للمرة الاولى منذ عقد من الزمن، تبدو خطوات المنتخب السعودي لكرة القدم للعودة الى نهائيات كأس العالم ثابتة بعد ان صعد الى صدارة المجموعة الثانية من الدور الحاسم لتصفيات مونديال 2018 في روسيا.

واقنع "الاخضر" الشارع الرياضي السعودي، مقدما مستوى جيدا مقرونا بالنتائج الإيجابية.

فبعد الغياب عن الحضور المونديالي في آخر بطولتين في جنوب افريقيا 2010 والبرازيل 2014، عاد "الأخضر" لكسب ثقة جماهيره منذ انطلاق التصفيات، واستعاد ثقافة الفوز التي تمكنه من تحقيق عشاقه المتمثلة في التأهل الى كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه.

ADVERTISEMENTS

وقطع المنتخب السعودي خطوة مهمة في طريقه نحو نهائيات روسيا عقب فوزه الكبير والمثير على ضيفه الإماراتي بثلاثية نظيفة س جلت في آخر 17 دقيقة من عمر المباراة التي أقيمت الثلاثاء على ملعب "الجوهرة المشع ة" بجدة في ختام منافسات الجولة الرابعة.

وتربع "الأخضر" بعد هذه الجولة على صدارة المجموعة الثانية برصيد 10 نقاط، بفارق نقطتين امام استراليا المتصدرة السابقة التي تعادلت مع مضيفتها اليابان 1-1 في ملبورن.

ويأمل المنتخب السعودي الذي يحل ضيفا على نظيره الياباني في سايتاما منتصف الشهر المقبل في إنهاء مرحلة الذهاب بشكل مثالي والاقتراب أكثر من تحقيق الحلم وتكرار سيناريو اربعة نهائيات لكأس العالم في الولايات المتحدة 1994 حين بلغ الدور الثاني، وفرنسا 1998 وكوريا الجنوبية واليابان 2002 والمانيا 2006 حين كان الممثل الوحيد لعرب آسيا فيها.

تحربة فان مارفيك

نجحت تجربة المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك مع المنتخب السعودي حتى الان، وهو صاحب خبرة كافية في التعامل مع مباريات كأس العالم، ويكفي انه قاد منتخب بلاده الى المباراة النهائية لمونديال جنوب افريقيا قبل ان يخسر بصعوبة امام اسبانيا بهدف وحيد.

واصر الاتحاد السعودي لكرة القدم على بقاء فان مارفيك على رأس الإدارة الفنية للأخضر بالرغم من الانتقادات التي انهالت عليه من قبل النقاد والمحللين عقب انتهاء التصفيات الاولية.

لكن الامور اختلفت الان، اذ لم يكن اكثر المتفائلين يتوقع اعتلاء المنتخب السعودي صدارة المجموعة الحديدية كما يصفها المحللون، اذ برهن انه قادر على الحضور في المناسبات الكبيرة، واعاد الى الاذهان تاريخه العريق في المحافل الاسيوية.

يذكر ان السعودية اقالت العديد من المدربين على مدار الاعوام العشرة الماضية بسبب سوء النتائج وأبرزهم فرانك رايكارد مواطن فان مارفيك.

وقال نجم المنتخب السعودي تيسير الجاسم "مباراة الامارات كانت صعبة ولم تكن في متناول اليد"، مبينا أن "القادم سيكون أصعب وأقوى ويجب ألا نركن للمباريات الأربع الماضية".

وتابع "هناك ست مباريات متبقية تعتبر أصعب من المباريات الماضية خصوصا وأن أغلبها سيكون خارج السعودية".

واشاد بالدعم الجماهير بقوله "الوقفة الجماهيرية والإعلامية التي تدعم الأخضر في هذه التصفيات لم تحدث منذ مدة طويلة".

اشادة وثقة

واستعادت الجماهير السعودية ثقتها بالمنتخب وبعدد من لاعبيه كالجاسم وفهد المولد ويحيى الشهري ونواف العابد، الذين يسيرون على خطى سابقيهم كماجد عبدالله ويوسف الثنيان وفهد الهريفي ومحيسن الجمعان وخالد قهوجي وعبد العزيز الزرقان وفهد الغشيان ونواف التمياط وسامي الجابر.

ونال المنتخب اشادة الصحف السعودية الاربعاء، فعنونت صحيفة الرياض "بمعزوفات المولد والعابد ويحيى .. مشروع الفرح أخضر"، مضيفة "مارس المنتخب السعودي نوعا من الفنون الجديدة في كرة القدم، مضمونها الابداع والروح والتماسك والثقة والتناغم في الأدوار والأداء والتفاهم".

من جهتها، كتبت صحيفة الاقتصادية "عزز الأخضر آماله بالعودة إلى النهائيات بعد غياب عن النسختين الأخيرتين عامي 2010 في جنوب إفريقيا و2014 في البرازيل، والتأهل للمرة الخامسة في تاريخه بعد أربع مرات متتالية بين 1994 و2006."

وعنونت صحيفة المدينة "القمة سعودية"، فيما أشادت صحيفة الجزيرة بمسيرة المنتخب مع فان مارفيك وقالت "مارفيك يهزم منتقديه بالنتائج والمستويات المتألقة مع الأخضر، فالمنتتخب مع مارفيك لم يخسر أي مباراة وحقق انتصارات مدوية".

ADVERTISEMENTS

وتحت عنوان "نهض كبير آسيا"، قالت صحيفة الرياضية "عاد الأخضر السعودي مجددا لاعتلاء هرم الكرة الآسيوية مستوى ونتيجة بعد تصدره مجموعته بفوزه على الإمارات بثلاثية نظيفة".

وتابعت "كان المنتخب السعودي زعيما للكرة الآسيوية بتحقيقه ثلاثة ألقاب قارية وصعوده للمونديال أربع مرات متتالية قبل أن يتراجع في السنوات الأخيرة".