صلاح الدين السعيدي: تجاوزنا صدمة الإقصاء!

خطف لاعب الوداد البيضاوي صلاح الدين السعيدي الأضواء مع بداية الموسم، حيث يعتبر حاليا من أبرز لاعبي الفريق البيضاوي، ولم يكن ذلك صدفة، بل نتاج للمستوى الذي يقدمه، بدليل أنه يعد أيضا من هدافي الفريق، إذ سجل إلى حدود الدورة السادسة 3 أهداف، في إشارة أيضا إلى النضج الذي بلغه مع توالي المواسم.
السعيدي يؤكد دائما أن الجدية والعمل المتواصل من أهم أسباب النجاح، ولو أنه ما زال يراهن على المزيد في الإستحقاقات التي تنتظره مع فريقه، وكذا لرد الإعتبار للقلعة الحمراء، بعدما أكد في حواره أن غصة ضياع اللقب ما زالت لم تزل من حلق الفريق، لذلك يسعى إلى جانب زملائه إستعادة اللقب إلى خزينة فرسان الوداد، كما تحدث أيضا عن طموحاته وأهدافه هذا الموسم، وسبب تمسكه بالفريق الأحمر.

- المنتخب: بداية متوهجة تلك التي سجلتموها إلى غاية الدورة السادسة، هل كنتم تنتظرون هذه الانطلاقة؟

صلاح الدين السعيدي: طبعا، كنا نراهن مع البداية تسجيل أفضل النتائج، نعرف أن المباريات الأولى غالبا ما تكون مهمة وترفع من المعنويات وتعطي الحماس لجميع المكونات، لذلك كان لا بد من التوقيع على بداية جيدة، والتأكيد على أن الوداد بخير ولا يعيش مشاكل، الحمدلله أن الأمور سارت بشكل جيد وتمكنا من تسجيل أفضل النتائج، وهذا طبعا يشجعنا للبحث عن المزيد من النتائج الإيجابية، كنا ندرك أيضا أن الجمهور الودادي ينتظر منا الشيء الكثير، لتذويب سقطة كأس عصبة أبطال إفريقيا.

- المنتخب: أكيد أن الطريقة التي خرجتم بها من المنافسة الإفريقية، قد أثرت عليكم نوعا ما؟ 

صلاح الدين السعيدي: فعلا، كان إقصاءا غير مستحق وتأثرنا كثيرا بهذا الخروج، خاصة أننا كنا نراهن على الفوز بهذا اللقب، لذلك كان لا بد أن تكون ردة فعل قوية من جانبنا، فكان ذلك من أسباب بحثنا عن نتائج إيجابية في البطولة بعد السقطة في المربع الذهبي لكأس عصبة الأبطال، إذ كنا مطالبين أيضا بالرد على المشككين، واستعادة التوازن بسرعة، ولم يكن من مصلحتنا أن نبدأ الموسم بنتائج سلبية، وإلا لدخلنا مرحلة شك مبكرا، الحمدلله أن الأمور سارت وفق ما كانت تشتهيه أنفسنا، وحققنا الأهم في البطولة في انتظار المزيد من النتائج الإيجابية.

- المنتخب: ربما تراهنون على عدم تكرار أخطاء ضياع اللقب في الموسم الماضي؟

صلاح الدين السعيدي: طبعا لم ننسى الطريقة التي ضاع بها اللقب، خاصة أن الحظوظ كلها كانت بين أيدينا، كما أننا تصدرنا الترتيب منذ البداية، صحيح أننا تأسفنا كثيرا لتلك النهاية التي أحبطتنا، لكن وكما يقال فإن الضربة التي لا تقتل تقوي، لذلك وضعنا كل إمكانياتنا هذا الموسم لتعويض ما فاتنا، وسنحاول التأكيد أن الوداد لم يفقد أي شيء على مستوى الألقاب والمنافسة في كل الواجهات، وأن الوداد سيكون منافسا قويا على درع البطولة، رغم أن المهمة لن تكون سهلة.   

- المنتخب: في خضم النتائج الإيجابية لا بد من تسليط الضوء على النتيجة الملفتة، بعد فوزكم على الجيش في الكلاسيكو بخماسية نظيفة؟

صلاح الدين السعيدي: فعلا كانت نتيجة مهمة وفي ظرفية كما أكدت جد حساسة، صحيح أن النتيجة تبقى نوعا ما مفاجئة لكن فريقنا كان في هذه المباراة منظما وجيدا، وعرف كيف يجاري الكلاسيكو، الفوز على فريق من قيمة الجيش يؤكد أننا في أفضل حالاتنا، لأن الطريقة التي انتصرنا بها والأهداف التي سجلناها ثم المستوى الذي ظهرنا به، كل ذلك يؤكد أن فريقنا يسير في الطريق الصحيح وقد استعاد توازنه، لذلك أتمنى أن نسير على نفس المنوال، لأن مباراة الجيش تبقى في الأخير مواجهة بثلاث نقاط. 

