لا يزال الاعداد النفسي للاعبين غير منتشر على نطاق واسع في كرة القدم الفرنسية، وتلجأ اليه النوادي بتكتم شديد، الا ان العديد من المتخصصين باتوا يساعدون اللاعبين للتأقلم مع رياضة اكثر تطلبا.

في بطولة فرنسا لاندية الدرجة الاولى، وحده نادي كاين اعتمد العام الماضي مدربا للاعداد النفسي هو جيرار باغلان (66 عاما) الذي يعمل مستشارا لاحدى الشركات المتخصصة بعلم النفس والاسترخاء.

ويقول باغلان لوكالة فرانس برس "الاعداد النفسي لا يزال من المحرمات"، مشيرا الى ان عددا من المدربين يخشون التشكيك بسلطتهم او قدرتهم على "ادارة" اللاعبين.

ADVERTISEMENTS

كما ان اللاعبين غالبا ما يترددون بالاعتراف باخطائهم امام زملائهم.

ويستذكر باغلان بداية العمل في فريق كون والحلقات الجماعية التي اقيمت، وتخللها كشف احد اللاعبين جوانب من شخصيته دفعت الآخرين الى تغيير نظرتهم اليه "ما سبب له راحة كبرى".

مقابلات فردية، العاب، رسم... هي بعض التقنيات المستخدمة لتحفيز اللاعبين الذين يعانون أزمة ثقة بالنفس. منها ايضا، "التصور الذهني"، وهو تمرين يقارب الاسترخاء.

ويوضح باغالان الذي سبق له مزاولة كرة القدم "نطلب منه (اللاعب) ان يتخيل احدى الصور، حركة تقنية فاتته على سبيل المثال، ويتم تتبع آثار هذه الحركة في دماغه لتحديد الحركة المثالية".

عمل المدرب الذهني رافايل هوما (36 عاما) مع عدد من اللاعبين، منهم لاعب كون السابق دونيس ابيا، او نيال موباي الذي يختبر اياما مثالية مع بريست في الدرجة الثانية بعدما لعب مع نيس وسانت اتيان.

ويقول هوما "لم يسبق لي ان عملت مع اي ناد، وهي وسيلة جيدة للبقاء مستقلا"، مضيفا "يدفع اللاعب نحو 150 اورو لجلسة من ساعة واحدة"، ولا يكون تحت ضغط غرفة تبديل الملابس، او يضطر لتقديم حصيلة الجلسات الى مدربه او مديره الرياضي.

يستخدم ايضا تقنية التصور الذهني او "التبديل"، بالاتفاق مع اللاعب على "كلمات رئيسية او جملة يمكنها ان تساعده على تغيير حالته".

هوما الحائز شهادة دراسات عليا في "الرياضة والاداء" والذي تابع ايضا دورة في الاعداد الذهني في جامعة ليل، يشير الى عدم وجود اختصاص جامعي محدد لهذه المهنة.

وفي غياب هذه الشهادة، يصبح العثور على معد ذهني مؤهل امرا غير مضمون، ويعتمد على الثقة ومصلحة اللاعبين او مدربيهم.

ويقول ماكيس شاماليديس الذي يتمتع بخبرة عشرين عاما في علم النفس الرياضي "عدد منهم ليس جديا".

وفي حين يعد الاعداد الذهني حديث العهد في كرة القدم الفرنسية، الا انه حاضر بشكل اكبر في البطولات الاخرى الاكثر تنافسا.

ويقول شاماليديس ""عندما ارى اندية مثل برشلونة وارسنال مجهزة من هذه الناحية، فالامر ليس عبثا".

الا ان هذه الممارسة تشهد تطورا تدريجا، على خطى لاعبي كرة المضرب الذين "اعتادوا تأليف فرق العمل لديهم واختيار الاشخاص الذين يريدونهم ان يحيطوا بهم لمساعدتهم في حالات الاجهاد والقلق"، بحسب هوما.

ويوضح انه بشكل متزايد، يتحول اللاعبون "رجال اعمال يبحثون عن الاستثمارات لانجاح مسيرتهم ولا ينتظرون فقط ما تقدمه انديتهم".

وفي مفكرة هوما، عناوين نحو عشرين لاعبا في بطولة الدرجة الاولى في فرنسا، يخضع بعضهم لجلسات من ساعتين لاربع ساعات شهريا.

ADVERTISEMENTS

ويتابع باغلان باهتمام ذاتي لاعب رين يوان غوركيف، الذي يرى فيه اشارات "على ذهن مضطرب، على هشاشة كبيرة. لا اعرف طبيعة علاقته مع والده (كريستيان، المدير التقني للفريق)".

يضيف "هذه حالة نموذجية. بدلا من التركيز على الجانب الجسدي، سيكون من الافضل له التركيز على الجانب الذهني".