يعتبر زيد كروش واحدا من الثوابت الأساسية داخل التركيبة البشرية للمغرب التطواني ورقما بارزا على مستوى اختيارات المدرب الإسباني لوبيرا الذي يرى فيه الورقة الرابحة في كل مباراة، قدم موسما أكثر من رائع توجه كهدافا للفريق بتسجيله ستة أهداف بالبطولة الوطنية الإحترافية وهدفان في منافسات كأس العرش امام اتحاد طنجة، تألقه هذا جعلت العروض تنهال عليه من فرق وطنية كبيرة أمثال الرجاء البيضاوي، إلا أنه فضل التريث قبل الحسم فيها مع إعطاء الأولوية للمغرب التطواني الذي يسعى مسيروه لتقديم عرض مغري للاعب الوفي الذي ضحى بما فيه الكفاية.
كروش لم ينل حظه كباقي اللاعبين الآخرين الذين استفادوا من منح التوقيع مغرية من دون أن يقدموا ما كان منتظرا منهم، وبقلب مجروح ولسان مظلوم يتحدث كروش لـ «المنتخب» في هذا الحوار الشيق بكل صراحة يعبر فيه عما يخالجه وما يحس به من غبن، وأشياء أخرى عن مستقبله مع الفريق التطواني تجدونها في هذا الحوار.
- المنتخب: خرج المغرب التطواني خاو الوفاض هذا الموسم، ما السر في ذلك؟
كروش: حصيلة المغرب التطواني هذا الموسم لم تكن جيدة، وقد ساهمت فيها مجموعة من العوامل الخارجة عن ارادة الجميع ومن بينها العياء جراء كثرة المباريات سواء بالبطولة الوطنية وعصبة الأبطال الافريقية، وجاءت بداية البطولة بنتائج لم تكن في الحسبان مما جعل اليأس يدب في نفوس جميع اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم في حيرة من أمرهم لتزداد الضغوط علينا كثيرا خلال كل مباراة، لكن ولله الحمد بعزيمة جميع مكونات الفريق وانضباط جميع اللاعبين والعمل الكبير الذي قام به المدرب لوبيرا والطاقم التقني إستطعنا العودة لسكة الإنتصارات وتسلقنا الدرجات في صمت حتى أصبحنا من أقوى المنافسين على لقب البطولة الوطنية لهذا الموسم، كانت تحدونا رغبة كبيرة لتحقيق ذلك إلا أن السرعة النهائية خانتنا في المباريات الأخيرة، حيث أن الرتبة السادسة التي إحليناها لا تعكس المستوى الحقيقي للفريق التطواني.
- المنتخب: لكن الغريب في الأمر أن الهزائم جاءت بحصة عريضة؟
كروش: المغرب التطواني يلعب بطريقة هجومية ويلعب بأسلوب أوروبي هذا ما يعرفه الجميع، لذلك كنا نخوض جميع المباريات من أجل الفوز مما كان يسهل على خصومها استغلال بعض الأخطاء وترجمتها إلى أهداف، لو كنا نلعب بطريقة دفاعية محضة فلن تسجل علينا تلك الحصص العريضة، لدينا دفاع في المستوى المطلوب بلاعبين جيدين وهي نفس الأسماء التي ساهمت بفوز المغرب التطواني بلقبين للبطولة الوطنية الاحترافية، وهذه هي كرة القدم، حيث أن الفريق أدى ضريبة لعبه الهجومي.
- المنتخب: ستعرف التركيبة البشرية للمغرب التطواني ثورة حقيقية مع الإعتماد على لاعبين شباب من مدرسة الفريق، ألا يعتبر هذه مجازفة؟
كروش: المغرب التطواني يتوفر على تركيبة بشرية في المستوى المطلوب ولن بتأثر برحيل بعض الأسماء لأن تعويضهما سيكون في المستوى المطلوب بلاعبين من ذوي الخبرة وهذا يعرفه الجميع لأن المغرب التطواني لم يعد مسموح له بتنشيط البطولة فقط، بل هو مطالب في كل موسم للحفاظ على توازنه ولعب الأدوار الطلائعية, لذلك فتطعبم الفريق بعناصر جيدة أمر لا مفر منه، لأن الإعتماد على اللاعبين الشباب بطريقة مبالغ فيها سيف ذو حدين، فإما أن تنجح في هذه المهمة أو تنعكس عليك وتكون عواقبها وخيمة، وخصوصا من الجانب النفسي للاعبين الشباب الذين هم في حاجة ماسة لدعم كبير من طرف الجميع حتى لا يسفطوا في المحذور, العناصر الشابة تتوفر على إمكانيات تقنية وبدنية في المستوى المطلوب وستقوم كلمتها في المستقبل شريطة أن يتم العناية بها وإعطائها ما تستحق لتقدم وأن تستفيد مما يستفيد منه جميع اللاعبين لأن مستقبل المغرب التطواني في هؤلاء الشباب.
