لم يتصل بي رونار والمنافسة داخل الأسود لا تزعجني

دينامي وخفيف الظل كما هو خفيف الحركة داخل المستطيل الأخضر، ظهير عصري بمواصفات الكبار وشعلة من الحماس التي لا تفتر وما أن يحضر في مباراة حتى يبصم على أداء أفضل من التي سبقتها.
فؤاد شفيق لاعب لافال الذي قدمه الزاكي للجمهور المغربي، والفتى الذي تسلل من دون استئذان للقلوب بانسيابية، في حواره مع «المنتخب» عبر الهاتف من فرنسا قدم الخبر السار وهو كونه سيدشن بداية من الغد عودته لأجواء التباري.
شفيق يستحضر معكم في الإبحار التالي، كيف تعايش مع لحظة الفرح بالعبور لليبروفيل..

- المنتخب: بودنا مع بداية هذا الحوار أن نتعرف على جديد أحوالك بعد فترة صعبة مررت منها مؤخرا كلفتك الغياب لأكثر من شهر؟
فؤاد شفيق: بدوري أشكر لكم حسن المتابعة، أنا بأفضل حال تخلصت بالكامل من تبعات الإصابة والتي جعلتني أبتعد لفترة طويلة وهو أمر صعب على لاعب كرة القدم لكونه يكلفه الكثير.
خضت تداريبي بانتظام بعد فترة ترويض ونقاهة وصرت جاهزا لإيقاع المباريات بعدما لعبت للفريق الرديف ولم يكن هناك من أثر جانبي للإصابة و لله الحمد.
- المنتخب: متى يمكن أن يعود شفيق لأجواء التباري ودون قلق؟
فؤاد شفيق: أنا من بين اللاعبين الجاهزين لخوض مباراة رفقة الفريق الأول يوم غد الجمعة أمام نادي إيفيان وهي واحدة من المباريات المصيرية والصعبة هذا الموسم.
هي مباراة ستقربنا أكثر لو تحصلنا خلالها على نقاط الإنتصار من طوق النجاة وستمكننا من الإطمئنان على مكانتنا لكونها تجمعنا بفريق إيفيان الذي يتشارك معنا بنفس الهموم.
الأمور كلها بيد المدرب لكن ما يهمني هو كوني أشعر بالقدرة على تقديم مباراة قوية لو طلب مني الظهور مع باقي اللاعبين بالمستطيل الأخضر.
- المنتخب: كيف كان شعور لاعب انتظم وخاض عدد كبير من المباريات رفقة الفريق الوطني وواحد من عياراته الثابتة وهو يتابع مبارتين هامتين له عبر التلفاز مؤخرا؟
فؤاد شفيق: أشكرك على إثارة هذا السؤال لأنني بالفعل تأثرت معنويا ومن الناحية النفسية لغيابي عن المنتخب المغربي أكثر من تأثري بغيابي عن لافال.
لم يكن سهلا على الإطلاق أن تحضر الإصابة في فترة كنت أتطلع من خلالها للتواجد رفقة المنتخب في مباراة الرأس الأخضر المهمة وكان أمل كبير يراودني أن أكون من بين اللاعبين المعنيين بالتواجد في مباراة كانت نهايتها مليئة بالمشاعر والأحاسيس الجميلة التي لم يسبق لي وأن جربتها ومنها التأهل للكان.
بالفعل لم يكن سهلا علي التجاوب أو حتى متابعة المنتخب المغربي عن بعد وهذه هي سنة كرة القدم، ومثل هذه الأمور تحدث كثيرا بل في فترات ممكن أن تغادر معسكرا للمنتخب يوم واحد قبل المباراة بسبب الإصابة.
- المنتخب: على ذكر التفاعل كيف كان شعورك وأنت تتابع رفاقا لك وهم ينخرطون في فرحة التأهل للكان؟
فؤاد شفيق: لم أتأخر في الإتصال بأغلبهم لتهنئتهم على ضمان التأهل خاصة بطريقة أكثر من مقنعة، لقد واجهنا المنتخب الأول في تصنيف الفيفا بإفريقيا ولا أحد راهن على أننا سنسقطه في مباراتين.
