سنبحث عن الفوز أمام ليبيا وساوطومي لنرسخ العقلية الإنتصارية
ظهرت بعض الشوائب وسنحاول التصدي لها تكتيكيا
هذا الجمهور الرائع يستحق من اللاعبين كل التضحيات

كشف مدرب المنتخب الوطني المغربي هيرفي رونار في الندوة الصحفية التي عقدها مباشرة بعد الفوز الذي حققه أسود الأطلس على حساب الرأس الأخضر بهدفين لصفر، بأنه لم يقتنع كثيرا بالعرض الذي قدمته العناصر الوطنية طوال المباراة، بالرغم من تحقيق الإنتصار، والتأهل، وأكد بأنه كان لزاما على الفريق الوطني أن يحقق الإنتصار داخل قواعده وأمام جمهوره، بعدما سبق له العودة بإنتصار مهم من قلب برايا بالرأس الأخضر.
- أنجزتم المهمة بتأكيد الفوز على منتخب الرأس الأخضر والتأهل بشكل مبكر لنهائيات الكان، هل أنت راض على النتيجة أم على الأداء أم عليهما معا؟
«في الحقيقة لم أقتنع كثيرا بالفوز الذي حققناه اليوم إن أردنا الحديث عن مجمل المباراة، كنا ملزمين أكثر منهم بالفوز لأننا نلعب داخل ميداننا وأمام جماهيرنا، الفريق الوطني قدم فترات لعب متبانية، لذلك كان الأداء متبانيا طوال الدقائق التسعين وهو أمر يرتبط بعوامل كثيرة منها ما هو تقني ومنها ما هو نفسي وتكتيكي ومنها ما فرضه الوجه الذي ظهر به منتخب الرأس الأخضر، مجمل القول أننا حققنا الأهم والإنتصار في المباراتين الأخيرتين مكننا من تحقيق التأهل الذي كنا نصبو إليه».
- أنت تكمل في واقع الأمر عملا بدأه الناخب السابق الزاكي بادو الذي وضع ست نقاط في جيب الفريق الوطني قبل أن يرحل؟
«بالطبع لا يمكنني أن أتجاهل العمل الذي قام به المدرب الزاكي بادو، فقد تمكن من تأمين بداية جيدة للفريق الوطني في التصفيات عندما حقق فوزين في مباراتين، ومن يقول أنني إنطلقت بهذا الفريق من العدم واهم.
لكي نتمكن من إزاحة المنافس القوي لنا في المجموعة على بطاقة التأهل، كان لا بد من تحقيق العلامة الكاملة، وقد نجح اللاعبون في ذلك بفضل روحهم المعنوية وبفضل إصرارهم على إسعاد الجماهير المغربية، برغم أنني سجلت على الأداء هنا بمراكش ملاحظات في صورة أشياء تكتيكية سنعمل على تصحيحها».
- لماذا جاءت المباراة مشنوقة وصعبة في شوطها الأول؟
«كنت أتوقع أن لا تكون مباراة مراكش أمام الرأس الأخضر صعبة بالنظر لما أفرزته مباراة برايا نتيجة وأداء، الخصم حاول منذ الوهلة الإعتماد على المرتدات وتراجع للوراء كثيرا لتوهيمنا بأنه إنما جاء يبحث عن نقطة التعادل، لكننا تفطنا لذلك وحاولنا الجمع بين الصرامة الدفاعية التي لا تبقي للمنافس مساحات للمناورة وبين البناءات الهجومية الدقيقة، وقد شاهدتم كيف أننا حاولنا بكل الوسائل ضرب التكثل الدفاعي للرأس الخضر ولم ننجح في ذلك إلا في الشوط الثاني.
وبرغم أننا لم نربح كل الثنائيات، إلا أننا تمكنا من حسم بعض المواقف لصالحنا، وهذا ما منحنا الفوز بحصة كان يجب أن تكون أكثر من ذلك لو تعاملنا جيدا مع كل الفرص التي أتيحت لنا».
- كيف ستتعاملون مع المباراتين القادمتين أمام ليبيا وساوطومي وقد أصبح التأهل مضمونا؟ 
«نحن نريد أن نرسخ عقلية الفوز في كل المباريات التي نلعبها لتصبح شعارا لنا، لذلك سندخل مباراتي ليبيا وساوطومي برهان تحقيق الفوز لننهي التصفيات بالعلامة الكاملة، وستكون المبارتان معا مناسبة لمنح الفرصة للوجوه الشابة والواعدة والتي نراهن عليها لتكون أساس المستقبل القريب لأسود الأطلس.
