عزوف الجمهور عن مدرجات ملعب العبدي لا مبرر له

من حق الجديدة أن تفتخر اليوم بفريقها المحلي الذي عاد بقوة إلى الواجهة بعدما انقض على صدارة ترتيب البطولة الوطنية الاحترافية «اتصالات المغرب»، ساحبا البساط من تحت أقدام الوداد الرياضي الذي كان يقود البطولة لعدة دورات، وهاته المرتبة المشرفة تعد تتويجا فعليا للمسار الناجح الذي بصم عليه الدفاع خلال المباريات السابقة، والذي يبعث على التفاؤل بموسم استثنائي ينافس خلاله فارس دكالة وبجدية على الدرع الفضي الذي استعصى على كل الأجيال الكروية السابقة التي دافعت عن ألوان الدفاع منذ خمسينيات القرن الماضي القبض عليه ، ومن بين العناصر المتألقة التي كانت مساهمتها بارزة في هذه القفزة النوعية للفريق الجديدي لاعب خط الوسط وجندي الإرتكاز محمد علي با معمر أو (با عمر) كما يحلو لمدربه طاليب تسميته، لاعب يحرث الملعب طولا وعرضا لتقديم الدعم لزملائه، وتنحصر مهمة ابن (الماص) الذي فاز معه قبل مواسم بالثلاثية التاريخية، إلى جانب افتكاك الكرة من الخصم، التنسيق بين خطي الدفاع والهجوم ، وتساعده في ذلك لياقته البدنية العالية التي تعد أحد نقاط قوته.
في هذا الحوار المتعدد المحطات، يكشف الأسمراني با معمر  عبر صحيفة «المنتخب» عن سر الصحوة القوية للدفاع الحسني الجديدي، ويحدد سقف أحلام هذا الأخير في البطولة الحالية، إلى جانب مواضيع أخرى تهم مشواره الكروي  الذي لا يخلو من المطبات.

- المنتخب: لا أحد كان يتوقع أن يظهر الدفاع الحسني الجديدي بالصورة التي عليها الآن، وهو الذي كان مهددا في آخر موسم بالنزول إلى القسم الثاني، ما السر في هاته الصحوة القوية لفريقكم هذا الموسم؟

ADVERTISEMENTS

با معمر: ليس في الأمر سر معين، لكن ما أستطيع قوله هو أنه تغيرت العديد من الأشياء داخل الفريق الدكالي الذي تجاوز سلبيات الماضي، ولم يسقط في نفس أخطائه السابقة، وذلك من خلال تجديد الثقة في أعضاء الطاقم التقني حفاظا على الإستقرار داخل الجهاز التدريبي للفريق، كما أن اللاعبين الشبان الذين خانتهم التجربة في آخر موسم لصغر سنهم استأنسوا بأجواء الكبار، ومن ثمة بلغ الدفاع الجديدي اليوم درجة عالية من التجانس والتناغم بين لاعبيه، والذي كانت قد ظهرت أولى ملامحه في الشطر الثاني من البطولة المنصرمة الذي تمكننا خلاله من إخراج الفريق من أزمة نتائجه السلبية وتأمين مكانته بالبطولة الاحترافية، وقد سار الدفاع على نفس المنوال هذا الموسم، مما جعله يجني حاليا ثمار العمل الدؤوب والصبر المتواصل لكل مكونات الفريق بدون استثناء ، وأخص بالذكر هنا إلى جانب اللاعبين طبعا ، أفراد الطاقمين التقني والطبي الذين يبذلون كل ما في وسعهم حتى يكون الفريق في كامل جاهزيته البدنية خلال منافسات البطولة الوطنية.

- المنتخب: حملت الدورة 12 أخبارا سارة لفريقكم الذي اعتلى صدارة الترتيب لأول مرة في بطولة هذا الموسم، ومن ثمة سحبتم البساط من تحت أقدام الوداد الرياضي الذي كان يقود القافلة لعدة دورات، كيف تلقيتم هذا الخبر السعيد؟

