ما باليد حيلة سنستهل بالفهود ونختم بالفيلة

لطرد عقدة الخروج من الدور الأول التي لازمتنا طويلا..
على أمل معانقة اللقب القاري الثاني بعد 40 سنة من الخصام..
لتفادي الهاجس الأول ومعانقة الحلم الثاني نتطلع جميعنا بأن تكون مشاركة الأسود المقبلة بالكان مختلفة في الشكل والمضمون عن سابقاتها وأن يأتي رونار بتميمة الحظ التي لم تحضر مع الفرنسيين الذين سبقوه على رأس العارضة التقنية للأسود؟

الغابون مرة أخرى
الأمر لا يتعلق بمنافس الأسود في الكان وإنما بمكان الدورة حيث سبق للفريق الوطني المشاركة في الكأس القارية سنة 2012 بهذا البلد وغادر مبكرا بعد بداية كارثية أمام تونس وخسارة ثانية من المضيف وليرتبط الغابون بالذاكرة بواحدة من أسوأ المشاركات عبر تاريخ الأسود.
اليوم نعود للغابون والعودة يفترض أن تكون بشكل مغاير تماما للنسخة السابقة وببصمة أفضل بعدما تخلصنا وللمرة الأولى من عقدة البلد المضيف.
الغابون تعرفنا عليها بفرانس فيل وتعرفنا عليها في تنقلات سابقة للسود وهي ليست بالبلد الغريب علينا وعلى رونار الذي توج فيها بطلا.

ADVERTISEMENTS

الفيلة قدر مكتوب
لا أحد كان يراهن أو حتى يتمنى مواجهة متجددة مع المنتخب الإيفواري الذي حتى وإن كان يرى فيه البعض منتخبا عاديا في الوقت الحالي بإعتزال أبرز رموز جيله الذهبي أوتقدمهم في السن، إلا أن واقع النتائج يقول عكس هذا تماما ويتحدث عن بطل للنسخة السابقة والمنتخب الحامل لتاج الأبطال.
ما يجعل من مواجهة المنتخب الإيفواري صعبة وشاقة كوننا سنكون قد إلتقينا به في مراكش الشهر المقبل وبالتالي تعرف كل واحد بما يكفي على الثاني، ومؤكد أن نتيجة تصفيات المونديال لها تأثير على الصدام المباشر بين الفيلة والأسود بالأدوار النهائية للكان.
معطى آخر لا ينبغي تجاهله كون مواجهة كوت ديفوار ستكون الأخيرة في المجموعة الثالثة وقد تكون حاسمة كما قد تأتي في سياق شكلي.

الكونغو حصان أسود
حتى وإن إرتبط إسم الكونغو في السابق بمسمى الزايير وما أدراك ما الزايير التي كانت ترهب منافسيها بل يكفي إستحضار أن المنتخب الزاييري كان ثالث منتخب قاري يبلغ المونديال بعد الأسود والفراعنة.
المنتخب الكونغولي سيكون الخطر السري بالمجموعة الثالثة ويستمد قوته من قوة شخصية مدربه أوبينغي المحلي الذي حول لاعبيه لوحوش ضارية.
كما أن الكونغو تدخل السباق وهي تحمل في جعبتها تصنيفا رائعا كونه حل ثالثا في الدورة السابقة وأرهق منتخبات كبيرة.
ولن يكون الكونغو لقمة سائغة في هذه المجموعة ويكفي إستحضار قوة كل من ليوبار ومازيمبي للإستدلال على قوة الكونغو وعلى أنها مرشحة للعب دور الحصان الأسود بالدورة ككل وليس بالمجموعة فحسب.

الصقور يقودهم ثعلب
رابع قطع المجموعة وثالث منافسي الفريق الوطني ليس سوى منتخب الطوغو المتمرد والساعي مع مدرب خبير وواحد من أكبر مهندسي التدريب بالقارة السمراء وهو كلود لوروا لبصم المشاركة بالكان ببصمته.
لوروا مصر على قلب الطاولة بالمجموعة لسبب واحد كونه لا يرغب في الهزيمة والإنحناء أمام مدربين تخرج واحد منهما على يديه وهو رونار والثاني لم يصل لخبرته وهو دوسيي.
المنتخب الطوغولي مبدئيا هو أضعف حلقات المجموعة كونه لم يصل للأدوار المتقدمة وهو الوحيد بالمجموعة الذي لم يتوج باللقب كما أن كل منتخبات المجموعة بلغت المونديال باستثناء الطوغو؟
ورغم كل هذه المعطيات الطوغو لن يكون عظما طريا بالمجموعة الثالثة بخلاف ما يعتقده البعض بإستحضار رغبة مدربه أولا ونجمه أديبايور ثانيا في التألق.

لهذا تعاقدنا مع رونار
يذهب الكثير من المتتبعين إلى أن المنتخب المغربي يملك من الحظوظ ما يكفي خلال الكأس المقبلة ليكون واحدا من فرسان الدورة، إحتكاما لمعيار الخبرة التي يملكها المدرب رونار بوصفه بطلا في مناسبتين وكذا لتطور أداء الأسود بالفترة الأخيرة بأرقامهم المذهلة هجوميا ودفاعيا.
وسيتطلع المغاربة كلهم لما يمكن أن يأتيه رونار وهو الذي تم التعاقد معه على أساس البالماريس الجيد لهذا المنتخب خاصة بالكان بعد مغامرة الجامعة بفسخ عقد الزاكي وضمه لعارضة الأسود التقنية لسبب واحد وهو أن يجلب معه تميمة حظ الكان التي جعلت منه واحدا من أنجح مدربي الكان ولو توج باللقب الثالث مع منتخب ثالث سيصبح واحدا من أساطير التدريب بالقارة السمراء.
إذن باختصار وبإستحضار سابق التجارب يصعب التكهن بمعطيات المجموعة وما سيكون عليه الوضع، نظرا لتقلب المنتخبات بتقلب طقس البلدان الإفريقية.