تمكن الجيش الملكي من العودة سريعا للأضواء في البطولة الإحترافية وكأس العرش خلال الموسم المنتهي، والفضل يعود للمدرب عبد المالك العزيز الذي إستطاع إعادة الفريق لسكة الإنتصارات مكنته من تسلق الدرجات من المركز 13 إلى المركز الرابع الذي أهله للمشاركة في عصبة أبطال العرب.
في هذا الحوار يتحدث العزيز عن صحوة الجيش وسر العودة القوية التي أعادت الطمأنينة للمحبين والأنصار، وعن المكالمات الهاتفية لرئيس الفريق الجنيرال دوكور دارمي حسني حسني بنسليمان خلال نهاية أية مباراة.
مسؤولو الجيش الملكي جددوا الثقة في المدرب عبد المالك العزيز ليقود الفريق في الموسم القادم، وكله طموح لإعادة أمجاد الفريق العسكري الذي كان ينافس على الألقاب.
كل التفاصيل حول تحضيرات الفريق العسكري تجدونها في هذا الحوار.. تابعوا التفاصيل:

- المنتخب: إحتل الفريق العسكري المركز الرابع في البطولة بعدما كان يوجد في المركز 13، كيف تحضر الفريق للموسم الكروي الجديد؟

العزيز: فعلا عندما تقلدت مسؤولية تدريب الجيش الملكي فريقي الأم الذي يعود له الفضل في كل ما وصلت إليه في مشواري التدريبي، كان يوجد في وضعية لا تشرف فريقا مرجعيا له تاريخ كبير مع الألقاب والإنجازات، لذلك كان لا بد من إعادته لمكانته الطبيعية ضمن أندية المقدمة، والحمد لله بتظافر الجهود تمكنا من إنهاء الموسم في المرتبة الرابعة التي تؤهلنا للمشاركة في عصبة أبطال العرب، وكان بالإمكان أن نكون أفضل لو حققنا الفوز في بعض المباريات منها نهضة بركان الذي إنهزمنا أمامه في الوقت الذي كنا قريبين من الفوز عليه، كما أشير إلى أن هذا الإنجاز له إرتباط كبير بالعمل الجاد الذي نقوم به أثناء التداريب، وهنا لا بد من الإشادة باللاعبين الذين ركبوا معي هذا التحدي وكانوا في مستوى المسؤولية بدليل سلسلة النتائج الإيجابية التي حققوها.
وبالعودة لسؤالك فنحن نكثف كل الجهود ليكون الفريق العسكري جاهزا للموسم المقبل، وأعتبر المباريات التي نخوضها على مستوى الكأس فرصة كبيرة لتحضير الفريق، حيث نقف على إمكانيات اللاعبين الذين سيدافعون عن قميص الفريق في الموسم المقبل.

ADVERTISEMENTS

- المنتخب: ما هو السر في التحول الذي عرفه الجيش الملكي عندما أخذت بزمام الأمور؟

العزيز: عندما تمت المناداة علي للإلتحاق بطاقم المدرب السابق روماو قبلت الدعوة بدون تردد، لأنني إبن الفريق الذي تربيت في صفوفه إلى أن إعتزلت كرة القدم، قبل أن ألج عالم التدريب في مدرسة النادي، ثم إلتحقت مدربا مساعدا لهنري سطمبولي، وحققت معه لقب وصيف بطل إفريقيا بعد خسارتنا في المباراة النهائية. 
وأعتقد أنه بعد تجارب ناجحة مع الفرق الوطنية، عدت إلى بيتي الأصلي لأساعد فريقي الأم على تحقيق النتائج الإيجابية، بعد سنوات بصمت فيها على حضور جيد رفقة قصبة تادلة الذي ساهمت في صعوده، إضافة إلى الرشاد البرنوصي واتحاد أيت ملول واتحاد طنجة وغيرها، كل هذه المحطات مكنتني من ركوب هذه المغامرة وهذا التحدي مع فريقي الجيش الملكي، والواقع وجدت بجانبي رجالا إستماتوا معي في كل المباريات، وكانوا نعم اللاعبين المخلصين الأوفياء لفريقهم، حيث تمكنا من إخراج الفريق من الوضعية التي كان يشكو منها، بدعم من المكتب المسير الذي وفر لنا كل الإمكانيات، والله أنصفنا في هذه المحطة وخلقنا الإستثناء في مرحلة الإياب، فكانت النهاية جميلة أسعدت الجماهير العسكرية وكل مكونات الفريق.