با معمر: الحمد لله سعادتنا لا توصف، لأننا تمكننا من بلوغ قمة ترتيب البطولة الإحترافية عن جدارة واستحقاق، خاصة بعد المشوار الطيب الذي بصم عليه الفريق الدكالي الذي راكم سلسلة انتصاراته المستحقة في المباريات الأربعة الأخيرة والتي قادته نحو الصدارة، واستفدنا أيضا من تعادل الزعيم الوداد الرياضي في مباراته ضد حسنية أكادير، علما أننا حققنا فوزا صعبا أمام شباب خنيفرة الذي خلق لنا مشاكل كبيرة على أرضنا . وبالطبع كل مكونات الفريق سعيدة جدا بهاته المرتبة المشرفة التي لم يبلغها الدفاع الجديدي على ما أعتقد منذ سبع سنوات تقريبا، وأتمنى أن نحافظ على نسقنا التصاعدي والسير على نفس المنوال، لأن الصعود إلى القمة أمر سهل لكن البقاء فيها صعب، خاصة وأن الفارق حاليا بيننا وبين المطاردين بسيط جدا ولا يتعدى نقطة واحدة قابلة للذوبان في أي لحظة، لذلك ينتظرنا عمل شاق ومجهود كبير للحفاظ على موقعنا في الصدارة التي لن ندعها تفلت من بين أيدينا.

- المنتخب: ألا تتخوفون أن يزيد تصدر الدفاع مبكرا للبطولة الضغط على اللاعبين، خاصة وأن معظم عناصر الفريق شابة تفتقد للتجربة الكافية في البطولة الاحترافية ؟

با معمر: لا أعتقد أن تصدرنا لسبورة الترتيب مبكرا سيضعنا تحت ضغط نفسي رهيب، بالعكس أرى أن هاته المرتبة المشرفة ستشكل حافزا معنويا قويا للفريق الجديدي وتمنح ثقة كبيرة في النفس للاعبين، وستزيد من حماسهم في قادم المباريات التي سنناقشها إن شاء الله بنفس الجدية وبنفس الروح القتالية لتحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعزز موقع الفريق الدكالي في الطليعة، لأن لدينا مجموعة قادرة على رفع التحدي وكسب الرهان. 

- المنتخب: تلقيتم صدمتين هذا الموسم، الأولى في مستهل البطولة عندما تعرض الدفاع لهزيمة قاسية برباعية بطنجة، والثانية إقصاؤكم من نصف نهاية كأس العرش أمام أولمبيك آسفي، إلا أن هاتين الكبوتين لم ينالا من عزيمتكم، كيف تفسرون ذلك؟

با معمر: صحيح، أننا استهلينا منافسات هذا الموسم بشكل سيء بتعرضنا لخسارة أمام اتحاد طنجة وبحصة عريضة لا أحد كان ينتظرها قياسا بالإستعدادات الجيدة التي قام بها الفريق  تحت قيادة المدرب عبد الرحيم طاليب، ولا أخفيكم سرا أننا استفدنا كثيرا من هاته الخسارة التي كانت في صالحنا وجعلت الفريق يعيد النظر في العديد من الأشياء السلبية التي برزت في هاته المباراة التي أيقظت اللاعبين، والحمد لله قمنا بتصحيح بعض الأخطاء في المباريات الموالية التي حققنا فيها نتائج إيجابية بفضل العزيمة القوية للمجموعة الجديدية الطموحة التي لم تتأثر بسقطة البداية، كما تلقينا صفعة ثانية قوية وهذه المرة في مسابقة كأس العرش التي خرجنا منها في دور نصف النهاية أمام أولمبيك آسفي، مع أننا كنا حققنا الفوز في لقاء الذهاب بهدف لصفر، لكن قدر الله ما شاء فعل ولم يكتب لنا المرور إلى النهاية الحالمة، والحمد لله تجاوزنا بسرعة آثار الاقصاء من الكأس الفضية الذي كان عسيرا على الهضم بتحقيقنا في المباراة الموالية لفوز صعب في البطولة على المغرب التطواني قدمناه كهدية للجمهور الدكالي، وأكدنا من خلاله للجميع على أن فريق الدفاع رغم صغر سن لاعبيه فهو يملك شخصية قوية ولا يتأثر سلبيا بمثل هات الهزات التي تبقى واردة في كرة القدم.

- المنتخب: بصراحة، هل يملك الدفاع الجديدي هذا الموسم كل المقومات للمنافسة على لقب البطولة؟

با معمر: من الناحية البشرية، أستطيع القول أن لدينا مجموعة شابة ومتجانسة تجمع بين الخبرة والفتوة ستقول كلمتها، جميع اللاعبين يتمرنون بكل جدية ويجتهدون لتقديم الأفضل في المباريات ولهم طموح كبير لتحقيق اللقب وإهدائه للجماهير الدكالية، وهو حلم مشروع بطبيعة الحال لأي لاعب، لكن صدقني لا نفكر حاليا في اللقب، لأن الحديث عنه أمر سابق لأوانه، خصوصا وأن البطولة الوطنية لم تنه بعد شطرها الأول، ولم تتضح ملامح البطل أو على الأقل المرشحون للمنافسة على الدرع الفضي، بدليل أن هناك تقارب كبير في النقاط بين مجموعة من الفرق، نحن نناقش مباراة بمباراة لكسب النقاط ونتفادى الحديث عن لقب البطولة في الوقت الراهن، كي نبعد عنا الضغط، وأتمنى أن نحافظ على مسارنا الإيجابي في المباريات القادمة، ونخوضها بنفس الطموح والإرادة والحماس، وإذا كان اللقب في متناولنا فمرحبا به.

