طرد الحارس.
في عديد المباريات طلب مني السي وليد أن ألعب مهاجما ثانيا ولعبت الدور وسجلت، أما باقي الأدوار التقليدية فلا يقلقني أن أتقمص كل أدوار الدفاع وخط الوسط، ولست مؤهلا للحديث عن الدور الذي رآني رونار لائقا له لأنه هو صاحب النظرة.
- المنتخب: نعود لخاصية مهمة ميزتك بالبطولة، التسجيل وبتسديدات قوية ومن مسافات بعيدة وبشكل مستنسخ ويكاد يتشابه، من أين لناهيري هذه الخاصية وهذا التميز؟
محمد ناهيري: لا توجد صدفة في الكرة كما في باقي مجالات الإبداع في الحياة، هناك موهبة ربانية هذا صحيح لكن هناك أيضا اجتهاد واشتغال على هذه الموهبة وهو ما قمت به طيلة السنوات السابقة.
لقد كسبت هذه الميزة منذ صغري وطورتها بشواطئ سيدي بوزيد بالجديدة، وعند إلتحاقي بالفتح عمل الركراكي بفضل خبرته على مساعدتي بساعات إضافية في التداريب قبل وبعد كل حصة، وأكاد أضيف في بعض الحصص ساعة على باقي الزملاء لتنمية هذه الخاصية والنتيجة تعرفونها.
- المنتخب: لكن التوفيق الذي يحالفك في جعل الكرة تستوطن المرمى هو ما يبدو مذهلا أليس كذلك؟
محمد ناهيري: هذا أمر يكتسب، ولو أن هذه أسرار يجب أن أحتفظ بها لكن لا بأس من عرضها للجمهور، فقبل التسديد يكون تركيزي كبيرا وعلى أعلى مستوياته، وأتوكل قبل شيء على الله سبحانه وتعالى لأن التوفيق كله بيديه بطبيعة الحال وأجعل «الكادر» أي المرمى هي هدفي وليس الحارس.
تكرار المسألة والعملية في التداريب بالإضافة لتقنيات لن أبوح بها على مستوى التمركز وطريقة التقدم للكرة وبعدها الدقة والقوة «وكيجيب الله التيسير»، وهذا ولله الحمد أكسبني شهرة عالمية كون أهدافي تشاهد عالميا في «اليوتوب» وبنفس الشكل الذي تشاهد به أهداف نجوم كبار على مستوى العالم.
- المنتخب: يبدو أنك في فترة زاهية، الفتح انتعش وأنت بالفريق الوطني؟
محمد ناهيري: هذا من فضل الله، بالنسبة للفتح فقد كنا واثقين داخل الفريق بكل مكوناته على أن ما حدث معنا هو مجرد سحابة صيف عابرة لا غير، وأن فريقا بمدرب رائع وإدارة محترفة ومجموعة متجانسة، لا يمكنه أن يظل في نفس دوامة النتائج السلبية.
من باع جلد الفتح وأعلنوا نهايته مبكرا كانوا مخطئين والدليل هو عودتنا ونحن الآن بوضع مثالي لإعلان أنفسنا بالبطولة، كما كان الأمر في السابق، وتزامن كل هذه الأخبار السارة والطيبة سواء تلك التي تتعلق بي أو بفريقي لا يمكنها إلا أن تزيد من مؤشر الثقة بالنفس بطبيعة الحال وتساعد على تطوير الأداء.
- المنتخب: أنت واثق من عودة الفتح إذن بالبطولة؟
محمد ناهيري: بكل تأكيد وهذا أمر لا يحتمل الشك، وتركيزنا منصب حاليا على المباريات المتبقية قبل مرحلة الذهاب وسنحاول الإقتراب أكثر ما يمكن من الصدارة وبعدها الكل يعرف الحكاية.
الحكاية هو أن الفتح هو فريق مرحلة الإياب بامتياز ومن شك عليه العودة للمواسم السابقة، وسنلعب بلا ضغوط وسنحاول أن نقدم في المرحلة الثانية إن شاء من البطولة أفضل بكثير مما قدمناه بالذهاب.
- المنتخب: إلى ما يطمح ناهيري؟
محمد ناهيري: بطبيعة الحال أن أكون من بين الأسماء الحاضرة بالكان وهذا تشريف لي ولفريقي الفتح وللاعبي البطولة، وأن يحالفني الحظ في بلوغ المونديال رفقة الفريق الوطني فهو حلم أي لاعب بسني، وبعدها يأتي رهان الإحتراف بأوروبا.
حققت مع الفتح الرباطي لقبين ولله الحمد ونلت رضا وإشادة الجماهير والصحافة، وأنا أضع التواضع شعاري في الحياة وليس الممارسة فحسب وكل مرة أقول أني ما زلت في البداية وعلي بذل المزيد.
- المنتخب: هناك من يرى أنك مأخوذ بلاعب ريال مدريد رونالدو في كثير من تفصيلاته وتحاول محاكاته في تقليعته وتحركاته وحتى طريقة التسديد في الكرات الثابتة ما تعليقك؟
محمد ناهيري: ممكن أن يكون هذا صحيحا ويشرفني أن أقلد هذا اللاعب الذي أعتبره الأفضل في العالم، وبالنسبة لأبناء جيلي فأنا أعتقد أن رونالدو لاعب ريال مدريد هو أفضل اللاعبين والهدافين على الإطلاق.
نفس «اليوتوب» حمل ناهيري ليتعرف على من يكون فان باسطن الذي شبه النقاد هدفه بمرمى الكوكب الموسم المنصرم بهدفه بمرمى الإتحاد السوفياتي سابقا بيورو ألمانيا.
ورغم ذلك أحاول أن أظل محمد ناهيري ولد الجديدة والمغربي الأصيل المتشبث بمغربيته وأتمنى صادقا أن أمثل للمواهب الصاعدة القدوة الحسنة أخلاقا وكرة وكل الشكر لكم على الإستضافة.