رفض عميد الفريق الوطني المهدي بنعطية إجراء أي تصريح أو حوار صحفي بعد نهاية المباراة التي جمعت يوم الجمعة الماضي بين الأسود وليبيا بملعب رادس بتونس، وقبيل صعوده للحافلة للتوجه إلى المطار إستوقفت بعثة «المنتخب» اللاعب وطلبت منه الإجابة على بعض الأسئلة، لكنه أبى في بداية الأمر وبعد الإلحاح إستفسر عن هوية المُستجوب والمنبر الذي يمثله، لتخبره فورا المكلفة بالتواصل داخل الجامعة دنيا لحرش التي كانت ترافقه أن المحاوِر هو جريدة «المنتخب» فجاءت الموافقة السريعة مع عبارة «مرحبا أخي» مرفوقة بتغير في تقاسيم وجهه.

- المنتخب: هل أنتم راضون عن التعادل أمام ليبيا؟

بنعطية: أكيد لا، نحن محبطون جدا لأننا كنا الأقرب إلى الفوز الذي جئنا من أجله إلى تونس، لعبنا بشكل لا بأس به عموما مع أفضلية نسبية في الشوط الأول، لكننا تراجعنا وأنزلنا شيئا ما أيدينا في الشوط الثاني فلم نتمكن من الحفاظ على الهدف الذي سجلناه.

- المنتخب: ما الذي كان ينقص للحفاظ على نتيجة الفوز؟

بنعطية: التعادل جاء في اللحظات الأخيرة بسبب سوء تقدير واعتقاد أن المباراة إنتهت، دون إغفال الضغط والإصرار الكبير للمنتخب الليبي على تسجيل الهدف، كان بمقدورنا إضافة الهدف الثاني وقتل المباراة لكننا لم نفعل، ودفعنا ثمن تراجع مستوانا واستسلامنا في الشوط الثاني.

- المنتخب: هل هو إستصغار للخصم الذي يعتبر من المنتخبات المريضة حاليا؟

بنعطية: لا أبدا، ولا بد من الإشارة إلى أن الخصم ليس بالسهولة التي تصورها البعض، فقد ظن البعض أنه ضعيف، ومن الممكن التفوق عليه بسهولة وبحصة عريضة، فهو يملك مدربا محنكا ويلعب بتكتيك محترم ولم يترك لنا المساحات وأقلق راحتنا ولم يتركنا نلعب كما نحب، لقد كان متحمسا أكثر منا وتمكن من تحقيق المبتغى الذي دخل من أجله المباراة، ونحن جد محبطين لهذا التعادل الذي كان بالإمكان تفاديه، لكن واقعية كرة القدم والنتيجة لا تُحسم إلى بصافرة النهاية دون إستسهتار ولا أخطاء.

- المنتخب: الأداء ترك تساؤلات كبيرة بشأن الحالة التي يتواجد عليها الفريق الوطني؟

بنعطية: سبق وأن قلت قبل أيام أننا في بداية العمل ولسنا أقوياء وأشداء كما يُنظر إلينا من قبل البعض، فالقوة التي نريدها والتماسك الذي يجب أن نكون عليه لم نصله بعد وطريق طويل يفصلنا من أجل بلوغه، سنستمر في العمل والتطور وخصوصا الإستفادة من هكذا تعثرات ودروس بأقل الأضرار دون التراجع للوراء ولا النظر كثيرا إلى الأسفل، وأنا متفائل بالقادم لأننا نعرف ما نريد.

- المنتخب: لكن الشكوك بدأت تتسرب للبعض في ظل عدم الإقناع أداءا حتى في المباريات التي إنتصرتم فيها..