- المنتخب: هل كان للمدرب عبد الرحيم طاليب نصيبا في التحول الإيجابي الذي عاشه فارس دكالة هذا الموسم؟

با معمر: بطبيعة الحال، كانت للمدرب عبد الرحيم طاليب بصمته الواضحة على الفريق الدكالي وساهم بشكل كبير في رسم تحول إيجابي في مساره داخل البطولة الوطنية، وهذا لا أحد ينكره، نتذكر جميعا أن عند قدومه وسط الموسم المنصرم للجديدة كان فريقها المحلي يقبع في قاع الترتيب، واستطاع بحنكته وتجربته قيادته نحو الانعتاق من النزول إلى القسم الثاني، وأثبت هذا الموسم كفاءته من خلال النتائج الطيبة التي حققها مع الفريق سواء في منافسات كأس العرش أو البطولة الوطنية، لذلك أؤكد أن للمدرب طاليب بصمته الخاصة، حيث زرع روحا جديدة في المجوعة الجديدية واستطاع بطريقته الاحترافية خلق أجواء حماسية مشجعة للاعبين على التألق.

- المنتخب: الملاحظ أنه بالرغم من المسيرة المتميزة للدفاع هذا الموسم، هناك اقبال ضعيف للجمهور الدكالي على ملعب العبدي، ألا يحز في نفوسكم كلاعبين هذا العزوف الجماهيري المستفز؟

با معمر: بالطبع، يحز في نفوسنا ويسوؤنا كلاعبين هذا الغياب المستفز للجماهير الدكالية عن المدرجات، خاصة وأن فريقها المحلي يقدم مباريات كبيرة في البطولة الحالية التي يتصدر ترتيبها عن جدارة واستحقاق، كما وقع على مسار جيد في منافسات كأس العرش التي بلغ فيها مرحلة نصف النهاية، وفي اعتقادي الشخصي فهذه ظاهرة مقلقة وغير مفهومة نشترك فيها مع أندية كثيرة، أعرف أن الجمهور الجديدي يقدر بالآلاف وغيور على فريقه، لكن غيابه عن الملعب وخصوصا في المرحلة الراهنة لا مبرر له، وأتمنى أن يعود لمساندة الدفاع لأننا - نحن اللاعبين - في أمس الحاجة إلى الدعم المعنوي حتى نواصل مسارنا الناجح ونحقق الهدف المنشود الذي ينتظره منا الجميع.

- المنتخب: هل تتفق مع الرأي القائل بأن قوة الدفاع هذا الموسم تكمن في توفره على بنك احتياط قوي؟

بامعمر: الحمد لله، الدفاع الحسني الجديدي يتوفر هذا الموسم على رصيد بشري ثري من اللاعبين الشبان والموهوبين يعطي المدرب طاليب هامش اختيار واسع، حيث يقوم في كل مباراة بإحداث تغييرات بشرية في التشكيلة لخلق أجواء تنافسية إيجابية بين اللاعبين، ومن ثمة الحفاظ على اللياقة التنافسية للمجموعة ككل، وكما يلاحظ الجميع لم يعد الفريق الدكالي يشكو من مشكل الغيابات أثناء المباريات كما كان عليه الأمر في المواسم السابقة، ولا يعتمد على لاعب بعينه وإنما على المجموعة ككل ، بدليل أن أي لاعب يقحمه المدرب يؤدي دوره على أحسن وجه على رقعة الملعب أي  لي دخل كيقضي»، وهذا هو سر نجاح الفريق حتى الآن في البطولة الإحترافية.

- المنتخب: عشت تجربة غير موفقة مع الرجاء البيضاوي الذي أكرهت على مغادرته في منتصف بطولة الموسم المنصرم، وحطيت الرحال بالجديدة، هل ندمت على انتقالك من الماص للفريق الأخضر؟

با معمر: لم تكن تجربتي السابقة مع الرجاء الرياضي سيئة، بدليل أنني حظيت بثقة أربعة مدربين تعاقبوا على تدريب الفريق في الموسم الماضي، وكلهم كانوا يعتمدون علي في التشكيلة الرسمية للنادي، لكن للأسف بعض المشاكل فرضت علي فك الارتباط مع الفريق الأخضر وتغيير الأجواء، إيمانا مني بأن أرض الله واسعة، ووقع اختياري على الدفاع الحسني الجديدي الذي أجاوره للموسم الثاني على التوالي، والحمد لله أحسنت الاختيار ووجدت راحتي في هذا الفريق الذي أسعى للتوقيع معه على شهادة ميلاد جديدة واسترجاع مستواي المعهود.

