نجح الرائع حكيم زياش من أن يفرض نفسه أفضل أسود العالم للموسم الكروي المنقضي بعد أدائه الباهر وأرقامه الفردية المميزة وكذا لدخوله السلس أجواء المنتخب الوطني.
زياش وباستقراء لرأي متصفحي «المنتخب الإلكترونية» وكذا بحسب تصويت الإعلاميين هو أفضل أسد متوجا أجمل بداية واستهلال له بالمغرب باكتساح معظم الجوائز الفردية وفي مختلف الإستفتاءات التي أعقبت نهاية الموسم.
إختيار القلب ووصية الوالد
ظل الجمهور المغربي يترقب موقف وقرار اللاعب المغربي الفذ حكيم زياش بعدما تباينت التعليقات وكذا الأخبار التي همت مصيره سيما في ظل تعاقب وتكرار زيارات الناخب السابق الزاكي بادو لهولندا لتعقب خطواته ورصد حركته في أفق إقناعه بحمل قميص الأسود وقطع الطريق على منتخب هولندا وإغراءات وحتى ضغوط الثلاثي (داني بليند فان باسطن بجانب الإيحاءات التي كان يرسلها بين الفين والآخر كبيرهم غوس هيدينك).
الزاكي فعلها لينجز المهمة بنجاح من خلال استقطاب وسحب فنان ولاعب كان الناخب السابق واثق من كونه سيمثل أيقونة جديدة لكرة القدم المغربية والخيط الناظم الجديد بخط وسط الأسود والملهم لاعب الربط المميز الذي ظل الجمهور يشتهيه.
وليؤكد اللاعب من هنالك ومن هولندا ذات يوم من أيام شهر أكتوبر عن قراره في تغريدة تاريخية ألبس من خلالها صفحته بـ «أنستغرام العلم المغربي» وقال للهولنديين اخترت بالقلب وكفى.
حضر بعدها حكيم للمغرب وشارك بعد استقبال لائق وحفاوة كافأت الإختيار من طرف الجماهير المغربي مرفوقا بوكيل أعماله النخلي ووالدته وليعترف قبل مبارتي كوت ديفوار وغينيا الوديتين أن والده المتوفى هو سبب اختياره من خلال وصية كان قد تركها له فبر بها.
موهبة ترتفع بأراضي واطئة
بهولندا، حيث سحر الأداء واللعب الشمولي الموروث من عراب هذه الكرة رينوس ميشلز برز إسم وموهبة زياش رفقة فريق هيرنيفن وكان يومها النجم والظاهرة ماركو فان باسطن هو من يشرف على هذا الفريق وأطلع الإتحاد الهولندي لكرة القدم على بيانات النجم المغربي، وقال أنه سيكون خليفة اللاعب شنايدر بخط الوسط للمنتخب البرتقالي.
بحواري درونتن المدينة التي شهدت أولى مداعبات ومحاورة زياش للكرة لمع هذا اللاعب الفذ وقدم فواصل راقية للاعب قادم للأضواء والنجومية وموهبة بالفعل ستجد لها صدى بتعاقب المواسم.
وانفجر زياش رفقة توينتي أنشخيدة الذي خطب وده ليصر ملهمه وصانع ألعابه وهدافه وكل شيء في الفريق وليترجم سحره الموسم المنصرم بأرقام خرافية نافس من خلالها رونالدو وميسي على التمرير الحاسم والأهداف والتي ناهزت 18 هدفا وما يربو عن 25 تمريرة حاسمة.
لم ينتظر زياش كثيرا ليأسر قلوب الفرق الكبيرة بهولندا والتي طلبته بالإسم، إلا أنه قرر التحليق بعيدا عن بلاد الرسامين لكونه يرى نفسه في حضرة بطولة تقدم كشكولا كرويا يبرز فيه موهبته بإعلان التحدي.
الهولنديون توجوه الأفضل
لم يبخس الهولنديون بمواقع التواصل الإجتماعي وبالصحف كما بالإستفتاءات ذات المصداقية العالية حكيم حقه كونه الأفضل على الرغم من اختلاف الهوى والمذاهب والعشق بأن أظهر ولاءه للأسود.
فجاء اختيار موقع «فويتبول بريمر» الشهير صادما للبعض ومعلنا اختيار حكيم أفضل محترف بهولندي بنسبة 40 من الأصوات في حضرة 20 محترفا نافسه على هذا الوشاح.
وأعقب ذلك تتويجات داخلية باختياره من موقع النادي اللاعب الأفضل والأكثر تميزا وتأثيرا في نتائج فريقه وأحرز في استفتناءات مغربية نفس التقدير، وكان آخرها استطلاع رأي صحيفة المنتخب التي أعلنت أسد الموسم وبامتياز صريح جدا.
الصحف الهولندية وفي مقدمتها صحيفة تلغراف لم تترك هذه الإشادات تمر دون أن تخص حكيم بما يستحقه من تدير وأكدت أن بلاده التي لاختارها بالقلب والعاطفة أنصفته سريعا باختيارات جماهيرها.
أول الغيث ثنائية مع الأسود
لم يتأخر النجم المغربي أيضا في أن يتسلل لقلوب الجماهير المغربية والتي من أول إطلالة له شعرت وكأن تيمومي جديد بقالب وشكل مختلف وقد بعث من جديد.
اليسرى التي ترسم كما الريشة وتعزف كما المزمار بألحانها العذبة والكاريزما التي يتميز بها هذا اللاعب الفذ والمطلوب خاليا لأكبر فرق أوروبا بدليل أن «ليكيب» الفرنسية قدمت وبالرقم 45 فريقا كلهم على باب العازف.
لم يسجل زياش في المواعيد الرسمية التي خاض فصولا متقطعة منها أمام غينيا الإستنوائية والرأس الأخضر وأخيرا أمام ليبيا لكنه أبرق برسائل العشق والمتعة من خلال ثنائيته بملعب طنجة بمرمى فهود الكونغو ومن كرتين ولا أروع.
هذا هو حكيم زياش الذي يساوي حاليا أكثر من 15 مليار سنتيم في بورصة لاعبي الميركاطو الصيفي والقائد الجديد لجوقة الأسود وخيطها الناظم الذي طالما فتش عنه الربابنة الذين مروا من بنك احتياطه.
زياش رسام يرسم بالريشة وفنان عازف وهداف خارق وما إن يعض بالعناب على البرد فإنه بكل تأكيد سيترك وينقش إسمه ضمن خانة العظام والمميزين الذين ستحفظهم ذاكرة الجمهور المغريي.
شهادة في حق المتوج
عزيز ذو الفقار: زياش فنان ومستقبله سيكون مشرقا
قدم عزيز ذو الفقار الذي يعتبر أول محترف مغربي بالبطولة الهولندية شهادة كبيرة في حق زياش، وذلك عقب تتويجاته الفردية المتتالية سواء بالمغرب، أو هولندا مؤكدا أنه توقع له هذه النجاحات.
ذو الفقار قال في حق حكيم على قناة «بي أن سبور» إنه بمثابة إبن لي، بعد وفاة والده أنا من تبناه ولم يترك الفرصة ليزورني في مقر عملي أو في أماكن أخرى.
لقد نشأ في المدينة التي اشتغلت فيها وراقبت موهبته منذ كان صغيرا وراقني بالفعل ما كان يقدمه، إنه موهوب وفنان بالفعل وهو مصدر فخر بأن يكون في طليعة أكثر من 24 لاعبا مغربيا يمارسون على أعلى مستوى بهولندا، أتوقع له مستقبلا مشرقا وهو نموذج للاعب الرائع الذي يتطور باستمرار».