بنعطية: مباراة ليبيا والتعادل فيها دليل على أننا لسنا بعد بالمنتخب القوي والذي لا يُقهر، لا نعتبر من بين أسياد القارة ولا من المرشحين للمنافسة على ألقابها ومقاعدها الأمامية، نتطور رويدا رويدا وندرك ما ينتظرنا ونعرف حجمنا الطبيعي دون تفريط ولا إفراط في تقييم الذات، الأداء لا يكون دائما مقنعا حتى بالنسبة لأباطرة كرة القدم العالمية، فما بالك بمنتخب إفريقي يبحث عن الشخصية والمناعة الصلبة مع مدرب جديد إلتحق قبل أشهر قليلة فقط بغرفة القيادة.

- المنتخب: على ذكر الناخب الوطني الجديد، ما الذي أتى به هيرفي رونار وكان مفقودا في وقت سابق؟

بنعطية: هيرفي مدرب كبير أتى بالشيء الكثير للفريق الوطني، وأولها الأفكار والطموحات والمشاريع المهمة التي يريد تطبيقها مع الأسود، كما أنه يملك طاقما محترفا يشتغل معه ولا يترك شيئا للصدفة ويسهر على كل صغيرة وكبيرة، نحن راضون وفخورون بالعمل معه ونحاول مساعدته في المهمة لتطوير أداء الفريق الوطني وتحقيق ما سطرناه.

- المنتخب: ألا ترى بأنه يتحمل جزءا من المسؤولية في أول تعثر له بالتعادل مع منتخب ليبيا الفاقد لكل شيء؟

بنعطية: لا، نحن كلاعبين من نتحمل المسؤولية فالهدف جاء إثر خطأ ليس للمدرب أي دخل فيه، التعادل مع ليبيا سببه سوء تعاملنا مع مجريات المباراة، أما رونار فقد قام بما كان يجب فعله، وعلينا تصحيح الوضع والإستمرار في المشوار.

- المنتخب: لنطوي صفحة الفريق الوطني ومباراة ليبيا ونتحول للزوبعة الكبيرة التي أثرتها رفقة زميلك يوسف العرابي قبل أيام، إشرح لنا ما وقع بالضبط..

بنعطية: لم أفهم لماذا تم تهويل الموضوع وجعله من المشاكل وغيرها من الأقاويل التي أشيعت بسبب صورة عادية وبسيطة، كل ما في الأمر أن الناخب الوطني هيرفي رونار منحنا يوما للراحة بعد لقاء الكونغو الودي بطنجة، والجميع يعرف أن يوم الراحة هو يوم حر يمكن القيام فيه بأي شيء في إطار الحياة الشخصية بعيدا عن صرامة التربص وإلتزام الفريق الوطني، فذهبت رفقة بعض زملائي وأصدقائي إلى أحد المسابح للإستجمام والإستمتاع ونسيان الكرة ولو ليوم واحد.

- المنتخب: لكن الصورة خلقت جدلا واسعا بسبب تواجد «الشيشة» وأنت تعرف أنه أمر ضار بالصحة؟

بنعطية: الصورة أراها طبيعية ولا تظهر فيها أي حركة أو فعل غير رياضي، لم نقم بشيء يستحق كل هذه الزوبعة والسب والشتم من الكثير من الناس، الصورة تظهرنا بجانب المسبح وطاولة موضوعة بها «الشيشة» وقد تداولت على مواقع التواصل الإجتماعي بحسن نية ولو كان هناك عيب وخروج عن النص كما يقال لما تم نشرها، علما أنها مأخوذة في جو حميمي بين الأصدقاء، لم أفهم ولا أريد فهم ما يحاولون الترويج له من شائعات ومغالطات لتشويه صورتي أمام الشعب المغربي والرأي العام المحلي والدولي.