- المنتخب: ألم تشعر بحجم المسؤولية، خصوصا في حال فشلك لكون الفريق كان يوجد في المركز الثالث عشر؟

العزيز: من طبعي أعشق التحدي ولا أخشى الخوف، كنت أعرف بأن الفريق العسكري كان بحاجة فقط إلى تعبئة اللاعبين وإخراجهم من الإحباط، والحمد لله نجحنا من رفع الضغط عليهم أثناء الحصص التدريبية، عندما جئت لأساعد المدرب جوزي روماو كان الهدف هو العودة بالفريق إلى سكة الإنتصارات وتجاوز مرحلة الفراغ التي يمر منها الفريق، الحمد لله المهمة كانت ناجحة بكل المقاييس، وكما قلت لك أنا من طينة المدربين الذين يعشقون التحدي ولا أخاف ركوب الأمواج، لقد كان همي الوحيد هو إخراج فريقي من الوضعية التي كان يوجد عليها والتي لا تليق به كفريق راكم عدة ألقاب، ويعتبره الكثير من المغاربة صورة نموذجية للفرق الوطنية المحترفة، وصراحة كنت أعرف جيدا مكامن الخلل التي كان يعاني منها الفريق العسكري والحمد لله نجحنا في تدبير المرحلة بشكل جيد.

- المنتخب: هناك من قال بأنك غدرت بالمدرب السابق روماو وأنك خططت لأن تصبح المدرب الأول بالجيش؟

 العزيز: أخلاقي التي تربيت عليها داخل الجيش الملكي لم تكن تسمح لي بالقيام بمثل هذه المناورات الغريبة على ثقافتي وأسلوبي في العمل، أنا لم أغدر بروماو، لقد جئت لمساعدته على تحقيق النتائج الإيجابية، وليس للضغط عليه وإزاحته، وكما تعلمون فعندما غادر اسطمبولي الفريق قبل ثماني سنوات، قدت الفريق العسكري أمام الدفاع الجديدي، وبعد نهاية المباراة صرحت لوسائل الإعلام أن هذا الفوز أهديه إلى المدرب اسطمبولي، وعندما غادر روماو الفريق وحققت أول فوز مع الجيش الملكي صرحت أيضا لوسائل الإعلام وقلت بأن هذا الفوز أهديه لروماو، لهذا ليس من شيمي وأخلاقي وتربيتي الغدر بالأشخاص، وشخصيا لا أهتم بمثل هذه الأمور، أنا أهتم بالعمل الذي أقوم به مع الفريق ومع اللاعبين في الحصص التدريبية وفي المباريات الرسمية.

- المنتخب: طيب، ما هي الوصفة التي قمت بها حتى عاد الفريق العسكري بقوة للبطولة؟

العزيز: قلت لك بأنني كنت أعرف جيدا مكامن الخلل الذي كان يعيشه الفريق، لذلك عملت على الرفع من معنويات اللاعبين، علما أن الفريق العسكري يضم العديد من اللاعبين المميزين كان ينقصهم التركيز والإنضباط والخروج من حالة الإحباط، كل هذه العوامل تطلبت منا وقتا كثيرا، خاصة أثناء الحصص التدربيية التي خصصناها كحلقات لضبط إيقاع الفريق والإشتغال مع اللاعبين لتصحيح الأخطاء التي كانوا يرتكبونها في المباريات الرسمية، وهنا يمكن أن أقول لك بأننا كطاقم تقني نجحنا في تدبير المرحلة، وأن اللاعبين إستوعبوا جيدا المنظومة التكتيكية التي كنا نشتغل عليها، وهذا هو الجانب الذي كان يهمني.

- المنتخب: يتساءل الكثيرون عن إبعاد بعض اللاعبين عن التشكيلة الرسمية للفريق، هل الأمر يتعلق بإختياراتك التقنية؟

العزيز: اللاعبون الذين لا أستدعيهم للمباريات يعني أنهم لا يدخلون ضمن منظومتي التكتيكية، وبالتالي كان لا بد من الحفاظ على نواة الفريق، ثم فأنا لم أقم بتغييرات كثيرة فاللاعبون الذين كان المدرب السابق روماو يعتمد عليهم هم الذين اشتغلت معهم بإستثناء البعض منهم، أنا لم أقص أحدا، سأواصل العمل مع العناصر التي وقع عليها إختياري مع إنتداب لاعبين محسوبين على رؤوس الأصابع، أمامنا الوقت لكي نحضر الفريق للموسم المقبل ولي اليقين بأننا سنعود بقوة بعدما تمكنا من خلق النواة، وإحتلالنا للمركز الرابع في البطولة يعتبر إنجازا بالنسبة لي كمدرب صعد بالفريق من الرتبة 13 إلى الرتبة الرابعة.