- المنتخب: الكلاسيكو جرى في ملعب الفتح، ألم يشكل لكم ذلك حاجز أمام هذا الإغتراب الذي يعيشه فريقكم؟

صلاح الدين السعيدي: فعلا نعيش منذ الموسم الماضي هاجس الإغتراب، بسبب إغلاق مركب محمد الخامس، اعتدنا في الواقع على هذه الوضعية، بل كنا مطالبين للإستئناس بها، الحمدلله أن الأمور سارت بشكل جيد وتمكنا من تسجيل نتائج إيجابية، فرغم صعوبة الممارسة في أرضية ملعب الفتح إلا أننا تجاوزنا كل هذه الصعاب، بدليل النتائج التي سجلناها، المهم أن نواصل السير على نفس النسق التصاعدي، ونحقق نتائج إيجابية أخرى، خاصة أننا نتطلع للمزيد.

- المنتخب: على المستوى الشخصي، وقعت على غرار فريقك على بداية قوية، ما سر هذه العودة؟

صلاح الدين السعيدي: الحمدلله أن الأمور سارت وفق ما خططت له، حيث راهنت على مواصلة الإجتهاد والرفع من درجة المثابرة، صحيح أن المنافسة لم تتوقف منذ الموسم الماضي، لكني حملت على أكتافي رهان التوهج والتألق، لذلك ليس هناك من سر سوى أني واصلت اشتغالي وعملي الجدي.
صحيح أن اللاعب في مرحلة ما يبلغ سن النضج، ويتطور أداؤه، لكن لا بد من الإجتهاد والعمل على إصلاح العيوب وتطوير الإمكانيات، لأن اللاعب مهما بلغ فلا بد منه أن يكد ويجتهد، لذلك أتمنى أن أواصل السير في هذا الطريق وأقدم أفضل المستويات في المباريات المقبلة.

- المنتخب: المدرب دوسابر أيضا أشاد بالمستوى الذي تقدمه، واعتبرك من بين أفضل اللاعبين في البطولة؟

صلاح الدين السعيدي: هي شهادة أعتز بها وأفتخر، لأنها ستحفزني أكثر من أجل العطاء، لتأكيد أني أستحقها، أراها أيضا من الجانب الآخر تكليفا وليس تشريفا لأني مطالب بمواصلة الجهود والعمل من أجل المساهمة في قيادة فريقي نحو الإنتصارات.
عندما يمتدحك المدرب فهذا يعني أنه راض على أدائك، لكن بالمقابل يجب مواصلة الإقناع، لأن بلوغ المستوى الذي يرضي الجميع لا يأتي من محض الصدفة أو بضغط على زر، ولكن بالعمل المتواصل.

- المنتخب: لكنك مررت من بعض الفترات الصعبة في الموسم الماضي؟

صلاح الدين السعيدي: فعلا مررت في آخر فترات الموسم الماضي من أوقات صعبة، كنت  من بين اللاعبين الذين خاضوا  أغلب مباريات الموسم الماضي، حيث شعرت بنوع من العياء، وارتكبت أخطاءا أفقدتني نقاطا هامة في المباريات الأخيرة، وكنت مضطرا لتقديم  اعتذاري لكل مكونات الفريق، ولو أن اللاعب يبقى في الأخير من لحم ودم وممكن أن يمر من فترة فراغ، وهذا شيء عادي في عالم الكرة، لكن المهم أن تكون له القوة لينهض من جديد، وهو ما حاولت فعله في بداية الموسم.

- المنتخب: بداية الموسم أيضا كرست تألقك من خلال تسجيلك أهدافا مهمة، ما سر هذه الجرأة التهديفية؟

صلاح الدين السعيدي: فعلا سجلت 3 أهداف من  4 مباريات، وقمت أيضا بتمريرة حاسمة، طبعا كنت سعيدا بهذا الرقم، ولو أني أطمح للمزيد، لأن اللاعب العصري لا يجب أن يظل منحصرا في مركزه، بل يجيب أن تكون له الجرأة للقيام بمهام أخرى دون التأثير عن مسؤوليته، مثلا المهاجم قد يتحول إلى مدافع حسب النهج التكتيكي وكذا حاجة الفريق لمساندته الدفاعية، فكما لاحظتم فإن أغلب أهداف تأتي من الضربات الثابتة، وهنا تكمن قوتي التهديفية، حيث تجمع حسن التموقع والذكاء والإندفاع، وغيرها من السمات التي يجب على اللاعب أن يتمتع بها في بعض المحاولات التي تتاح له، طبعا أتمنى تسجيل المزيد من الأهداف إن اقتضى الأمر في المباريات القادمة.