- المنتخب: ماذا تقول للشعب المغربي الذي تفاجأ وأحبط جراء هذه الواقعة خصوصا وأنك عميد الفريق الوطني والقدوة والمثال لجميع اللاعبين؟

بنعطية: أقول له أن يسأل عني كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريبي وكل من يعرفني، فأنا ألعب للفريق الوطني منذ 8 سنوات وهذه مدة مهمة درب فيها الأسود أكثر من ناخب وطني ويمكن فيها الحكم علي، فلتسألوا عني أيضا اللاعبين والزملاء الذين ألعب معهم إن كنت مشاغبا  أو متهاونا يوما ما في أداء دوري كلاعب، وإن خذلت أو تهاونت أو خلقت المشاكل داخل الملاعب، أنا منضبط ومحترف وأعرف حقوقي وواجباتي وما علي القيام به وتفاديه، في رحاب التداريب والمباريات والمعسكرات الأمور واضحة وضوابط الإلتزام معروفة وألتزم بها أينما تواجدت، والفريق الوطني لطالما دافعت عن صورته فكيف أسعى إلى خدشها بعد كل هذه الأعوام، فليثبت لي أحدهم إنني أثرت يوما على إستقرار الفريق الوطني وخلقت الإضطراب وشحنت الأجواء، أبدا لم أكن باللاعب المشاغب أو الذي يسعى لإثارة المشاكل.

- المنتخب: أنت عميد وقائد الفريق وصورة الفريق الوطني تتصدرها داخل المعسكرات وخارجها..

بنعطية: أنا لاعب كرة قدم وعميد للفريق الوطني في المباريات والتربصات والتداريب وإنسان عادي ورجل طبيعي له حياته الخاصة كلما غادر عالم الكرة، لا يمكن المزج بينهما ومستحيل خنق اللاعب ومراقبته 24 ساعة و7 أيام والأخطر من ذلك في أيام العطل والراحة، إنتقادي في أرضية الملعب أتقبله بصدر رحب، لكن إنتقادي وأنا خارج مرفوض بتاتا، لن أسمح لأحد مهما كان أن يمس بشخصي أو عائلتي بعيدا عن مهنتي التي أقوم بها، لا يمكن لشخص أو مناصر أن يسبني ويشتمني على شيء أفعله في إطار الحياة الشخصية التي تهمني أنا ولا أحد غيري. 

- المنتخب: العتاب أو اللوم هو في صالحك كلاعب وفي صالح الفريق الوطني الذي يحتاجك كقائده..
 

بنعطية: لا أقبل بالعتاب واللوم ولا حتى النصيحة من الناس على شيء يخصني لوحدي وأفعال تندرج ضمن الحياة الفردية وليس الجماعية والكروية.

- المنتخب: ينتظر البعض إعتذارا رسميا حتى تُطوى هذه الزوبعة بسرعة؟

بنعطية: وعلى ما أعتذر، على أنني إستمتعت بوقتي وبيوم راحتي وحريتي كما يحلو لي، لم أضر أحدا وبالتالي لا أكثرت لمن يريد السباحة في المستنقعات وتشويه صورتي أمام الرأي العام المغربي.

- المنتخب: بالعودة إلى حياتك المهنية، هل من جديد بخصوص مستقبلك الإحترافي؟ وهل ستغادر بايرن ميونيخ هذا الصيف للعودة مجددا إلى الكالشيو؟

بنعطية: كنت ملتزما ومركّزا مع الفريق الوطني في الأسبوعين الأخيرين، ومن الإحترافية ألا يتم التفكير في العروض ولا الشروع في المفاوضات إلا بعد التفرغ من الإلتزامات الدولية، لحد الآن لا شيء رسمي ولا جديد يُذكر ولا أعلم أين سألعب الموسم المقبل، وسنرى ما ستأتي به قادم الأيام.

- المنتخب: كلمة أخيرة للجمهور المغربي..

بنعطية: أرجوه وأتمنى عليه أن لا ينساق وراء الأقاويل والشائعات والتأويلات، مرحبا بالإنتقادات والنصائح في عالم كرة القدم داخل الميدان، ولا عزاء للحاقدين والكارهين للنجاح لأن الفريق الوطني يمضي فوق سكة التطور والتحسن بثبات ولن تشوش عليه مثل هذه الزوبعات الفارغة.