فقد شباب الحسيمة الشيء الكثير من مستواه، حيث سجل نتائج سلبية منذ إنطلاق الموسم، وبات يعزف نغمة نشاز وتراجع إلى طابور المؤخرة، في إشارة إلى أن هذا الفريق يعاني الشيء الكثير بعدما وجد نفسه يترنح في وحل النتائج السلبية، ويدرك فارس الريف أن سيره في هذا الطريق سيؤدي به إلى الهاوية، وهو ما يسعى تجنبه، لتفادي النزول للدرجة الثانية.
تغيير إداري
عرف شباب الحسيمة مع بداية الموسم متغيرا إداريا تمثل في إنتخاب عبدالإله أحتاش رئيسا للفريق، بعد رحيل عبدالصادق البوعزاوي، وكان من الطبيعي أن يكون لهذا المتغير تأثير، بحكم أن الإدارة الجديدة جاءت بتوجه جديد وطموحات أخرى، ولو أن الرهان كان واحدا هو ضمان بقاء الفريق وتفادي الهبوط للدرجة الثانية، غير أن الهاجس الذي كان يقض مضجع المكتب الجديد تجلى في الجانب المالي، الذي كان من بين النقاط التي كان على أحتاش وأعضائه التغلب عليها، خاصة أن المكتب استبق ترك بعد المستحقات العالية والمشاكل المالية التي كان لا بد من حلها هذا الموسم، لتفادي كل ما يمكن أن يؤثر على الفريق.
رحيل مدرب أوفى بوعده
كانت كل المؤشرات تؤكد أن فؤاد الصحابي سيواصل مشواره مع الفريق بعد أن تعاقد مع الفريق إياب البطولة، ورغم أن المهمة كانت صعبة حيث كان على الصحابي أن يخرج فارس الريف من أزمة نتائجه، وقد نجح في إنقاذه من النزول من الدرجة الثانية وسجل معه نتائج إيجابية، إرتاحت لها كل مكونات الفريق.
وبينما كان الكل ينتظر أن يجدد مسؤولو الفريق الحسيمي العقد مع الصحابي، إذا بهم يوثرون إدارة ظهرهم والتعاقد مع مدرب جديد، في شخص المدرب الفرنسي دومينيك بيجوطا الذي خاض أول تجربة له في البطولة، وكانت هذه الخطوة عبارة عن مغامرة من المسؤولين بالتعاقد مع مدرب وقع على موسم صعب، وكان بحاجة لم يصلح بيته التقني ويتفادى الأخطاء التي إرتكبت في الموسم الماضي.
بيجوطا يرفع الراية البيضاء
لم تكن النتائج وفق ما كانت مكونات الفريق تحلم بها وجاءت متذبدبة، بداية من الخروج من كأس العرش ثم العروض غير المستقرة في البطولة، ولم تكن النتائج هي التي أقلقت كل أطراف الفريق وإنما المستوى الذي يقدمه الفريق في المباريات، إذ تميز بالتواضع، بخلاف الموسم الماضي، والأكيد أن أكثر ما أثر عليه هو الغياب الطويل لعبدالصمد المباركي بسبب الإصابة، إذ يلعب هذا العنصر دورا كبيرا بالفريق.
وعرفت الدورة الثامنة، أي مباشرة بعد نهاية المباراة التي فاز فيها شباب الحسيمي على شباب خنيفرة بهدف للاشيء، تمثل في تقديم بيجوطا إستقالته، وعزا سبب هذه الخطوة التي لم تكن مفاجئة إلى غياب أرضية العمل المناسبة والإمكانيات، والظاهر أن المدرب الفرنسي شعر أنه يتعذب كثيرا مع هذا الفريق، وأدرك أنه من الصعب تحقيق طموحاته في ظل غياب الإمكانيات.
تمرد اللاعبين
كان للأزمة المالية التي يمر منها شباب الحسيمة تاثير كبير على نفسي اللاعبين، بعدما ضاقوا ذرعا من تماطل المسؤولين في صرف مستحقاتهم العالقة، والمتمثلة في منح التوقيع والرواتب الشهرية ومنح المباريات، فكان أن أضربوا أن التدريبات يومين قبل مواجهة الجيش في الدورة الثامنة.
رد فعل اللاعبين أكد المشاكل التي يمر منها الفريق وكذا الوضعية التي يعيشها الفريق، خاصة أن لاعبين لم تصرف مستحقاتهم من الموسم الماضي، لذلك سيكون أمام المكتب المسير إيجاد حل لهذا المشكل، حفاظا على إستقرار الفريق، خاصة أن بيجوطا سبق أن أشار إلى وضعية الفريق المزرية ودق ناقوس الخطر.
من يخلف بيجوطا؟
يضع مسؤولو شباب الحسيمة الثقة في المدرب المؤقت سعيد الزكري، حيث يقود الفريق منذ رحيل بيجوطا، لذلك يبقى السؤال حول المدرب الذي سيخلف الفرنسي، ولو أن بعض المؤشرات تؤكد أنه ممكن أن تمنح الثقة وبعض الوقت للزكري من أجل مواصلة قيادة الفريق، إذ في حالة تسجيله نتائج إيجابية فإنه سيتم تنصيبه رسميا للفريق، لذلك ستكون الدورات القادمة كفيلة بتحديد المدرب المقبل.
وبين هذا وذاك فإن شباب الحسيمة الذي يحتل المركز الـ 11 بـ 11 نقطة مطالب بالخروج من أزمة نتائجه وتسجيل النتائج الكفيلة ليستعيد فارس الريف عافيته، ولو أنه ما زال ينقصه الشيء الكثير، خاصة على مستوى تركيبته البشرية، المطالب بتعزيز صفوفه في الميركاطو الشتوي وتعزيز بعض المراكز التي تشكو خصاصا كبيرا، خاصة أن المستوى الذي قدمه في الثلث الأول لا يسعد مكونات الفريق، في إنتظار صحوة وإنتفاضة الحسيميين.