- المنتخب: ناضلت كثيرا من أجل كسب رسميتك داخل الدفاع الذي أصبحت هذا الموسم واحدا من دعائمه الأساسية، هل يمكن القول أنك استعدت بريقك مع الفريق الدكالي؟ 

با معمر: لقد مررت بفترة عصيبة في النصف الأول من بطولة الموسم الماضي خلال تجربتي السابقة مع الرجاء البيضاوي أثرت سلبا على أدائي، وبعد التحاقي بالدفاع الجديدي بذلت جهدا كبيرا وكافحت كثيرا من أجل استرجاع مؤهلاتي التقنية والبدنية، وتزامن ذلك مع مرحلة الفراغ التي كان يعيشها الفريق الدكالي وقتئذ، مما فرض علي مضاعفة الجهود في التداريب لكي أسترجع جاهزيتي وأقدم الإضافة المرجوة لفريقي، والحمد لله انتزعت رسميتي هذا الموسم عن جدارة واستحقاق، وبدأت أسترجع تدريجيا مؤهلاتي الفنية، وما زال ينتظرني عمل كبير للظهور بمستوى أفضل، عقدي ما زال يمتد لموسمين آخرين مع الدفاع الجديدي الذي أعتز بالانتماء إليه، وأتمنى أن تستمر هاته التجربة لأطول فترة ممكنة.

- المنتخب: كيف تحاكم المستوى العام للبطولة الوطنية الإحترافية لهذا الموسم؟

با معمر: لحد الساعة لم تبح البطولة الوطنية الإحترافية «اتصالات المغرب» بأسرارها، لحد الساعة المستوى متقارب بين كثير من الأندية، ربما ستتضح الصورة أكثر مع بداية مرحلة الإياب، هناك ظاهرة صحية استحسنها الجميع وهو وجود سخاء هجومي في معظم  الدورات السابقة، فضلا عن بروز موجة جديدة من اللاعبين الموهوبين الذين يصنعون الفارق لأنديتهم، رغم أن البطولة مازالت في بدايتها، أرى أن اللقب لن يخرج عن أربعة أندية، وهي الدفاع الحسني الجديدي، الوداد والرجاء البيضاويين واتحاد طنجة التي ظهرت بصورة قوية في المباريات السابقة.

- المنتخب: كيف كان إحساسكم بعد فوز فريقكم السابق المغرب الرياضي الفاسي بلقب كأس العرش؟

با معمر: لا أخفيكم سرا إذا قلت لكم أنني حزنت كثيرا مثل كل الجديديين لضياع لقب كأس العرش الذي كان في المتناول وبذلنا مجهودا كبيرا من أجل تحقيق هذا اللقب لإهدائه إلى الجماهير الدكالية، لكن في الآن ذاته كنت سعيدا بتتويج فريقي الأم المغرب الفاسي الذي كان فضله غلي كبيرا بالكأس الفضية الغالية، وأغتنم هذه الفرصة لأهنئ كل مكونات (الماص) بهذا الإنجاز الذي أتمنى أن يشكل حافزا قويا لهذا الفريق العريق داخل بطولة القسم الثاني حتى يتسنى له تحقيق العودة السريعة إلى مكانه الطبيعي ضمن البطولة الإحترافية.

ADVERTISEMENTS

- المنتخب: كسؤال أخير، ما هي طموحاتكم المستقبلية التي تنوون تحقيقها في مشواركم الكروي؟

با معمر: ما يشغل بالي وتفكيري حاليا هو قيادة الدفاع الحسني الجديدي نحو تحقيق مزيد من النتائج الإيجابية في قادم المباريات، لأن طموحي الأساسي هو أن أحقق مع هذا الفريق لقب البطولة الوطنية، وتحسين مستواي التقني حتى يتسنى لي العودة لحمل قميص المنتخب الوطني المغربي المحلي الذي سبق وأن دافعت عن ألونه في فترات سابقة رفقة المنتخب الأولمبي، وأجتهد كثيرا سواء في التداريب أو المباريات لتحقيق هذا المسعى إن شاء الله.