يعد تتويج البرتغالي كريستيانو رونالدو بجائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم، انتصارا في احدى جولات "الحرب الضروس" بين نجم ريال مدريد الاسباني وغريمه في برشلونة الارجنتيني ليونيل ميسي.
تسعة اعوام لم يتح هذا النجمان لغيرهما فرصة حمل الجائزة المرموقة التي عادت الى كنف مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، بعدما فضت الشراكة التي جمعتها بالاتحاد الدولي (فيفا) من 2010 حتى 2015.
منذ 2008، تناوب رونالدو وميسي على حمل لقب افضل لاعب في العالم. مع تتويجه الجديد، بات البرتغالي يحمل اللقب للمرة الرابعة، أقل بمرة من غريمه الارجنتيني. وكان آخر من احرز الجائزة خارج هذا الثنائي، البرازيلي كاكا عام 2007 حين جمع بين جائزتي الكرة الذهبية من "فرانس فوتبول" وافضل لاعب في العالم من الفيفا.
استحق رونالدو (31 عاما) عن جدارة الجائزة في 2016. خلال هذه السنة، قاد ناديه الى لقبه الحادي عشر في دوري ابطال اوروبا، ليدون بعد ذلك باسابيع، اسم بلاده في السجل الذهبي لكأس اوروبا، للمرة الاولى على حساب المضيفة فرنسا.
لم يخل رصيد ميسي (29 عاما) من الانجازات، اذ اضاف لسجل برشلونة ثنائية الدوري والكأس، الا ان كابوس الاخفاق الدولي لا يزال يلاحقه، فخسر مع الارجنتين نهائي كوبا اميركا للعام الثاني تواليا، وامام الخصم نفسه تشيلي، وهو لم ينس بعد خيبة نهائي كأس العالم 2014 امام المانيا.
وتبقى للانجازات مع المنتخبات نكهتها، فقد اعتبر رونالدو تتويج البرتغال بهدف في الوقت الاضافي "اسعد لحظة في حياتي"، رغم انه تابعها من على دكة البدلاء بعد خروجه مصابا في الدقيقة 25.
ورغم الاصابات التي ابعدته مرتين في ربيع وخريف 2016، نجح رونالدو في الوصول الى عتبة 50 هدفا مع ريال ومنتخب بلاده للعام السادس تواليا (من كانون الثاني/يناير الى كانون الاول/ديسمبر)، مستفيدا من تحوله للعب كرأس حربة بدل مركز الجناح.
ومن الاهداف الخمسين، ثلاثة فقط في كأس اوروبا، الا انها كانت مصيرية لبلاده التي كانت في طريقها لتوديع البطولة القارية من الدور الاول بعدما تخلفت امام المجر ثلاث مرات في الجولة الاخيرة.
الا ان رونالدو مرر اولا كرة هدف التعادل الاول للويس ناني ثم سجل بنفسه هدفي التعادلين الثاني والثالث (3-3).
ارتقى "القائد" الى مستوى المسؤولية في الدور الثاني وكان صانع هدف ريكاردو كواريسما الذي منح الفوز على كرواتيا (1-صفر بعد التمديد)، ثم حافظ على رابطة جأشه في ربع النهائي وسجل ركلة الترجيح الاولى ضد بولندا (1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي).
لكن "التمجيد" الاهم كان في نصف النهائي عندما تواجه مع زميله في النادي الملكي الويلزي غاريث بايل وخرج وبلاده منتصرين 2-صفر، بعدما سجل الهدف الاول في المباراة والثالث في البطولة من كرة رأسية صاروخية، ثم ادى دورا في الهدف الثاني الذي سجله ناني.
وكان الهدف الثالث لرونالدو في نهائيات فرنسا مهما جدا على الصعيد الشخصي، اذ عادل به رقم الفرنسي ميشال بلاتيني بتسجيله الهدف التاسع في النهائيات، واصبح ايضا أول لاعب يسجل في 4 نهائيات مختلفة (منذ 2004). كما حطم الرقم القياسي في عدد المباريات في النهائيات حيث خاض 21 مباراة.
في 2016، تشابهت قصة رونالدو مع البرتغال وقصته مع ريال. والاخيرة لا تزال متواصلة مع 35 مباراة متتالية دون هزيمة، اذ تعود الخسارة الاخيرة لرونالدو ورفاقه في ريال الى ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا (صفر-2 امام فولسبورغ الالماني).
الا ان رونالدو قال كلمته في الاياب بتسجيله ثلاثية الفوز (3-صفر)، ممهدا الطريق نحو اللقب الحادي عشر في ابرز بطولة للاندية.
ورغم معاناته مع الاصابة، ابى الا ان يترك لمسته بتسجيل الركلة الترجيحية الاخيرة لفريقه في النهائي ضد جاره اللدود اتلتيكو مدريد (1-1)، رافعا الكأس القارية الغالية للمرة الثالثة.
اما الاداء الشخصي الابرز له في 2016، فكان الشهر الماضي عندما قاد فريقه لتجديد تفوقه على اتلتيكو في معقل الاخير "فيسنتي كالديرون" بتسجيله ثلاثية الفوز 3-صفر، ما ساهم في ابتعاد فريقه في الصدارة بفارق 6 نقاط عن غريمه الكاتالوني برشلونة.
وتقديرا لحجم مساهمته وقيمته الفنية والتجارية في النادي الملكي، قرر رئيسه فلورونتينو بيريز تمديد عقد البرتغالي، لخمسة مواسم اضافية ما يعني بانه سينهي مسيرته في "سانتياغو برنابيو".
وفي حين انتقد محللون تمديد عقد لاعب يبلغ 31 عاما خمسة مواسم، الا ان ريال يدرك ما يقوم به، فرونالدو الذي انضم الى صفوفه عام 2009 مقابل 94 مليون يورو (رقم قياسي في حينه)، هو اكثر لاعب تباع قمصانه في متجر النادي، بحسب الصحافة الاسبانية.
وفي حين لم تكشف قيمة العقد، تحدثت صحيفة "ال موندو" عن راتب سنوي قدره 18 مليون يورو، مع مكافآت قد ترفعه الى 20 مليونا.
ولخص بيريز موقع رونالدو في ريال بالقول "أنت رمز كبير لهذا النادي"، علما انه اعرب في لقاء سابق مع وكالة فرانس برس، عن امله في ان يمنح مهاجمه "رابع وخامس وسادس كرة ذهبية".
الا ان هذه الآمال قد تصطدم بالواقع الذي سبق له ان اظهر ان ميسي يصعب ان يتخلى عن الجائزة المرموقة لعامين تواليا، وسيحاول جاهدا ان يعيدها الى خزائنه السنة المقبلة.