- المنتخب: يحسب للوداد هذا الموسم أنه بات يملك تركيبة بشرية غنية، أكيد أن هذه الخطوة ستزيد من قوتكم وسيتفادى بها الفريق أخطاء الموسم الماضي؟

صلاح الدين السعيدي: فعلا، أعتقد أن قوة أي فريق تكمن في تركيبته البشرية، خاصة بالنسبة للأندية التي تنافس على مجموعة من الإستحقاقات، الوداد يتميز هذا الموسم بأنه يملك لاعبين أو ثلاثة في كل مركز وبنفس المستوى، أي كرسي احتياط قوي، فأي لاعب يشارك إلا يقدم الأفضل ما لديه، وهذا العامل يساعد الطاقم التقني لتوسيع دائرة اختياراته، بل سيساعدنا أيضا نحن، لأننا عانينا  في الفترة الأخيرة من كثرة المباريات ولم نتوقف منذ الموسم الماضي، ومع ذلك لم  نتأثر، إذ تابعنا كيف أن المدرب دوسابر يقوم من مباراة إلى أخرى ببعض التغييرات دون أن يؤثر ذلك على مستوانا.

- المنتخب: دخلتم مرحلة جديدة مع المدرب دوسابر، ما الذي يميز هذا المدرب؟

صلاح الدين السعيدي: هو مدرب يقف على كل صغير وكبيرة، سواء في التداريب أو المباريات، لا شيء يدعه للصدفة، دائما يزرع الحماس في نفسية اللاعبين، يتعامل معنا سواسية ولا يعرف ما معنى نجومية اللاعب في المجموعة، إذ يعتمد على اللاعب الجاهز كشرط لمنحه الرسمية، بدليل أنه دائما ما يؤكد لنا ذلك من خلال حديثه معنا في التدريبات.
أعتقد أن مقولة لكل مجتهد نصيب تنطبق على دوسابر، لأنه اشتغل معنا كثيرا وحاول تقريب أسلوب عمله بكل الطرق، غيَر أشياء كثيرة وأعطى كرة هجومية، فرغم أننا تلقينا أهدافا إلا أننا نعرف كيف نصل المرمى، وسجلنا 13 هدفا. 

- المنتخب: ماذا عن وضعيتك مع الفريق، هل تفكر في مواصلة المشوار؟

صلاح الدين السعيدي : جددت عقدي مع الوداد لسنتين في الموسم الماضي، لسبب واحد لأني أشعر أنني مرتاح داخل هذا النادي، لذلك لا أفكر حاليا في تغيير الأجواء، طيلة مشواري لعبت لعدة أندية، لكن الآن أستطيع أن أقول أني أعيش أزهى وأفضل الفترات في مشواري الكروي مع الوداد، لذلك أحاول أن أستمتع بهذه الفترات، الحمدلله أني فزت في موسمي الأول بلقب البطولة وحققت الوصافة في الموسم الثاني كما بلغت نصف نهائي كأس عصبة أبطال إفريقيا، لذلك أنا سعيد بما حققت مع الوداد، وأتمنى أن يكون هذا الموسم مناسبة أخرى لأتوج فيها بإحدى الألقاب.

- المنتخب: ألا تفكر في العودة مجددا لدخول تجربة احترافية، بعدما لعبت في السابق بالبطولة الإماراتية؟

صلاح الدين السعيدي: أي لاعب يحلم بالإحتراف، لكن شرط أن يكون بامتيازات أفضل، وإلا فلا داعي للمغادرة لأننا نلعب أيضا في بطولة احترافية، خاصة عندما تمارس في فريق من قيمة الوداد،  لذلك لا أفكر حاليا في تغيير الأجواء، فحتى لو توصلت بعروض احترافية في الميركاطو الشتوي فلن أغادر الوداد، لأنه بحاجة لخدمات كل اللاعبين في هذه الفترة، ثم إنا مرتاح لأن رئيس الفريق سعيد الناصري يوفر لنا كل الإمكانيات ولا نشعر بأي خصاص،  لذلك أستطيع أن أقول أن الوداد يعيش أزهى فتراته خلال السنوات الأخيرة لأعلى المستوى التسييري أو المالي وكذا اللوجستي.

- المنتخب: هل ترى نفسك قادرا على حمل القميص الوطني، خاصة أن رونار بين الفينة والأخرى يستدعي بعض لاعبي البطولة؟

صلاح الدين السعيدي: سبق أن لعبت للمنتخب المغربي وأي لاعب يتمنى ذلك، لأنه حق مشروع، أتمنى أن أصل للمستوى الذي يؤهلني للإنضمام للمنتخب المغربي، حاليا أشتغل بكل جدية وأسعى دائما لتقديم الأفضل في المباريات وأضع قدمي في الأرض لأن المهم هو الإستمرارية، خاصة أن مدرب منتخب المغرب يمنح الفرصة لكل لاعب يتألق في البطولة وهذه خطوة تحمس جميع اللاعبين.