- المنتخب: الفريق العسكري يراهن على العودة بقوة لمنافسات كأس العرش، هل بمقدور فريقك العودة لهذه المنافسة التي لم يفز بها منذ 2009؟

العزيز: في الحقيقة بات ضروريا عودة الجيش الملكي إلى واجهة المنافسة على لقب كأس العرش، الذي لم يذق طعمه منذ 2009، عندما تقلدت مسؤولية تدريب الفريق عاهدت نفسي على إعادة الفريق لسكة الألقاب، وأملي أن أفوز بلقب معه بعد هذه العودة الموفقة التي رفعت من درجة التحضير الجيد للاعبين، إن شاء الله سنكون في الموعد.

- المنتخب: بعد كل الذي حققته مع الجيش الملكي، كان الجنيرال دوكور دارمي حسني بنسليمان يتصل بك ويهنئك على الإنجازات التي تحققها، ماذا تمثل لك هذه الإلتفاتة؟

العزيز: إعتبرت تهنئة الجنيرال دوكور دارمي حسني بنسليمان تحفيزا كبيرا لي لمواصلة العمل بنفس الروح والجدية حتى يعود فريقنا العتيد الجيش الملكي لما كان عليه في السابق، لقد أحسست بفخر واعتزاز بهذه التهنئة من رئيس الفريق التي ستظل موشومة في ذاكرتي، وسأعمل على إستغلال كل النصائح والتوجيهات التي قدمها لي رئيس الفريق، وأقول لك بكل صراحة عند كل نهاية المباريات التي فزنا بها كان يتصل بي هاتفيا ليهنئني ويهنئ اللاعبين، كما لا أنسى دعم المكتب المسير وكل الفعاليات العسكرية التي تقدم الدعم للفريق.

- المنتخب: وأنت تتحدث عن الإنتصارات التي حققها الجيش الملكي، كيف كنت تعيشها وكيف كان وقعها على نفسيتك؟

العزيز: الأمر لا يتعلق بالإنتصارات فحسب، بل بالعمل الذي أقوم به برفقة الطاقم التقني خلال أسبوع بكامله، كنت أحس بأن اللاعبين إستوعبوا ما كنت أقدمه لهم أثناء التداريب، وهذا هو سر نجاح الجيش الملكي في كل المباريات التي حققنا فيها الفوز في مرحلة الإياب برغم أننا إنهزمنا أمام نهضة بركان الذي كان بالإمكان أن نفوز عليه بـ 18 هدفا، إذ أن لاعبا بديلا وحده ضيع خمسة أهداف، لقد كنت أبحث عن كيفية استرجاع الفريق العسكري هويته وأسلوب لعبه وحضوره الكبير في البطولة كما كان في السنوات الماضية.

- المنتخب: إذن، هل يمكن القول بأن الجيش الملكي جاهز للمنافسة على لقب البطولة الموسم القادم؟

العزيز: هذا ما أتمناه، ولكن هذا يتطلب منا إنتداب لاعبين بمواصفات جيدة، لملء بعض الفراغات التي يشكو منها الفريق، وهذا ما سنقوم به في القريب العاجل.

- المنتخب: هل هيأت برنامج التحضيرات الخاص بالموسم الجديد؟
العزيز: بالفعل هيأنا برنامجا تحضيريا للموسم المقبل، حاليا اللاعبون سيستفيدون من 28 يوما كعطلة، وبعدها سيعودون للمركز الرياضي العسكري للإنطلاق في التداريب لقرابة 20 يوما، وبعد ذلك سنرحل إلى إسبانيا للمشاركة في إحدى الدوريات هناك، وهذه التحضيرات ستقوي من عزيمة الفريق ليدافع عن حظوظه في المنافسة على لقبي كأس العرش والبطولة ثم كأس العرب في شتنبر المقبل. 

ADVERTISEMENTS

- المنتخب: ما هي رسالتك للجمهور العسكري؟

العزيز: الجمهور العسكري عليه العودة لدعم فريقه ومساندته، وأنا أكن لهذا الجمهور كل التقدير لأنه ظل وفيا ومخلصا في كل المباريات لكنني أدعوه للعودة «باركا» من المقاطعة، خاصة وأننا نوجد في وضعية جيدة وأعده بأن فريقه سيكون عند حسن الظن، والدعم الجماهيري أصبح مطلبا ملحا، لأن الجمهور هو من يصنع الإحتفالية والفرجة وهو من يرفع معنويات اللاعبين.