منذ سنة بالتمام والكمال ونحن نسمع ونتابع أخبار حكيم زياش وقرب خروجه من تفينتي صوب فريق عالمي، ومنذ الميركاتو الصيفي السابق واللاعب يتصدر العناوين ويقترب من جميع الفرق العملاقة بمبالغ فلكية وأرقام قياسية، في الخيال وليس الحقيقة طبعا.
أفضل لاعب في هولندا وأحسن هداف وأجود صانع ألعاب على الإطلاق في الإيرديفيزي خلال السنوات الماضية، يعيش على وقع الإحباط واليأس بل والتشاؤم بخصوص مصيره الحالي مع تفينتي، إذ وبينما إعتقد الكل بأن الرجل ودع زملاءه في ماي الماضي فإذا به يعود إليهم من جديد هذا الأسبوع، حيث رجع إلى مقر الفريق ليستأنف التداريب ويشرع في التحضير الطبيعي للموسم المقبل.
حكيم فضل قضاء عطلته أولا بإيبيزا الإسبانية ونسيان مستقبله الغامض، ثم العودة إلى الديار ودخول قاعة الإنتظار الذي قد يطول، لسبب بسيط كون تفينتي وعكس ما يقال ويُكتب لم يتوصل بأي عرض رسمي بخصوص اللاعب.
المدير الرياضي للنادي تيد فان لويفن خرج قبل أيام بتصريح للصحافة الهولندية التي إستغربت لرجوع زياش إلى التداريب، قائلا بأن مستقبله مجهول وصفقة إنتقاله معقدة، ومرتبطة بالعديد من الأشياء أبرزها ضرورة التوصل بعرض جدي أولا ثم التفاوض بشأنه شريطة أن لا يقل عن 15 مليون أورو.
هذا المبلغ مبالغ فيه وتعجيزي لكل الأندية التي سبق وأن أعربت عن إهتمامها باللاعب دون أن تتجرأ وتتقدم لطاولة المفاوضات، ووحده فولسفبورغ من كانت له الجرأة لإرسال برقية إتصال وعرض رسمي في يناير الماضي بقيمة 8 مليون أورو مع إمتيازات أخرى، لكن الرفض جاء من المعني بالأمر بداعي أنه لا يريد البوندسليغا.
لا فريق من الليغا إتصل ولا نادي يبحر بالبرمرليغ فاوض ولا ممثل عن الكالشيو تقدم، وأفضل الأندية المهتمة بزياش حالا لا تريد أن تدفع أكثر من 7 أو 8 ملايين أورو.
مسلسل زياش يذكر بمسلسل مواطنه أسامة السعيدي الذي كان قبل سنوات حديث الساعة في هولندا، والنجم الذي قيل أن سعره لا يقل عن 20 مليون أورو، لكن المفاجأة الكبيرة كانت بإنتقاله من هيرنفين إلى ليفربول مقابل 3 ملايين أورو فقط، وبينما توقع الكل تطوره ودخوله عالم الشهرة والأضواء الحقيقية فإذا به يختفي وينطفئ لينتهي به المقام حاليا كلاعب عاطل بدبي.
لا يجب أن نتفاجأ إذا بقي زياش مع تفينتي في الإيرديفيزي لأشهر أخرى، كما لا يجب أن نتفاجأ إن إنتقل في أحسن الأحوال بملبغ زهيد لا يوازي قيمته إلى فريق ضعيف أو متوسط في بطولة لا بأس بها، فالمفاجآت صارت عادات لفئة كبيرة من المحترفين المغاربة في السنوات الأخيرة، والأمثلة غزيرة على ذلك.