الكوكب المراكشي استفاد من أخطاء هذا الموسم
لفت الكوكب المراكشي الأنظار في الفترة الأخيرة بعد المشوار الجيد الذي يوقع عليه في كأس الكونفدرالية الإفريقية، بدليل أنه يتصدر المجموعة الثانية في بواقع فوزين من أصل مباراتين، والأكيد أن وراء هذه النتائج مجموعة من اللاعبين أبرزهم صخرة الدفاع أحمد شاكو الذي يعتبر من الدعائم الأساسية بالفريق.
ويتحمل شاكو قيادة الدفاع المراكشي نظير التجارب التي خامرها، حيث لعب لسنوات مع الدفاع الجديدي والرجاء قبل أن يحط الرحال بالكوكب المراكشي، حيث يسلط الضوء في حواره على الموسم الصعب الذي وقع عليه فارس النخيل، كما تحدث أيضا عن السر وراء المشوارالإفريقي الملفت وكذا طموحاته والعروض التي توصل بها.
- المنتخب: سجلتم الأهم على الأهلي الليبي وفزتم عليه، أكيد أن المباراة لم تكن سهلة؟
أحمد شاكو: فعلا المباراة كانت صعبة، لأننا كنا نعرف أن الفريق الليبي رغم أنه استقبلنا بتونس كان يخطط للفوز علينا، علما أنه خسر في مباراته الأولى أمام الفتح، لذلك وضع خيار الفوز في هذه المباراة كمطلب أول، وقد تعذبنا نوعا ما في الشوط الأول لأن الفريق المراكشي ضغط علينا كثيرا، لكننا عرفنا كيف نمتص حماسه ولعبنا بطريقة جيدة، كان علينا أن نضع مجهودا كبير لنحسم المباراة لصالحنا.
- المنتخب: بدا واضحا أنكم كنتم عازمين للعودة بنتيجة إيجابية أمام الأهلي؟
أحمد شاكو : فعلا خططنا للعودة بنتيجة إيجابية لأننا كنا نريد تكريس الإنتصار الثمين الذي سجلناه على نجم الساحل التونسي، كنا نعرف أن المباراة ستكون صعبة لكن عزيمتنا كانت أقوى وخططنا للعودة إما بالتعادل أو الإنتصار، الحمدلله أن الأمور سارت بشكل جيد وحققنا ثلاث نقاط غالية، وهو ما يؤكد أن الكوكب المراكشي جاهز للذهاب بعيدا في كأس الاتحاد الإفريقي والذهاب بعيدا فيها رغم الصعوبات التي وجدناها هذا الموسم في البطولة.
- المنتخب : الأكيد أن الفوز الأول الذي سجلتم على نجم الساحل التونسي منحكم جرعات من الثقة للبحث عن نتائج إيجابية؟
ــ أحمد شاكو: فعلا، بدايتنا كانت إيجابية، إذ لم يكن من السهل الفوز على بطل إفريقيا، الإنتصار على الفريق التونسي رفع علينا الضغط كما رفع من معنوياتنا، لأن الفرق التونسي يعتبر من أبرز الأندية الإفريقية، وانتصارنا عليه يؤكد أن لدينا الإمكانيات للوصول على الأقل للمربع الذهبي، مواجهة الفرق الكبيرة دائما م تعكس المستوى الحقيقي لأي فريق، والكوكب المراكشي بانتصاره على بطل إفريقيا يؤكد أن بإمكانه تسجيل المزيد من النتائج الإيجابية.
- المنتخب: تنتظركم مباراة صعبة في الجولة لثالثة، بل استثنائية عندما تواجهون الفتح؟
أحمد شاكو: فعلا هي مباراة استثنائية وأنا أعتبره عرسا كرويا مغربيا بنكهة إفريقية، أكيد أنها ستكون صعبة لأن الفتح يريد من دون شك الفوز فيها، مع الأسف أني سأغيب عن هذه المباراة إلى جانب الزبيري لجمعنا إنذارين، لكن لا ضير لدينا البدائل واللاعبين القادرين على لعب نفس الدور الذي نقوم به نحن الاثنين، أتمنى أن نوقع على نفس المستوى الذي وقعنا عليه في المباريات السابقة لتسجيل نتيجة إيجابية.
- المنتخب: ربما هي مباراة مختلفة عن باقي المباريات، إن لم نقل أنها الأصعب؟
أحمد شاكو: فعلا هي مباراة صعبة أولا لطابعها المحلي لأننا نعرف بعضنا البعض، وكل طرف يمني النفس أن يسجل نتيجة إيجابية، سنواجه الفريق البطل الذي وقع على موسم جيد، لكن يجب التذكير أن الفتح بدوره يحسب لنا ألف حساب ويحترمنا لأننا نحتل المركز الأول في مجموعتنا ونملك الإمكانيات لتسجيل نتيجة إيجابية، أتمنى أن نقدم إلى جانب الفتح طبقا كرويا في المستوى يليق بقيمة المنافسة.