إتصلت باللاعبين وفي مقدمتهم بنعطية وأبلغتهم تهاني الحارة وتمنيت لو كنت حاضرا حتى ولم أشارك لأنها لحظة مهمة حفلت بالكثير من المشاعر التي افتقدتها ولم أجربها في السابق كما قلت لك، ومنذ حلولي بالمنتخب المغربي وأنا أتطلع للحظة مشابهة.
- المنتخب: وماذا عن المؤدى العام من الناحية التقنية ومردود المجموعة؟
فؤاد شفيق: لقد قدم اللاعبون مباراتين في المستوى العالي، لا ينبغي الوقوف عن التأهل فحسب، فالطريقة كانت جد مقنعة ولا أحد يملك الجرأة لتسفيه ما حدث أو التقليل من قيمته لأني لاعب وأقدر كثيرا قيمة ما تم بذله من جهد.
الفرحة كانت مشروعة لأن التأهل حسم قبل جولتين من نهاية التصفيات ولا أحد من المنتخبات حقق هذا، بل تم على حساب أفضل منتخب إفريقي بحسب الفيفا.
الأداء وإن تفاوت بين برايا ومراكش إلا أنه في المجمل كان رائعا وما قام به اللاعبون كان مميزا عكس قيمة العمل الذي أنجزه المدرب رونار.
- المنتخب: على ذكر هيرفي رونار، هل تواصل معك طيلة الفترة السابقة؟
فؤاد شفيق: لا، لم يحدث هذا ولم أتلق منه اتصالا، أعتقد أن قدومه تزامن مع فترة صعبة ودقيقة وكان مطالبا بإنجاز المهمة الحاسمة وهي التأهل للكان.
هو مدرب محترف سينجز عمله كما يراه وأنا أقوم بما ينبغي أن أقوم به ويمليه علي ضميري وهذه هي الحقيقة التي لا تقلقني بالمرة لأنه كانت غيابات أخرى لعناصر واظبت على الحضور في معسكرات الأسود ويستحيل الإتصال بجميع اللاعبين للإطلاع على أحوالهم.
- المنتخب: أقصد أنك كنت من بين الثوابت التي لم تغب ولو لمباراة واحدة وكان يفترض تقصي أخبارك؟
فؤاد شفيق: لا أعلم ما الذي حدث، لكن يبقى الناخب الوطني حر في مقاربة تواصله والطريقة التي يمكنه من خلالها أن يتابع كل اللاعبين وأنا أحترم هذا ولا يثير قلقي كما قلت لأن تركيزي يجب أن يكون منصبا على العودة أقوى من السابق ومضاعفة المجهود لأني أرى أن مكانا لي صار مملوءا وعلي استعادته.
- المنتخب: وماذا عن مساعده حجي، ألم يربط بك اتصالا هو الآخر؟
فؤاد شفيق: لا، لم يحدث هذا، وكما قلت لك سواء تعلق الأمر بالسيد رونار أو مساعده، فقد كانت هناك أولويات تم الإشتغال عليها أكثر بكثير من مجرد تتبع وضعية لاعب غائب عن المجموعة لأن رهان التأهل من الجولة الرابعة كان تحديا والحمد لله تم كسبه.
- المنتخب: كنت من بين دعامات الفريق الوطني على عهد الزاكي وعدد هائل من زملائك تحدثوا عن انعطافة كبيرة بالأجواء ومتغير كبير حدث، كيف تعقب على الأمر؟
فؤاد شفيق: لم أكن حاضرا لألمس الفارق وأعقد المقارنات لكن كلاعب لي صداقات قوية مع عدد من اللاعبين فقد وصلتني أصداء طيبة عن المناخ العام الذي طبع التحضير للمبارتين وكان رائع ما وصلني كصدى.
كما لا أعتقد أن ما صدر من تصريحات كانت الغاية منه التقليل من شأن فترة أخرى سابقة أو إقامة المفاضلة مع الفترة والعهد الجديد.
- المنتخب: لو سألتك عن الناخب الحالي رونار وأنت من تعرفه جيدا بفرنسا، كيف رأيت التعاقد معه مدربا للفريق الوطني؟
فؤاد شفيق: لا اختلاف كون رونار مدرب كبير ولست أنا من يملك الحق في تقييم قدراته ولا حتى كفاءته، سجله مع المنتخبات الإفريقية رائع و مميز ولو جزمنا أن الحاجة كانت بالفعل للتعاقد مع مدرب جديد فلا أحد أحق من رونار بهذا المنصب.
