إمتياز الذهاب هل ينفع القلعة الحمراء في رحلة الإياب؟
الكوموندو الودادي عازم على إسقاط مازيمبي الزعيم
توجه الوداد البيضاوي للكونغو الديموقراطية في رحلة ملغومة ستقوده لملاقاة فريق مازمبي بمعقله لومونباشي، برسم إياب ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، هي القمة التي ستغري الجماهير بمتابعتها لكنها بالمقابل ستكون ممنوعة على أصحاب الضغط الدموي، الوداد تحصل على امتياز الهدفين في الذهاب بمراكش، لكن مازيمبي عادة ما يكون مختلفا وقويا بمعقله، حيث يكون محاطا ومساندا بالآلاف من أنصاره، وسيعمد كعادته لاستخدام كل الوسائل المباحة وغير المباحة من أجل تجاوز فارق الهدفين وبالتالي إسقاط الفريق الأحمر، وهذا ما يفرض على المدرب طوشاك إعداد الكوموندو المتسلح بالعزيمة والإصرار وبالقتالية داخل الملعب، فانتزاع بطاقة العبور لدور المجموعتين يحتاج أكثر لرجال مقاتلين داخل رقعة الميدان، ولتركيز كامل طيلة أطوار المباراة، هذا مع انتظار الفرص لمباغثة الدفاع الكونغولي بهجومات سريعة يمكن منها خطف هدف يقضي على كل آمالهم في العودة في النتيجة، فهل يفعلها أصدقاء السعيدي ويعودوا بتأهل تاريخي من قلب لوبومباشي؟
هزيمة لن تؤثر على المعنويات
كما كان الحال قبل مباراة الذهاب، فقد مني الفريق الأحمر بهزيمة ثانية على التوالي في منافسات البطولة المحلية وكانت هذه المرة بميدان اتحاد طنجة، هي بالفعل هزيمة قاسية بثلاثية نظيفة، ومن حسن حظ الفريق البيضاوي أنه ما زال متصدرا للترتيب بفارق نقطتين عن الوصيف الفتح الرباطي مع مباراة ناقصة، هذه النتيجة تؤكد تركيز كل مكونات الفريق في الظرفية الراهنة على مباراة الإياب أمام مازيمبي، لكنها قد تكون مفيدة كذلك خاصة للمدرب طوشاك الذي سيعمل على تصحيح بعض الأخطاء التي سقط فيها أمام اتحاد طنجة مع الإعتماد كذلك على اللاعبين الأكثر جاهزية بغض النظر عن الأسماء، فالمباراة أمام مازيمبي ستسير بسرعة كبيرة وستحتاج كما قلنا للاعبين بلياقة بدنية عالية خاصة في خطي الدفاع والوسط، إضافة لمهاجمين يتميزون بالسرعة ويتقنون الهجومات المضادة.
خصم جرح في كبريائه
يبدو أن الفريق الكونغولي جرح في كبريائه بعد الهزيمة التي تعرض لها بمراكش، ومن المنتظر أن يظهر بصورة مختلفة في مباراة الإياب، فقد يكون مثل الثور الهائج، وهذا ما سيدفع لاعبيه للضغط بكل قواهم على دفاع الوداد وحارسه زهير لعروبي منذ بداية المباراة، وذلك للبحث عن هدف مبكر يمكن أن يسهل مهمتهم في باقي أطوار المباراة، وهنا فإن الدقائق العشرين الأولى مهمة جدا بالنسبة للعناصر الودادية التي يتعين عليها امتصاص هذا الضغط، وعدم ترك مساحات للخصم، وتجنب ارتكاب الأخطاء قرب منطقة العمليات، صحيح أن مازيمبي هذا الموسم أقل مستوى من الموسم الماضي، ولم يتجاوز الدور الأول إلا بصعوبة، لكن المباريات تختلف، ويجب دائما أخذ الحيطة والحذر من منافسين من طينة مازيمبي الذي سبق له التتويج بعدة ألقاب قارية.