- المنتخب: لماذا لم تنل حظك فيما يتعلق بمنحة التوقيع على غرار بعض اللاعبين الآخرين؟
كروش: شكرا على هذا السؤال، أعتقد بأنه يجب طرحه على من يهمه الأمر، لقد ضحيت بما فيه الكفاية لأنني أحببت المغرب التطواني الذي أوصلني إلى هذا المستوى ولا داعي للخوض في هذا الموضوع لأنه يؤلمني، أنا أريد ضمان مستقبلي لأن عمر كرة القدم قصير ومن يفرط فيه سيجد نفسه في الشارع من دون مستقبل يذكر.
- المنتخب: يتضح من خلال كلامك على أنك عازم على تغيير الأجواء؟
كروش: بطبيعة الحال، لأن الصبر قد نفد والوعود تذهب كالسراب، فهل سأبقى أسعى خلفها ؟ أنا أنتظر المستحيل الذي قد يأتي او لا يأتي، طبعا الأولوية للفريق التطواني الذي يبقى له الحق في اختيار الأنسب ولن تفضله عن باقي الفرق شريطة أن يستجيب لجميع متطلباته المالية على غرار باقي اللاعبين أظن أن الرسالة واضحة ولا داعي لللعودة إليها والرحيل سيكون لتحسين الوضع.
- المنتخب: وهل توصلت بعروض جدية؟
كروش: نعم توصلت بعروض جدية وقوية من فرق وطنية كبيرة ومن بينها الرجاء البيضاوي، وسأناقشها لكي أختار الأنسب، ودائما أقولها وأكررها فالأولوية للفريق التطواني الذي ما زال يربطني به عقدا، وأحترم جميع مكوناته وعلى رأسها رئيس الفريق عبدالمالك أبرون الذي لم يبخل علي في أي شيء، في كل موسم كنت أتلقى عروض مغرية لكنني كنت لا أريد أن ألعب بمشاعر الجماهير التطوانية التي وقفت بجانبي في السراء والضراء وأزرتني كثيرا، فتحية لها مرة أخرى وستبقى دائما في القلب لأنها تستحق التقدير والإحترام.
- المنتخب: في نظرك، هل بمقدور المغرب التطواني أن يكون الحصان الأسود للبطولة الوطنية الموسم المقبل في ظل التغييرات التي تعرفها شاكلته؟
كروش: نعم وبكل تأكيد لأن فريق المغرب التطواني يتوفر على تركيبة بشرية في المستوى الجيد ولن يتأثر برحيل بعض الأسماء، وهذا يعرفه الجميع، فالمواسم الأخيرة ضم الفريق أسماء وازنة، كما أن سياسة التكوين التي ينهجها الفريق أعطت أكلها، حيث أصبح خزانا للمواهب والدليل الأسماء التي ألحقها المدرب لوبيرا بفريق الكبار في الموسم المنتهي خلال المباريات الأخيرة وقد أبانت عن علو كعبها لأن تكوينها كان في المستوى المطلوب على يد الإطار الوطني الكفء عبدالواحد بنحساين الذي يرجع له الفضل في هذه الصحوة التي يعرفها الفريق على مستوى التكوين، فقد ساعدنا كثيرا ودافع عن مؤهلاتنا، فتحية له، وأتمنى له من قلبي مسيرة موفقة في مشواره التدريبي, وعلى المغرب التطواني ان يستفيد من خبرته ومؤهلاته المعرفية التي بتوفر عليها وضمه للإدارة التقنية لأنه الرجل المناسب لشغل هذا المنصب.
