مفارقة غريبة تلك التي يعيشها الدفاع الحسني الجديدي هذا الموسم ،ذلك أنه بالرغم من مساره الرائع في البطولة الوطنية الاحترافية "اتصالات المغرب"  والذي بوأه قبل دورتين الصدارة وبكامل الجدارة متقدما على أندية كلاسيكية قوية، والمستوى الكبير الذي يقدمه لاعبوه بشهادة كل المتتبعين للشأن الكروي الوطني ، فإن هذا الحضور المتميز لفارس دكالة لا يوازيه أي تحول أو نقلة نوعية على مستوى المتابعة الجماهيرية لمبارياته التي تظل حتى الآن ضعيفة مقارنة مع النتائج الباهرة التي يسجلها في البطولة الحالية ، فمعظم المباريات السابقة التي خاضها الدفاع بملعب العبدي دارت أمام مدرجات شبه فارغة إلا من بعض العاشقين المتيمين بحب " المهيبيلة" كما يلقبها أنصارها ، الذين يواظبون على الحضور لتقديم الدعم المعنوي للاعبين ، وهو مشهد مستفز حقا ، ولا يشرف فريقا عريقا بحجم الدفاع الحسني الجديدي الذي نعلم جيدا أنه يتوفر على قاعدة جماهيرية واسعة ومناصرين كثر في الجديدة وخارجها ، لغاية الأسف أداروا ظهورهم لملعب العبدي وقاطعوا مدرجاته بدون سابق اشعار أو انذار ، صحيح أن بعض الفئات من الجماهير الدكالية تتحجج بافتقاد الملعب للمرافق الضرورية التي تتيح لها متابعة المباراة في ظروف جيدة. .، إلا أن ذلك لا يشكل مبررا معقولا لهاته المقاطعة التي أقلقت اللاعبين وأفراد الطاقم التقني ودفعتهم إلى توجيه نداءاتهم المتكررة عبر وسائل الاعلام الوطنية للجماهير من أجل العودة إلى ملعب العبدي لتلعب دور اللاعب رقم 12 كمحفز أساسي لهم في سباقهم نحو اللقب الذي تشرئب إليه أعناق الجديديين ، وفي ظل هذا العزوف الجماهيري تبرز ظاهرة مشينة تضر بمصلحة ومالية الفريق وتتمثل في اصرار بعض الاشخاص الذين يدعون حب الدفاع حتى النخاع -سامحهم الله- على ولوج الملعب مجانا ،ويدفعون" الجبهة" بدل ثمن التذكرة ، مساندين من قبل بعض اللاعبين والمسؤولين المتورطين في هاته العملية عن سبق اصرار وترصد.
إن بلوغ الدفاع البوديوم حلم مشروع لكل الدكاليين ، إلا أنه لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع بعرق اللاعبين ومجهود المدربين والمسيرين في غياب مكون أساسي في اللعبة وهو الجمهور الذي إن واصل عزوفه عن الملعب ستجهض معه كل الآمال ولن يلوم أحد اللاعبين غدا على ضياع اللقب لقدر الله.