- المنتخب: ربما حسابات هذه المباراة تختلف عن مواجهتكم في البطولة؟
أحمد شاكو: أظن أن الحظوظ متكافئة بين الفريقين، هذه المباراة لا تمت بأي صلة لمواجهات البطولة، ستكون حسابات أخرى وأجواءا مغايرة، نحن نعرف الفتح جيدا وسبق أن تعادلنا معه في الذهاب بالبطولة وخسرنا في الإياب بصعوبة، هناك مجموعة من الأمور التي ستتحكم في المباراة، منها ما هون فسي وتقني وتكتيكي وغيرها من الأشياء التي سيأخذها الفريقان بعين الاعتبار لتفادي أي نتيجة سلبية، أريد التأكيد أني أتمنى أن نتأهل إلى جانب الفتح إلى المربع الذهبي ولما لا نواحه بعضنا البعض في المباراة النهائية.
- المنتخب: يبدو أن الكرة المغربية انتعشت على المستوى القاري بدليل النتائج الإيجابية التي يسجلها الثلاثي الذي يمثلها في المنافسة الإفريقية؟
أحمد شاكو: هذا خير رد على الذين يشككون في البطولة المغربية بل الكرة المغربية ككل، تابعنا تأهل المنتخب المغربي المبكر لتصفيات كأس أمم إفريقيا، واليوم تسجل الأندية نتائج باهرة، لذلك جاءت الانتفاضة في الوقت المناسب، صحيح أن الأندية المغربية كن يُحكم عليها بالإقصاء في الأدوار الأولى، بسبب سوء التدبير وعدم الاستعداد جيدا قبل دخول المنافسة الإفريقية، اليوم تغيرت عدة أمور وفطن المسؤولون أن على الكرة المغربية عليها استثمار إمكانياتها، لأنها ليست أقل من الأندية الإفريقية الأخرى من جميع المستويات.
- المنتخب: وضعية متناقضة تلك التي يعيشها الكوكب هذا الموسم، حيث عانيتم في البطولة، بالمقابل تألقتم على المستوى القاري؟
أحمد شاكو: أعتقد أن المنافستين مختلفتين، البطولة تلعب بضغط كبير وبإيقاع لا يتوقف، بالمقابل نشارك في المنافسة الإفريقية دون ضغط وهناك متسع من الوقت للإعداد للمباريات ودراسة الخصم، كما أنها تجرى بنظام الذهاب والإياب، ما يعني أن هناك فرصة للتعويض والإعداد، بالمقابل الأمور مغايرة في البطولة في جميع المستويات، لكن وكما أكدت في الوضعية التي عشناها في البطولة لا تعكس إمكانياتنا.
- المنتخب : برأيك ما الذي جعل الكوكب يوقع على مستوى متواضع حتى أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط للدرجة الثانية؟
أحمد شاكو: صحيح أنه من يلقي نظرة على لائحة اللاعبين سيتفاجأ للنتائج التي سجلناها، لأنه لا يعقل أن نعيش ذات الوضعية، لكن هناك مجموعة من الأمور جعلت الفريق لم يحقق النتائج المرجوة، أبرزها التغيير الكبير الذي عرفه على مستوى التركيبة البشرية، حيث انتدب العديد من اللاعبين الجدد، ولم يحصل ذلك الإنسجام بيننا مبكرا، فكان من الطبيعي أن يكون لذلك تأثير على المستوى التقني، ناهيك عن الحظ الذي لم يكنب جانبنا ثم الضغط الذي عشناه بسب تراجع النتائج ، ومع ذلك أعتبر أن هذه الوضعية عادية، لأن كل الأندية تمر من فترة فراغ بعد مواسم تألق فيها الكوكب، لكن الأهم حققناه وهو ضمان البقاء.
- المنتخب: كان موسما شاقا، وعشتم ضغطا في الجولات الأخيرة، كيف تجاوزتم كل العراقيل؟
أحمد شاكو: فعلا لم تكن مهمة جميع فعاليات الفريق سهلة هذا الموسم، خاصة في الدورات الأخيرة، مع الأسف أن مباريات البطولة الحاسمة تزامنت مع المنافسة الإفريقية فكان علينا أن نجمع بينا لمنافستين، كان همنا الأول أن نضمن بقاءنا وكل المباريات كانت عبارة عن مواجهات سد تطلبت منا تسجيل نتائج إيجابية لنرفع من حظوظ بقائنا، لذلك أشكر بهذه المناسبة كل فعاليات الفريق للجهود التي قامت بها من أجل تحقيق كل الأهداف.