- المنتخب: ما هو تقييمك للبطولة الاحترافية في موسمها الخامس، هل هناك من تطور؟
كروش: البطولة الوطنية عرفت تطورا كبيرا على جميع المستويات، الجميع بات يعرف ما له وما عليه، والمسير يعمل كل ما في وسعه لإرضاء اللاعب بعقود في المستوى واللاعب يجتهد ويكد لكي يكون أهل لهذه الثقة، كما أن الجامعة الملكية المغربية كانت في المستوى وتسير في اتجاه الصحيح للرقي بهذه البطولة إلى الأفضل، حيث وفرت كل ظروف النجاح من بنيات تحتية جيدة وقوانين اللعبة، مما كان له انعكاس جيد على مردودية جميع الفرق.
- المنتخب: ماذا يعني لك الحفاظ للموسم الثالث على التوالي على الإستقرار التقني بقيادة المدرب الإسباني لوبيرا؟
كروش: الإحتفاظ بالطاقم التقني للموسم الثالث جد إيجابي وسيكون له وقع كبير على مستقبل الفريق خصوصا خلال الموسم المقبل، فالمدرب لوبيرا يعرف جيدا خبايا المغرب التطواني ويتعامل مع جميع اللاعبين بطريقة احترافية، وهذه واحدة من عوامل النجاح إن شاء الله في الموسم المقبل، فالبرغم من النتائج السلبية التي حققها الفريق الموسم المنتهي إلا أن الجميع إقتنع بالعمل الذي يقوم به هذا المدرب وطاقمه التقني الذي يوفر له أجواء العمل باحترافية كبيرة ومن بينهم جمال التدريب ومدرب الحراس الحميدي والمعهد البدني الاسباني مانويل.
- المنتخب: ما هي طموحاتك وأهدافه المستقبلية؟
كروش: طموحاتي هو أن أكون عند حسن ظن الجميع وأقدم كل ما لدي لحصد المزيد من الألقاب ومن بينها كأس العرش الغالية، وأخوض تجربة احترافية في المستوى المطلوب، كما أطمح لحمل قميص المنتخب المغربي المحلي وأقدم صورة مثالية عن اللاعب المحلي.
- المنتخب: كيف هي علاقتك مع المكتب المسير والمدرب لوبيرا؟
كروش: علاقة يطبعها الإحترام والتقدير المتبادل، لأن ما يقال عني هو كلام غير صحيح، فأنا تربيت تربية حسنة وأخلاقي لا تسمح لي بالخروج عن النص، والمغرب التطواني أعطاني الشيء الكثير، لذلك على الجميع أن يعرف ما له وما عليه، نشكر الله على أننا في أياد آمنة، أما علاقتي بالمدرب لوبيرا فهي ممتازة، أحترم قراراته ولم يسبق لي أن دخلت في أمور لا تخصني مع أي مدرب مر بالمغرب التطواني.
- المنتخب: ماذا عن رحيل نجوم الفريق، وهل بمقدوره مسايرة إيقاع البطولة بلاعبين شباب الموسم المقبل؟
كروش: هذه هي سنة الحياة، اللاعب مطالب بإيجاد راحته وتغيير الأجواء لتحسين وضعيته الإجتماعية أو الهروب من الضغط الجماهيري، والمغرب التطواني تأقلم مع مثل هذا الوضع وكان دائما يجد الحلول المناسبة بتعويض الأسماء المغادرة بأخرى مجربة، على العموم هذه الأمور هي من اختصاصات الطاقم التقني، ونحن كلاعبين ما يهمنا هو أن نكون في الموعد ونقدم كل ما لدينا خدمة لمصلحة الفريق التطواني الذي هو قادر على الحفاظ على توازنه ولن يتأثر برحيل بعض الأسماء.
- المنتخب: ماذا يمثل لك الجمهور التطواني؟
كروش: جمهور كبير وحضاري يقف مع الفريق في السراء والضراء، فرغم النتائج السلبية التي نحصل عليها إلا أنه نجده دائما بجانبنا، هو جمهور يستحق كل التقدير والإحترام وأتمنى من الله العلي القدير أن نكون عند حسن ظنه الموسم المقبل، وبهذه المناسبة أطلب منه دعم اللاعبين الشباب والوقوف بجانبهم لأنهم سيكون لهم شأن كبير في المستقبل.
- المنتخب: كلمتك الأخيرة
كروش: أشكركم على هذه الإستضافة، وبالمناسبة أتمنى للمنتخب المزيد من التألق بعد 30 سنة من العطاء، فتحية لجميع العاملين بها. ومن هذا المنبر أشكر جميع مكونات الفريق وعلى رأسهم رئيس الفريق عبدالمالك أبرون.