نسيان نتيجة الذهاب
الشوط الأول كان لصالح الوداد البيضاوي الذي أصبح يتوفر على امتياز هدفين، لكن تجاوز هذه المرحلة الصعبة والمرور لدور المجموعتين عبر إقصاء فريق من حجم مازيمبي ليس بالشيء السهل، لذا وجب استثمار نتيجة الذهاب بشكل أفضل وذلك من خلال تجاهلها ونسيانها، فمن المفروض في مثل هذه المباريات التي تحسمها بعض الجزئيات البسيطة، الإنطلاق من الصفر، وكأنها المباراة الأولى والفاصلة، صحيح أن شباك الوداد لم تقبل أي هدف في مراكش، لكن التجارب السابقة للفريق الأحمر في ذات المسابقة كشفت عن وجود مشاكل في الدفاع وقبول الفريق لأهداف خارج القواعد، وهذا ما يجب تفاديه أمام مازيمبي حتى لا نندم على جملة الفرص الضائعة في مباراة الذهاب.
إمتحان حقيقي لطوشاك
نجح المدرب طوشاك في شحن لاعبيه من الناحية النفسية قبل مباراة الذهاب، وقدم الفريق الأحمر أقوى مبارياته هذا الموسم بعد أيام فقط من هزيمته أمام الفريق السوسي، لكن النجاح الحقيقي لن يكتمل إلا بالعودة ببطاقة التأهل من لومونباشي، فالمباراة من شوطين الأول داخل القواعد والثاني خارجها، والمدرب طوشاك خاض لحد الساعة تجربتين بالأدغال الإفريقية، لكن المواجهة أمام مازيمبي ستكون مختلفة، بحيث سيشاهد طقوس إفريقية حقيقية ومحتلفة عن سابقتيها، وبالتالي عليه تدبير أطوار المباراة بكل ذكاء سواء ما يتعلق بالتشكيلة التي سيعتمد عليها أو كذلك بالنهج التكتيكي الذي سيوقف به زحف الخصم وسيحد من خطورته، هذا مع ضرورة عدم الركون للدفاع لما في ذلك من خطورة، إذ يجب على الوداد أن يظهر بشخصية الفريق البطل، وعدم ترك الفرصة لعناصر مازيمبي لتأخذ ثقتها وتتحكم في أطوار المباراة، وهذا لن يتأتى إلا بالضغط العالي وممارسة البريسينغ على المدافعين لإرباك حساباتهم.
كوموندو جاهز
كما قلنا قبل مباراة الذهاب فمثل هذه المباريات لا تحتاج فقط للخطط التكتيكية ولا كذلك للتقنيات والمؤهلات البدنية، بل إنها تحتاج كذلك للرجال، وهذا ما تأكد بالملموس داخل رقعة الميدان، فلاعبو مازيمبي لم يكونوا أفضل من لاعبي الوداد تقنيا لكنهم يجيدون اللعب الإفريقي الذي يتميز بالقتالية والإندفاع البدني، وحين وجدوا أمامهم فريقا بنفس المواصفات تعرضوا للهزيمة، وإذا تعاملت العناصر الودادية مع هذه المباراة بنفس الجدية اللازمة ولعبت بقتالية ورجولية وربحت النزالات الثنائية فإن التأهل سيكون حليفها، وهذا يؤكد الحاجة لكوموندو جاهز لكل التحديات، ومستعد للمواجهة دون أي تخوف، وغير ذلك فلننتظر الإقصاء.
العودة للواجهة القارية
مباشرة بعد نهاية مباراة الذهاب، حاول فريق مازيمبي كعادته ممارسة الضغط على العناصر الودادية، حيث انطلقت الحرب النفسية، ولغة الوعيد التي يتقنها الخصم، فالتخويف والترهيب هي من بين الأسلحة الفتاكة التي يعتمد عليها لإسقاط منافسيه بمعقله، هذا إلى جانب الحضور الجماهيري الكبير الذي يميز مبارياته داخل قواعده، لكننا واثقون من قدرة العناصر الودادية على رفع التحدي والوقوف في وجه غطرسة الفريق الكونغولي.
والأكيد أن العودة بقوة للواجهة القارية والمنافسة على الألقاب لن يمر فقط عبر إسقاط الأندية الصغيرة، وإنما عبر إسقاط القوى التقليدية مثل مازيمبي، وإذا استطاع الوداد تحقيق هذا المبتغى فحينها سيرسل إشارات قوية لمنافسيه، وسيكون أبرز المرشحين للمنافسة على لقب العصبة، وخير سفير للكرة المغربية في هذه المنافسة القارية التي غابت عنا لعدة سنوات.
وكالعادة فإن الجماهير الودادية ستكون حاضرة بلومونباشي، في حين ستكون كل الجماهير المغربية بقلبها وروحها مع الوداد وكل الأندية المغربية التي تمثلنا في المنافسات القارية.