- المنتخب: هل ترى أنه قادر على تكرار ما أنجز مع منتخبات زامبيا وكوت ديفوار؟
فؤاد شفيق: لقد وصلتني أصداء رائعة وكبيرة من اللاعبين على مستوى طريقة التواصل وتبليغ الخطاب وما يعتبر نقطة قوة بالنسبة لهذا المدرب هو اشتغاله الجيد على الجوانب السيكولوجية الشيء الذي لمسه الجميع من خلال متابعة الطريقة التي خاض بها اللاعبون نزالي الرأس الأخضر.
هناك مثل فرنسي يقول «لا إثنان من دون ثلاثة»، وأنا أرى أن الثالثة ستكون إن شاء الله مع المنتخب المغربي بالغابون ومؤشرات كثيرة تدعم تفاؤلي هذا.
- المنتخب: وماذا عن الزاكي بادو؟
فؤاد شفيق: سيظل هو المدرب الذي قدمني للجمهور المغربي والذي اكتشفني وتواصل معي للمرة الأولى وأنا ممتن لكل ما فعله معي.
لقد وجدت فيه المدرب المحترف بما في الكلمة من معنى ومعه عشت فترة رائعة لا يمكن نسيانها وأتمنى له التوفيق.
- المنتخب: هل سيستمر شفيق رفقة لافال طويلا؟
فؤاد شفيق: عقدي يمتد لموسم إضافي ولن ينتهي إلا مع الصيف القادم، حاليا كل التركيز منصب على مساعدة الفريق لتفادي الهبوط لدرجة موالية وبعدها يمكن الحديث عن آفاق أخرى.
بصدق لا يمكن أن أظل هنا لفترة طويلة، أرى أن السن وعوامل أخرى تفرض علي اكتشاف تجربة أخرى مغايرة ولو تم تخييري لاخترت اللعب بأنجلترا ودون تردد لأنها البطولة الأكثر إغراء وجاذبية و من دون منازع وأراها تلائمني كثيرا.
- المنتخب: مكانك شغله زميلك نبيل درار مؤخرا ورونار استدعى لاعبا يمارس بريال مدريد وهو حكيمي، كيف تعلق على الأمر؟
فؤاد شفيق: أنا لاعب أعشق التحدي والمنافسة وحين أشعر أن الفضاء خال تماما من كل عوامل القلق يغيب الإبداع ويقل الحماس.
لا تزعجني المنافسة إطلاقا، بل تمثل حافزا قويا بالنسبة لي للعمل والإشتغال أكثر لحجز مكان لي رفقة المنتخب المغربي بالفترة القادمة.
- المنتخب: تحدث رئيس الجامعة في موضوع إقالة الزاكي وقال أنه استشار مع عدد من اللاعبين المؤثرين، هل كنت منهم؟
فؤاد شفيق: لا، لم أكن معنيا ولا أنا من الذين تمت استشارتهم بالموضوع، بل لا علم لي بهذا الخبر من الأصل، هذه أمور لها أصحابها و لا أود الخوض فيها لأنها شأن إداري خالص يهم المسؤولين.
- المنتخب: في مساحة حرة نتركها لك في الختام، ما الذي يود فؤاد تبليغه للجمهور المغربي؟
فؤاد شفيق: بكل صدق هناك رهانان كبيران أتمنى أن أوفق في بلوغهما رفقة المنتخب المغربي، الأول هو أن نتوج بكأس إفريقيا للأمم وأرى أننا بإمكانيات تؤهلنا لذلك، والرهان الثاني كبير وغالي وهو أن أشارك في كأس العالم رفقة منتخب المغرب وأن أترجم رغبة وحلما راودني وأنا صغير بمنافسة كبار نجوم المرة العالمية بقميص منتخب بلادي.
العدوة أكبر عدد من المباريات على عهد الزاكي، قبل أن تكرهه الإصابة على الغياب القسري مع رونار.
شفيق باختصار أكبر من لافال وحلمه ثلاثي الأبعاد (البريمير ليغ والكان ثم المونديال).