شيء آخر هو أننا بعد الفوز على الرأس الأخضر بالميدان يجب أن نفوز أيضا في المباراتين المقبلتين، لأن الإنتصار فيهما سيفيدنا في تصنيف الفيفا، عموما سأعمل جاهدا من أجل إقحام مجموعة من الوجوه الجديدة في تشكيلتي وبالأخص العناصر الشابة».
- لا بد أن هناك خطابا وجهته للاعبين لتتمكن من ربح مباراتين مفصليتين أمام الخصم المباشر، غير الأدوات التكتيكية التي منها يتأسس أسلوبك؟
«تعاملت مع الأمر بطريقة سهلة وسلسة لا تعقيد فيها، أكثر شيء بحثت عنه هو أن يخرج اللاعبون كل ما عندهم من إمكانات فنية وخبرات متراكمة، وهو شيء ما كنت لأطلبه منهم. 
تسلمت تدريب المنتخب المغربي في ظرفية صعبة، لذا حاولت التقرب من اللاعبين وإستفزاز ملكاتهم الفردية التي تنعكس بالضرورة على الأداء الجماعي، حاولت توجيه رسائل واضحة للاعبين تضعهم أمام خيار وضرورة اللعب بقتالية أكبر من أجل الجمهور المغربي الذي يستحق نتائج إيجابية، الكل كان يتطلع لنتيجة جيدة نحققها أمام الرأس الأخضر داخل ميداننا، وينتظر أيضا الإضافة التي سيقدمها هذا المدرب الذي لا يستكين أبدا في دكة البدلاء».
- نقر بأن النتيجة كانت جيدة ورائعة، ماذا عن المردود الجماعي، لماذا أنت غير راض عنه الرضا الكامل؟
«واجهنا منتخبا قويا لا يحتل المرتبة الأولى في إفريقيا إعتباطا، إنه يتوفر على مجموعة رائعة، عذبتنا كثيرا قبل أن نرتاح شيئا ما من ضغطهم بعد طرد أحد لاعبيهم، عموما أنا سعيد بالإنتصار الذي حققناه وأتمنى أن نستثمره على أكمل وجه مستقبلا، هذا عن النتيجة التي يجب أن نضعها في طليعة الإهتمامات في مثل هذه المواجهات. 
جددت الثقة في اللاعبين الذين أبلوا البلاء الحسن في مباراة الذهاب ببرايا لأنني كنت أعرف أن مخزونهم البدني يؤهلهم ليخوضوا 90 دقيقة أخرى، لذلك دعوتهم كي يضغطوا على المنافس في مناطقه.
طبعا عناصرنا وجدت بعض الصعوبة بعدما تراجع منتخب الرأس الأخضر كثيرا للوراء، وهو ما أقلق راحة اللاعبين الذين لم يجدوا المساحات والممرات لبلوغ مرمى حارس الرأس الأخضر بشكل سهل.
إلا أنه مع بداية الشوط الثاني وبعد أن صححنا بعض الأشياء نجحنا في الزيادة في الضغط والتنويع في الأداء بغية كسر شوكة المنافس الذي كان يتحين الفرصة في الجولة الثانية لتوجيه الضربة القاضية.
ضربة الجزاء التي إصطدناها من نجاح واحدة من محاولات الإختراق، هي التي غيرت كل شيء، فبسببها سيلعب الخصم منقوصا ومنها سجلنا الهدف الأول الذي حرر اللاعبين ومنحهم أريحية في تدبير المباراة، وقد كان بمقدورنا إنهاءها منتصرين بأكثر من هدفين لو تعاملنا جيدا مع كل الفرص التي أتيحت لنا.
أنا قلت أن على طاولة التشريح التقني هناك أشياء سنتدارسها كطاقم تقني لنجعل الأداء في القادم من المباريات مثاليا.
أهنئ اللاعبين على إنجازهم للمهمة على أكمل وجه، وأشكر الجامعة التي هيأت كل الظروف اللوجيستيكية لنتجاوز كل المشاكل التي يتسبب فيها لعب مباراتين في ظرف 72 ساعة وفي بلدين يبعدان عن بعضهما بخمس ساعات من الطيران، وأحيي الجماهير المغربية التي توافدت بأعداد قياسية على الملعب برغم أن يوم المباراة ليس يوم عطلة، وهذا دليل على تعلق هذه الجماهير بمنتخبها، وأنا دائما أحث اللاعبين على أن يعطوا أفضل ما يملكون لإسعاد هذه الجماهير المحبة لمنتخبها الوطني».