ما يعيشه مغاربة البطولة القطرية هذا الموسم من بذخ في التهديف وسخاء في العطاء وتفنن في التسجيل، يؤكد بلا أدنى ذرة شك بأن سفراء المغرب في الخليج وتحديدا الدوحة هم الأنشط والأنجع والأكثر فعالية على المستوى العالمي هذا الموسم.
فما يصنعه حمد الله مع الجيش في أول موسم له ومثله محسن ياجور الذي يصنع العجب مع الأهلي وقبله قطر، وما يرسمه محسن متولي من لوحات مع الوكرة وإلى جانبه الإضافة الكبيرة التي يعطيها منير الحمداوي إلى أم صلال وهو الوافد الجديد عليه، يجعل من هذا الرباعي على الخصوص أخطر الجنسيات الأجنبية وأقواها حضورا في قطر متفوقة على البرازيليين والأرجنتينيين وغيرهم.
47 هدفا هي الحصيلة الأولية للمحترفين المغاربة في البطولة القطرية هذا الموسم، وحصة الأسد فيها للقناص عبد الرزاق حمد الله متصدر ترتيب الهدافين ب 20 هدفا والمرشح بقوة لنيل الحذاء الذهبي، متبوعا بالغوليادور محسن ياجور صاحب 16 هدفا آخرها هاتريك ولا أروع ضد لخويا، و6 أهداف لمنير الحمداوي بقميص أم صلال بعد أسابيع قليلة فقط على إنضمامه إليه، إضافة إلى خماسية المايسترو محسن متولي مع الوكرة حيث يتقلد منصب القائد وصانع الألعاب والأهداف بكل واقعية وسحر ورشاقة.
47 هدفا تعادل إجمالي ما سجله جميع أسود أوروبا هذا الموسم، ورغم أن الفوارق شاسعة والمقارنات لا تصح لإختلاف الأجواء ومعايير الندية وقوة البطولات، إلا أن ما يفعله أسود الدوحة إستثناءا هذا الموسم يخلق الحدث التاريخي ويستحق المتابعة والإشادة بغض النظر عن ظلم ذوي القربى.
فصوت هؤلاء مسموع بالملاعب وإحساسهم بالجور بعد إقصائهم من عرين الأسود أجابوا عنه بسرعة وقوة فوق أرضية الميدان، وهم الذين أجمعوا في تصريحات متفرقة أن سبب إستبعادهم من الفريق الوطني ليس تقنيا.
الناخب هيرفي رونار يصر على عدم النظر إليهم وتجاهلهم مهما فعلوا وحققوا من أرقام قياسية، متشبتا بنظرية هدف في فرنسا أفضل من 20 بقطر، وله من القناعات والحقوق ما يدفعه للتشطيب عليهم من الإختيارات، رغم أنه لم يسبق له أن درب في الخليج ولا يعرف بالتفاصيل الدقيقة ما يدور هناك، ورغم أن الأسود بحاجة ماسة لرؤوس حربة يسجلون أكثر مما يهددون ويركضون.
وفي ظل ندرة هذه العملة في أوروبا ألا يسحق أحد هؤلاء الثلاثة (حمد الله، ياجور، الحمداوي) مقعده مع الأسود ولو كبديل لقناص غرناطة الإسباني يوسف العرابي الذي يأتي إلى العرين وهو يعرف مسبقا أنه رسمي ولا أحد موجود لينافسه على مكانته؟