- المنتخب: ألم تشعرون بنوع من الإرهاق، في الفترة الأخيرة من الموسم الأخيرة بسبب ازدحام الأجندة؟
أحمد شاكو: فعلا كان مشكلا حقيقيا بالنسبة للاعبين، لا أخفي عليك أننا اضطررنا لإجراء بعض مباريات دون خوض التمارين بدنية، بسبب عدم استفادتنا من الراحة ناهيك عن الرحلات المكوكية التي قمنا بها والمباريات الصعبة التي أجريناها في الأدغال الإفريقية، كان من الطبيعي أن نعاني من هذا الجانب، العامل النفسي يكون له دور في مثل هذه الحالات، إذ لم يكن من حقنا أن نستسلم أو أن نقدم أعذارا أمام الوضعية التي كان عليها الفريق، كنا مجبرين لتجاوز كل العراقيل لتحقيق البقاء، الحمدلله أنه بفضل تضحيات اللاعبين تمكنا من التغلب على الإرهاق وكل الإكراهات التي واجهتنا.
- المنتخب: برأيك ماذا الذي تغير بعد إلتحاق المدرب حسن بنعبيشة بالفريق؟
أحمد شاكو: بداية لا بد من الإشارة إلى العمل الذي قام به المدرب هشام الميعي والنتائج التي سجلها طيلة مشواره مع الكوكب المراكشي، هذا الموسم لم يكن محظوظا رغم العمل الذي قام به، فكان أن تعاقد الفريق مع المدرب حسن بنعبيشة الذي غير من المنظومة التكتيكية، حيث اعتمدنا في بناء العمليات الهجومية من الدفاع إلى الهجوم، وقد أعطت هذه الخطة أكلها بدليل أننا أصبحنا نسجل الكثير من الأهداف.
- المنتخب: الهاجس المالي أيضا كان له تأثير نوعا ما على مشواركم هذا الموسم، كيف واجهتم هذا الطارئ؟
أحمد شاكو: فعلا، تعرف أن الجانب المالي له دور كبير في حياة اللاعب، لكن الأمور سارت بشكل جيد مع توالي دورات البطولة، لقد تحدثنا مع المسؤولين وكان هناك نوع من القلق انتداب اللاعبين، ومع ذلك قررنا في إحدى فترات البطولة وضع المشكل المالي جانبا للتركيز على المباريات، خاصة وكما تعرفون مررنا من فترات صعبة وكان لا بد من تجاوزها ونجحنا في ذلك، أريد التأكيد أن المسؤولين وضعوا كل إمكانياتهم لصرف المستحقات المالية، بقي الآن جزء بسيط منها وسيتم صرفها في الأيام المقبلة.
- المنتخب: تألقت مع الدفاع الجديدي ولعبت له خمس سنوات كانت ناجحة، لكن بالمقابل تجربتك مع الرجاء لم تكن ناجحة، برأيك ما سبب ذلك؟
أحمد شاكو: فعلا لم أرض على ما قدمته مع الرجاء، وليس هذا هو المستوى الذي كنت أتمنى تقديمه مع الفريق الأخضر، لم أخض الكثير من المباريات مثلما كنت أخطط له، صحيح أني لعبت حوالي 20 مباراة في جميع المنافسات، لكن ليس هذا ما كنت أسعى تقديمه، السبب يعود لعدم منحي الفرص الكاملة للعب، ناهيك للإصابة التي أبعدتني حوالي شهرا.
ينتابني نوعا ما بعض الندم لأن الاختيار كان خاطئا وكأني تسرعت في ذلك، خاصة أني كنت قريبا من الانتقال للوداد بنسبة 99 في المائة لكن فجأة تغير كل شيء، لكن على العموم الإنسان في الأخير يستفيد من تجارب الحياة، وأنا اليوم سعيد بما أقدمه اليوم مع الكوكب المراكشي، حيث عوضت تجربة الرجاء، بدليل أني هدافا للفريق على مستوى البطولة بـ 5 أهداف و8 أهداف في جميع المنافسات.
- المنتخب: كثر الحديث على توصلك بعروض مغربية وخليجية، ما صحة هذه الأخبار؟
أحمد شاكو: أريد أولا أن أشكر جل مكونات الفريق من مسؤولين وجمهور ولاعبين وطاقم تقني على الدعم الذي لقيته بالفريق، وكذا الفرصة التي منحت لي لأعود إلى الواجهة مجددا، فعلا توصلت بعروض من المغرب والخليج والأمور الآن بيد وكيل أعمالي الذي يقوم بدراستها، سنرى في الأيام القادمة قيمتها وستكون لي جلسة مع المسؤولين في حال اقتناعي بأحد العروض لعرضه عليهم، علما أن لي بندا يسمح لي بالرحيل في الموسم الثاني مع الكوكب.