حينما يذكر اسم ريال مدريد فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو ألقاب عصبة الأبطال العشرة والأموال والصفقات الضخمة، وآخرها كان الكولومبي خاميس رودريغيز الذي بعد عامٍ أول جيد نسبيًا تحت قيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي، يعاني من تفاوت في مستواه هذا الموسم أشبه بتذبذب أسعار العملات.

فيما يقدم الجناح لوكاس فاسكيز الذي عاد إلي الـ"ميرينغي" هذا الموسم قادمًا من إسبانيول، الوجه الآخر من "العملة الملكية" فهو لم يكلف الكثير ويعمل في صمت ويؤدي كل ما يطلب منه على أكمل وجه، كما ظهر أمس في مباراة روما بإياب ثمن نهائي عصبة الأبطال.

تلقى فاسكيز عقب المباراة إشادات عديدة من مدرب الفريق زين الدين زيدان ونجم الفريق كريستيانو رونالدو والصحافة الإسبانية، خاصة وأن نزوله الملعب كان السبب وراء الانفراجة والفوز.

كان الريال يلعب بعصبية مما منح الخصم عدة فرص للتسجيل، ولكن بمجرد نزول لوكاس بديلا للويلزي جاريث بيل تمكن من صناعة الهدف الأول لكريستيانو عقب انطلاقة من الناحية اليمنى.

كان هذا خامس هدف يصنعه من أصل ستة في مباريات بدأ فيها من على الدكة، وهو الأمر الذي يغذي شهرته كاللاعب رقم "12"، ذلك الرجل المجتهد الذي يحترم قرارات المدرب ويبذل كل ما لديه في الدقائق التي يلعبها، ليجبر الجميع على احترامه واقتناع أنه يرغب في المزيد.

كانت هذه أول ليلة نجاح أوروبي للوكاس الذي لم يحظ بظهور كبير في عصبة الأبطال باستثناء مشاركته أمام باريس سان جيرمان في دور المجموعات.

ردت جماهير ملعب سانتياغو برنابيو الجميل للوكاس الذي بخلاف صناعته للهدف الأول كاد يصنع آخر، بالهتاف له وترديد اسمه كمكافأة له على مستواه وشخصيته.

حالة خاميس مناقضة تمامًا لوضع لوكاس، فالجماهير دائمًا تطالبه بالمزيد ليس فقط نظرًا للمبلغ الكبير الذي دفع فيه، بل بسبب انعدام الثقة الكبير الذي يلعب به.

يرجع خاميس، الذي أكمل برنامجًا بدنيًا لتحسين مستواه منذ وصول زيدان، هذا الأمر إلى سوء الإعداد والحالة النفسية التي كان عليها منذ حقبة المدرب السابق رافا بنيتيز.

الصورة التي يظهر بها خاميس على أرض الملعب عامة سيئة للغاية، حيث يبدو فاقدا للروح والانسجام على أرض الملعب هذا بخلاف البطء في الركض واتخاذ القرار، كما ظهر في الشوط الأول أمام روما مما تسبب في خسارته لعدد كبير من المواجهات المباشرة.

صبر جمهور البرنابيو على خاميس حوالي نصف ساعة ولكن بعد 37 دقيقة لم يجدوا مفرًا من ممارسة عادتهم المفضلة، والتي يرونها حقا أصيلا لهم، بإطلاق صافرات الاستهجان ضده.

خلال الشوط الثاني تحسن أداء الكولومبي بعض الشيء وتمكن من تسجيل الهدف الثاني عقب مرتدة وتمريرة من البرتغالي كريستيانو رونالدو.

ولم يشارك خاميس هذا الموسم سوى في ثلاث مباريات بعصبة الأبطال، حيث كان هذا هو هدفه الأول هذا الموسم في التشامبيونزليج، الثاني له بقميص ريال مدريد، والرابع في مشواره بالبطولة القارية.

وقال خاميس بعد المباراة بخصوص صافرات الاستهجان: "توجد أيام لا تسير فيها الأمور بشكل جيد ولكن هذه هي كرة القدم وأي شيء وارد.. أعتقد أن الجمهور يرغب في مشاهدة اللعب بشكل جمالي وحينما لا يحدث هذا فمن حقهم إطلاق صافرات الاستهجان.. نحن في نادٍ له متطلباته مع لاعبيه ونحن لها".

من ناحية أخرى كانت المباراة بمثابة دليل جديد على معدن كاسيميرو في خط الوسط، وهو الأمر الذي ربما يؤثر مستقبلا على وضع خاميس وإيسكو، اذا ما قرر زيدان إجراء تغييرات تكتيكية في خططه للإبقاء على البرازيلي كصمام أمان في خط الوسط.